تعتزم الحكومة العراقية تأسيس شركات جوية عدة تنبثق عن تخصيص "الخطوط الجوية العراقية" لكن غالبية الاسهم ستبقى ملكاً للقطاع العام كما قال ل"الحياة" وزير النقل العراقي بهنام زيا بولص. وستفتتح طائرة تابعة ل"العراقية" اليوم الرحلات المدنية الى مطار بغداد الذي سيبدأ استقبال رحلات من مختلف دول العالم. تهبط اليوم الجمعة في مطار بغداد أول طائرة مدنية تابعة ل"الخطوط الجوية العراقية" قادمة من العاصمة الأردنية عمان، مفتتحة بذلك مطار بغداد الدولي امام الملاحة الجوية الدولية المدنية. ويأتي افتتاح المطار، الذي ظل مغلقاً طوال 13 عاماً من حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومنذ حرب الخليج الثانية عام 1991، بناء لرغبة مجلس الحكم الانتقالي الذي أصر على افتتاح المطار على رغم معارضة قوات التحالف، مؤكداً أن بقاء مطار بغداد مغلقاً بحجة الإرهاب، يجعل الكثير من مطارات العالم التي تتعرض بلدانها إلى الإرهاب في وضع غير مريح ويدعو للتساؤل. وأكد وزير النقل العراقي ل"الحياة" افتتاح مطار بغداد الدولي اليوم مشيراً إلى أن احتفالاً سيُقام عند هبوط الطائرة. وأوضح أن "الخوف من الارهابيين غير وارد" لان هناك دولاً كثيرة في العالم ينشط فيها الإرهاب ومع ذلك فمطاراتها تعمل بشكل طبيعي. وقال: "ان الإرهابي الذي يستهدف الطائرات المدنية لا يمكن أن يكون بشراً ولا يمكن أن ينتمي إلى الإنسانية بأي حال من الأحوال". تخصيص جزئي ل"العراقية" وفي شأن مستقبل "الخطوط الجوية العراقية" وآفاق المستقبل للنقل الجوي في العراق، قال وزير النقل العراقي: "ان الشركة ستخضع جزئياً للتخصيص وان سياسة العراق في مجال النقل تتركز في الوقت الحاضر على توفير العمل لحوالى 2300 شخص من العاملين السابقين في الشركة لا يجدون الآن مجالات عمل لهم، بعدما أفلست الشركة ولم يعد لها أية قدرة على مواجهة متطلبات التشغيل وتتراكم عليها الديون المستحقة الدفع". واشار الى أن جزءاً من اعمال الشركة سيُتاح امام القطاع الخاص والاستثمارات العربية والأجنبية، بحيث "سيتم تأسيس شركة مساهمة تدخل فيها الدولة بنسبة غالبة من رأس المال بحيث تحتفظ الدولة بأكبر شريحة من الأسهم واستلمنا عروضاً عدة للمساهمة ونحن بانتظار عروض أخرى". وشدد الوزير على أن العراق لن يُفرط بالشركة التي ستبقى رمزاً وتراثاً وقال: "اتجهنا إلى تقسيم الشركة إلى شركات ذات انشطة متنوعة". وعن الطائرات الموجودة في إيران قال الوزير العراقي: "علاقاتنا بإيران ممتازة، والإيرانيون يتفهمون ويتجاوبون معنا، وهم على استعداد لإعادة الطائرات متى شئنا... بيد اننا إلى الآن لم نفتح الموضوع معهم رسمياً لحسابات تحدد طبيعة تصرفنا معهم، وعلاقتنا مع إيران تتسم الآن بالود والتفاهم وجسور الرغبة الحقيقية في تطوير هذه العلاقة. ولا ننسى أن إيران ساهمت في تقديم منحة مليون دولار لاعادة اعمار العراق وهذه بادرة حسن نية رحبنا بها". ميناء بندر الخميني لنقل بضائع الى العراق وقال الوزير: "نعمل على تطوير التعاون ونحن بصدد تنفيذ مشاريع مشتركة منها: مشروع سكة حديد مشترك يربط العراق وايران التي وظفت في خدمة العراق 400 شاحنة للنقل البري كما وضعت أرصفة عدة في ميناء بندر خميني المطل على الخليج لنقل بضائعنا من ميناء خميني إلى الأراضي العراقية للتخفيف من الضغط الحاصل على ميناء أم قصر وغيره". مطار في النجف وتحديث مطار البصرة وأشار الوزير العراقي إلى الخطوات الجارية لتحديث قطاع السكك الحديد الذي سيشهد تطورات كبيرة في المجالات كافة وسيتم انفاق اكثر من نصف بليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لشراء قاطرات حديثة وبناء خطوط جديدة، منها خط يصل منطقة المنذرية على الحدود العراقية - الإيرانية 165 كلم شرق بغداد وخط من الموصل إلى ديار بكر في تركيا عبر زاخو 250 كلم شمال الموصل وخط رابع من بغداد إلى كركوك ثم إلى اربيل ومنها إلى الموصل... ونحن نستعد لبناء مطارات جديدة في العراق بعدما اوشكنا على الانتهاء من دراسات للمباشرة ببناء مطار حديث بين النجف وكربلاء سيُزود بأحدث الأجهزة وستتم المباشرة به السنة المقبلة، وتجري الاستعدادات وبشكل نهائي لاكمال نواقص مطار البصرة الذي سيتم افتتاحه قريباً". وقال الوزير بولص: "تمكنا في هذه الفترة الوجيزة من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قطاع النقل الذي تعرض في عهد صدام حسين إلى الانهيار الكامل... ان هدفنا الآن هو جعل العراق واحداً من بين أهم المراكز الملاحية في العالم براً وجواً وبحراً خصوصاً بعدما عاد جميع، أو معظم، الخطوط الجوية في العالم إلى التحليق فوق الأجواء العراقية". وكدليل على ذلك قال الوزير: "ان العراق حصل على رسوم عبور تجاوزت خمسة ملايين دولار في الشهور الثلاثة الماضية ولنا أن نتخيل كيف سيكون عليه الأمر إذا ما استمر الاستقرار والأمان في العراق".