ظهر التضارب بين موقفي واشنطنوموسكو بشأن المشكلات المتعلقة بالجمهوريات السوفياتية السابقة. ونفت موسكو وجود ما وصف بأنه "صفقة" بين الجانبين لاقتسام النفوذ في هذه المنطقة، فيما أشارت مصادر أميركية إلى "مشكلات" تواجه علاقات البلدين في التعامل مع هذا الملف. وتزايد الجدل بين الولاياتالمتحدةوروسيا على أبواب الزيارة التي يبدأها وزير الخارجية الأميركي كولن باول لموسكو الاثنين المقبل. وكان السفير الأميركي في موسكو ألكسندر فيرشو وصف الزيارة بأنها فائقة الأهمية. وقال إن باول ينوي مناقشة المسائل المتعلقة بالجمهوريات السوفياتية السابقة مع الجانب الروسي، مشيراً إلى أن أحد أهم أهداف الزيارة تتمثل في البحث عن "نقاط التقاء" بين الطرفين الروسي والأميركي في الفضاء السوفياتي السابق. واعترف السفير الأميركي بوجود "مشكلات معينة" تواجه تسوية العلاقات بين الجانبين في هذه المنطقة. ومعلوم أن موسكو كانت أبدت قلقاً من تزايد النفوذ الأميركي في عدد من دول الرابطة المستقلة، خصوصاً في ما يتعلق بالتواجد العسكري الأميركي في جمهوريات آسيا الوسطى وجورجيا، إضافة إلى ما وصف بأنه تدخل أميركي مباشر في ترتيب الأوضاع الداخلية في دول مثل جورجيا التي يتهم سياسيون روس واشنطن بالوقوف وراء عملية استبدال السلطة فيها قبل شهرين. وكان سياسيون روس طالبوا بمناقشة هذا الملف مع الوزير الأميركي. ودعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي قسطنطين كوتساتشيوف إلى إدراج ملف التواجد العسكري الأميركي في المنطقة على جدول أعمال الزيارة. وبدا أن تصاعد الجدل في هذا الشأن تزامن مع تسريب وسائل إعلامية غربية، معلومات عما وصف بأنه ترتيبات لعقد "صفقة" روسية - أميركية تهدف إلى اقتسام النفوذ في المنطقة السوفياتية السابقة. واعتبر محللون روس كلام السفير الأميركي في موسكو مؤشراً إلى اتفاق بين الطرفين. لكن مصدراً في وزارة الخارجية الروسية نفى بشدة أمس، وجود "أي حديث عن صفقات من هذا النوع". ونقلت وكالة أنباء "أنترفاكس" الروسية عن المصدر قوله إن واشنطن "تدرك جيداً أن هذه المنطقة هي مجال حيوي" للمصالح الاستراتيجية الروسية. إلى ذلك أعلن ناطق باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري مع الوزير الأميركي محادثات تتركز على عدد من الملفات الدولية والإقليمية وفي مقدمها الوضع في العراق ومسألة التعاون النووي بين روسيا وإيران. وكانت مصادر ذكرت أن باول سيبحث خلال الزيارة تطورات قضية شركة "يوكوس" النفطية التي تقوم السلطات الروسية بملاحقة كبار مساهميها بتهم تتعلق بالفساد المالي. ... وفرنسا تدعو روسيا إلى شراكة استراتيجية على صعيد آخر أ ف ب، دعا وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في موسكو أمس، إلى بناء "شراكة استراتيجية حقيقية" بين روسيا وأوروبا في مجال الأمن والسياسة الخارجية والدفاع. واقترح الوزير الفرنسي خصوصاً وضع "آلية مؤسساتية دائمة" في مجال الأمن وذلك أثناء إلقاء خطاب عن فرنساوروسيا وأوروبا أمام طلاب المعهد الروسي للعلاقات الدولية، إلى جانب نظيره الروسي إيغور إيفانوف. وقال دو فيلبان: "يمكننا وضع آلية مؤسساتية دائمة تكون مخصصة لدراسة التهديدات التي تواجه القارة الأوروبية وخصوصاً في مجال انتشار السلاح النووي والإرهاب". وأكد أيضاً أن فرنسا على "استعداد للتفكير مع شركائها الأوروبيين بشأن تعاون وثيق مع روسيا في مجال السياسة الخارجية والدفاع الأوروبي". كما اقترح "التفكير في عمليات مشتركة في مجال حفظ السلام".