كشف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان نظيره الاميركي كولن باول أثار خلال زيارته الاخيرة لموسكو، ملفات تتعلق في الشأن الداخلي الروسي، وصفها باول بأنها "غيوم" في سماء العلاقات بين البلدين. وتتعلق تلك الملفات بقضية الملاحقات الجارية ضد عدد من كبار مساهمي شركة "يوكوس" النفطية ونتائج الانتخابات البرلمانية التي ربطها باول بموضوع حرية الصحافة في روسيا، وكذلك سياسة روسيا في "الفضاء السوفياتي" السابق، اضافة الى الملف الشيشاني والمسائل المتعلقة بحقوق الانسان في هذه الجمهورية القوقازية. وعلى رغم الوقع السيئ في الاوساط الروسية للهجة التي استخدمها باول في التمهيد لطرح تلك الملفات ولجوئه الى توجيه انتقادات الى موسكو عبر وسائل الاعلام، فإن الاستقبال الدافئ الذي حظي به في الكرملين وتجنبه الى التطرق الى الملفات الخلافية خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع ايفانوف، اوحى للمراقبين ان الديبلوماسية الروسية نجحت في احتواء التحفظات الاميركية عن السياسة الروسية. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ل"الحياة" خلال لقاء محدود مع بعض ممثلي الصحافة الاجنبية اول من امس، ان "باول استمع الى رد مفصل من الرئيس بوتين على كل تلك المسائل ووعد بنقل الرد الى الرئيس الاميركي جورج بوش". وفي هذا الاطار، أشار الوزير الروسي الى ان ثمة "مخاوف روسية على صعيد العلاقات بين البلدين" اعتبر ان "اهمها يتمثل في ضرورة عدم السماح بتحويل العلاقات الثنائية الى عنصر دعائي في الحملات الانتخابية الداخلية". ولاحظ ايفانوف ان باول حرص خلال مناقشاته على تأكيد عدم التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا، في اشارة الى ان "روح الصداقة التي تميزت بها المحادثات وفرت فرصة للحديث بشكل صريح ومنفتح". من جهة أخرى، شكلت التأكيدات التي حصلت عليها موسكو بعدم وجود نيات اميركية لاقامة قواعد عسكرية دائمة في اوروبا او الجمهوريات السوفياتية السابقة، اشارات مريحة لروسيا التي كانت اعربت عن قلقها اكثر من مرة ازاء هذا الملف. كما شدد ايفانوف على ضرورة تعزيز الثقة بين الطرفين، مشيراً الى ان سياسة روسيا في الكثير من دول الرابطة المستقلة يجرى تفسيرها خطأ على اساس انها محاولة لاحياء امجاد الامبراطورية الروسية. العالم العربي على صعيد آخر، تطرق الوزير الروسي الى العلاقات بين روسيا والعالم العربي في معرض تعليقه على اتهامات وجهها سياسيون روس الى اطراف خليجية بمواصلة دعم الارهاب في الشيشان. وشدد ايفانوف على ان بلاده لم تتهم دولة خليجية بعينها، مشيراً الى ان التصريحات التي تصدر عن البعض في موسكو في هذا الاطار، "لا تعبر عن الموقف الرسمي الروسي" الذي قال انه يصدر "عن الرئيس او وزير خارجيته". ولفت ايفانوف الى ان ثمة معطيات معروفة لروسيا ولدول اخرى في شأن تورط مجموعات ارهابية في دعم الانفصاليين في الشيشان، مشيراً الى ان السعودية تخوض حرباً مماثلة ضد الخطر الارهابي. وأشاد في هذا الاطار بارتفاع وتيرة التنسيق بين موسكو والرياض وبالمستوى الذي وصلت اليه علاقات البلدين. من جهة أخرى، لفت ايفانوف الى ما وصفها بأنها "حملة دعائية ضد روسيا تقف ورائها جهات غربية تعمل على تضخيم السلبيات في الشيشان وتتجاهل التطورات الايجابية التي شهدتها الجمهورية خلال الفترة الاخيرة".