ردت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" على المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة اول من امس واسفرت عن استشهاد ثمانية فلسطينيين، بهجوم تفجيري استهدف باصا في القدس وأسفر عن مقتل 10 اسرائيليين وجرح 50 آخرين. راجع ص6 وتزامن الهجوم مع اعلان الموفدين الاميركيين جون ولف وديفيد ساترفيلد استعداد رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع للقاء نظيره الاسرائيلي آرييل شارون "من دون شروط مسبقة"، وهو عرض سارعت اسرائيل الى رفضه، وفي الوقت نفسه باشرت بدرس شكل الرد على الهجوم، وسط تأكيد وزير الدفاع شاؤول موفاز انه لن يأمر بفرض "حصار شامل" على الاراضي الفلسطينية، وان عمليات ستنفذ "ضد الارهابيين". ووقع الهجوم الذي نفذه علي جعارة من مدينة بيت لحم، وهو شرطي في قوات الأمن الفلسطينية، قرب مقر شارون في القدس في وقت لم يكن موجودا في مكتبه. كما انه تزامن مع بدء عملية تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله" التي تمت امس. وعلى رغم تبني "كتائب الاقصى" الهجوم، إلا ان حركة "فتح" نأت بنفسها عنه، ما عكس خلافات داخل الحركة بين تيار رئيس يريد ان تكون المقاومة منسجمة مع البرنامج السياسي للسلطة الوطنية، وتيار آخر يرى ان المقاومة يجب الا تقف عند حدود العام 1967. ودانت الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة الهجوم، في حين طالبت واشنطن قريع ب"خطوات لمكافحة الارهاب" كشرط للتحرك نحو تنفيذ تصور الرئيس جورج بوش المتعلق بالدولتين. وهي التقت بذلك مع موقف وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي رهن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بمكافحتهم "الارهاب"، مضيفاً ان قريع كسابقه محمود عباس ابو مازن والرئيس ياسر عرفات، لا يريد مكافحة الارهاب. في الوقت نفسه، رأى اليمين الاسرائيلي ان الهجوم يأتي نتيجة لصفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل و"حزب الله" معتبراً انها "اهانة اضافية"، في حين طالب آخرون بطرد عرفات و"اعادته الى تونس". وعلى الجانب الفلسطيني، دان قريع الهجوم و"قتل المدنيين من الطرفين" ودعا الى تنفيذ الالتزامات المتبادلة والى اعلان وقف فوري للنار.