تظاهر مئات في صحن المسجد الأزهر أمس، مرددين هتافات مناهضة لشيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وطالبوا باستقالته، بعد اتهامه ب"الخروج عن الشريعة وممالأة الحكومة". وشارك في التظاهرة القيادي في حزب العمل الاسلامي المجمّد مجدي أحمد حسين وأنصار من الحزب. ثم عقدوا مؤتمراً رددوا فيه انتقادات لطنطاوي واتهموه بالمسؤولية عن اسقاط هيبة الأزهر ل"تنازلاته المستمرة عن مبادئ الإسلام". ولوحظ غياب طنطاوي عن إلقاء خطبة الجمعة امس في المسجد الازهر، على غير عادته. وأرجع المحتجون غيابه الى خشيته من مواجهة معارضيه. وكان طنطاوي صرح، خلال لقائه وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل أيام، تعليقاً على عزم فرنسا اصدار قانون يحظر المظاهر الدينية في المدارس الرسمية: "بأن الحجاب فرض إلهي على المرأة المسلمة لا يجوز التقصير فيه"، لافتاً الى أنه "اذا كانت المرأة المسلمة تعيش في دولة غير مسلمة وخضعت لأحكامها وقوانينها تكون في حكم المضطر". وتلقى رئيس الحكومة عاطف عبيد طلب احاطة عاجل من النائب في "جماعة الاخوان" الدكتور حمدي حسن طالب فيه بتعيين شيخ جديد للازهر "يحفظ هيبته وكرامته ويُعيد اليه صدقيته". وأرجع النائب ذلك الى أن "فتوى شيخ الازهر اساءت الى مقام المشيخة أشد الإساءة وخالفت ما أجمع عليه علماء الأمة ووضع مسلمات فرنسا وغيرها في بلدان العالم الاخرى في مأزق وتسبب في اهتزاز صورة ومقام المشيخة". وحمل نواب "كتلة الاخوان" في البرلمان على طنطاوي، واتهموه بإصدار تصريحات "مهينة" في شأن "الحجاب". ووصفوا موقف الامام الاكبر بأنه "مريب" و"مخالف للعقيدة"، وذلك في أقوى اتهام توجهه دوائر "الاخوان" في هذا الشأن. وأصدر الناطق باسم الكتلة الدكتور محمد مرسي بيانا تضمن توقيعات زملائه 16 نائبا حض علماء الازهر على مخالفة طنطاوي والوقوف ضده. وقال البيان: "ندعو الازهر بعلمائه واساتذته الذين يشهد لهم الجميع بالعلم والورع والتقوى الوقوف على قلب رجل واحد ضد هذه التصريحات المريبة المخالفة لإجماع الأمة وعلمائها والتي تمس عقيدتهم". وقال البيان ان تصريحات شيخ الازهر في شأن قضية حجاب المرأة المسلمة في فرنسا "وقعت كالصاعقة على ابناء الأمة الاسلامية رجالاً ونساء وأصابت الكثير بالحزن وأضرمت في صدورهم الغضب". واعتبر البيان أن تصريحات طنطاوي "مخالفة لصحيح القرآن والسنة وإجماع الأمة". وفي تهديد وتحذير شديد اللهجة، قال الموقعون على البيان لشيخ الازهر: "نذكرك بتقوى الله وخطورة مثل هذه التصريحات على عقيدة الامة وبأن المسؤولية عظيمة امام الله سبحانه وتعالى ولا نرى لك أو لغيرك عذراً في ذلك".