خيمت أجواء من الترقب على الاراضي الفلسطينية امس بعد تهديد الحكومة الاسرائيلية ب"رد سريع" على هجوم "نتسير" الذي أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين. وفيما سارع مسؤولون اسرائيليون الى توجيه الاتهام الى السلطة الفلسطينية، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى "اقصاء النظام الارهابي لعرفات" في "الوقت المناسب" والتعجيل ببناء "الجدار الامني". جاء ذلك قبل ساعات فقط من وصول نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي سيبحث اليوم في تفاصيل خطة "خريطة الطريق" الاميركية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، قبل ان يلتقي وفداً فلسطينياً في اريحا. في غضون ذلك، كشفت الصحافة الاسرائيلية ان الحكومة تدرس اعادة فرض الحكم العسكري على الضفة الغربية بعد تسعة اعوام من الغائه. وافادت صحيفة "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي اجرى الاسبوع الماضي "اختباراً تدريبياً" لعدد من "وحداته الخاصة" في قطاع غزة استعداداً لاحتمالات تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، ولفحص امكانات هذه الوحدات في ادارة شؤون المدنيين للفلسطينيين. وعاش الفلسطينيون امس على وقع الهجوم الذي نفذه فلسطيني عندما دخل قبيل منتصف ليل الاحد - الاثنين قرية تعاونية زراعية كيبوتس شمال اسرائيل عند خط التماس مع الضفة الغربية شمال طولكرم، وقتل خمسة اسرائيليين وجرح ثلاثة اخرين قبل ان ينجح من الفرار رغم عمليات التمشيط الواسعة التي شاركت فيها مروحيات حربية اسرائيلية. واعلنت "كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة الى أنه يأتي رداً على مقتل اياد صوالحة، احد القادة العسكريين ل"الجهاد الاسلامي"، واستمرار استهداف المدنيين الفلسطينيين. وتكمن المفارقة في ان تتبنى "شهداء الاقصى" الهجوم في وقت تسعى حركة "فتح" في لقاءات القاهرة الى اقناع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بوقف هجماتها داخل اسرائيل. لذا تحدثت صحف اسرائيلية عن "التباس" لدى المهاجم في شأن موقع "الكيبوتس"، وشرحت "يديعوت احرونوت" بأن المهاجم ظن ان الهدف هو مستوطنة داخل الضفة. من جانبه، اعلن الرئيس ياسر عرفات، للمرة الاولى، تشكيل لجنة تحقيق "جدية" في ملابسات الهجوم، معتبراً أنه يهدف الى تخريب المفاوضات الجارية بين "فتح" و"حماس" في القاهرة. وكانت السلطة اصدرت بياناً دانت فيه "اخلاقياً وسياسياً" هذا الهجوم، واستنكرت استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وفيما أجرى وزير الدفاع شاؤول موفاز مشاورات مع كبار ضباط الجيش، ولاحقاً مع رئيس الحكومة ارييل شارون، لبلورة خطة للرد، اعلنت اسرائيل حال التأهب القصوى بعد معلومات "ساخنة" عن التحضير لهجمات داخل اسرائيل. واستأنف الطيران الحربي الاسرائيلي غاراته على اهداف مدنية في قطاع غزة بعد توقف استمر اسابيع، واطلقت مروحية "اباتشي" خمسة صواريخ على ورشة لخراطة المعادن وسط غزة، ما ادى الى تدميرها والحاق اضرار جسيمة بعدد من المنازل المجاورة. وقبل القصف بساعات هدمت الجرافات الاسرائيلية تسعة منازل في رفح .