قال وزير النقل العراقي بهنام بولص إن العراق عرض على الكويت "تسوية غير مالية" لحل قضية الديون العالقة المستحقة على "الخطوط الجوية العراقية"، ونفى ان تكون هناك نية لبيع حصة منها إلى "الخطوط الكويتية" مؤكداً ان الناقلة الوطنية الجوية ستبقى "محتكرة حق النقل الجوي" في العراق و"لن يُسمح بتأسيس أي شركات طيران محلية منافسة في المدى المنظور". قال الوزير بهنام ل"الحياة" إنه أرسل برقية إلى نظيره الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الصباح "اقترحت عليه فيها عقد اجتماع لحل مشاكلنا العالقة، بالإضافة إلى تهنئتي له بعيد الأضحى المبارك". واضاف: "إن الديون التي كانت تطالب بها الخطوط الكويتية تصل الى 850 مليون دولار وكان تم الاتفاق على خفضها إلى 150 مليون دولار قبل تشكيل الوزارة في أيلول سبتمبر الماضي، لكننا لم نوافق على الدفع لأن لا اموال لدينا لندفعها لهم وما نريده هو حل هذه القضية ودياً بين الطرفين". وأكد أن "الحل الودي لا يعني ترتيب مشاركة تحصل فيها الخطوط الكويتية على حصة في الخطوط العراقية، بل إن الهدف هو ترتيب مشاريع عدة مشتركة للنقل يمكن للعراق أن يتعاون فيها مع الكويت مثل السكك الحديد والموانئ وقطاع الطيران التجاري". وقال بولص: "ليس لدينا أي مشكلة أو حساسية على الاطلاق في أي موضوع هدفه التعاون مع الكويت... وإن تحسين وضع الخطوط العراقية والعمل على إحيائها أمران يحظيان باهتمام كامل في وزارة النقل". وكشف أن تونس تطالب العراق ب9.7 مليون دولار بدل رسوم عن توقف اربع طائرات تابعة ل"العراقية" منذ عام 1990 في مطاراتها، في حين يطالب الأردن بنحو 3.6 مليون دولار عن خمس طائرات متوقفة في عمان. وأشار إلى احتمال اعادة الحياة إلى أربع من الطائرات التسع المتوقفة في الخارج، أو تلك المتوقفة في العراق. وقال: "الطائرات قديمة جداً وإعادتها إلى التشغيل تحتاج إلى جهود كبيرة وهناك طائرة جمبو 747 متوقفة في تونس قابلة للتأهيل، واثنتان من طراز بوينغ 737 في الأردن، ورابعة من طراز جمبو 747 في بغداد". ويسافر الوزير اليوم إلى إيران للاشتراك في حفل افتتاح مطار الخميني الدولي وهو "لا يذهب وفي نيته خوض أي مفاوضات". وقال: "في الوقت ذاته أنا مستعد للتفاهم في شأن أي موضوع لا يثير حساسية لدى الاخوة الإيرانيين". مشيراً إلى أن هناك خمس طائرات عراقية مدنية متوقفة في المطارات الايرانية لم يتفقدها العراقيون بعد، ولم يطالب الإيرانيون بأي رسوم عنها حتى الآن. وتحدث عن عمليات تدريب الطاقم الأرضي في مطاري بغداد والبصرة الدوليين قائلاً: "أرسلنا إلى الأردن كوادر من مطار بغداد الدولي اكمل 27 منهم تدريبهم الذي استغرق شهراً ونصف الشهر. وهناك 48 آخرون قاربوا على انجاز نصف تدريبهم وهم من مطاري بغداد والبصرة". وكشف أن الأردن قدم تسهيلات لتدريب الفنيين العراقيين تضمنت حسماً بنسبة 40 في المئة من كلفة التدريب، فيما تحملت الحكومة العراقية بقية التكاليف. وقال إن طياري "العراقية" من الكفاءات الماهرة وأشار إلى التفكير في تدريبهم وتأهيلهم "إما في الأردن أو في أي بلد آخر، بما في ذلك الولاياتالمتحدة".