وسط أجواء متوترة في مدينة كركوك وضواحيها، بعد الصدامات الدموية بين الأكراد والتركمان، باشرت الشرطة العراقية تنظيم دوريات في شوارع المدينة، لم تحل دون مخاوف من احتمال تجدد الاشتباكات العرقية الطائفية. وحمّلت صحف أنقرة مقاتلي حزب جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولية الاضطرابات، وحذرت صحيفة "حريت" من "اللعب بالنار"، مشيرة الى أن التركمان هتفوا "كركوك تركية وستبقى تركية". في الوقت ذاته شددت ممثلة التركمان في مجلس الحكم الانتقالي العراقي على ان "كركوك تركمانية"، داعية الى نزع سلاح شرطة المدينة. نظمت الشرطة العراقية دوريات في شوارع كركوك أمس، بعد اشتباكات عرقية بين الأكراد والتركمان أوقعت عدداً من القتلى، وزادت حدة التوتر في بلد يعاني غياب القانون وهجمات على قوات "التحالف". واندلعت شرارة المواجهات بين الأكراد والتركمان الجمعة الماضي في بلدة طوز خورماتو، وامتدت السبت الى كركوك، أحد أهم مراكز النفط العراقية والتي تضم مزيجاً من الأعراق. وكان متوقعاً تشييع جنازة بعض القتلى أمس، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات. وقال رئيس بلدية طوز خورماتو نحو 70 كيلومتراً جنوبكركوك ان القتال اندلع عندما اتهم التركمان أكراداً بانتهاك حرمة ضريح شيعي خارج المدينة. وقالت ناطقة باسم الجيش الأميركي ان الشرطة العراقية قتلت اثنين في طوز خورماتو الجمعة، أثناء محاولتها فض الاشتباك. وكان الجيش أعلن ان قوات اميركية هي التي اطلقت النار لكنه غيّر الرواية. وأكدت جوسلين ابيرلي من فرقة المشاة الاميركية الرابعة ان "الشرطة العراقية اطلقت رصاصات تحذير لفض الاشتباك، لكنها أصابت اثنين في الازدحام". وذكر سكان أكراد وتركمان ان 15 قتلوا في الاشتباكات. وتتزايد التوترات العرقية في المنطقة الميحطة بكركوك، حيث حاول الرئيس المخلوع صدام حسين طرد الأكراد والتركمان، وتعزيز الوجود العربي في المنطقة التي تسبح فوق أكبر مخزون نفطي في العراق. وعيّنت الادارة الأميركية حاكماً كردياً لكركوك، ويقول كثيرون من الأقلية التركمانية التي تتحدث التركية وترتبط بعلاقات سياسية وثيقة مع أنقرة، إنها تريد مزيداً من السلطة. ولامت صحف تركية مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني، في الاضطرابات التي شهدتها منطقة كركوك. وكتبت صحيفة "حريت" في مقال بعنوان "اللعب بالنار" ان ثلاثة تركمان قتلوا أثناء تظاهرة في كركوك احتجاجاً على مقتل سبعة تركمان في حادث سابق. وزادت ان 5000 نظموا مسيرة عبر المدينة وهم يهتفون "كركوك تركية وستبقى تركية". الى ذلك، طالبت ممثلة التركمان في مجلس الحكم الانتقالي في العراق، صون كول جابوك أمس بتجريد شرطة مدينة كركوك من السلاح. وقالت لوكالة "فرانس برس": "أدعو الى ان تكون شرطة المدينة من دون سلاح لأنه يخلق المشاكل، وما حدث كان مأساة إذ اطلقت الشرطة النار على التركمان المتظاهرين غير المسلحين". ولفتت الى ان "الوضع في المدينة مأسوي والاكراد يهيمنون على الوضع، بما في ذلك الشرطة، فجميعهم مسلحون من الاكراد، لذلك ادعو الاكراد الى رفع ايديهم عن التركمان". ورأت ان "مدينة كركوك تركمانية ويسكن اكثر التركمان فيها اضافة الى العرب والاشوريين والاكراد". وتابعت: "فور حصول الاشتباكات اتصلت بالحاكم المدني بول بريمر، وشرحت له الوضع في كركوك". وحذرت من "انفجارات شعبية في المدينة"، وقالت: "اذا سلبت حقوق الاتراك سأكون معهم وسأشارك معهم، لأنهم اهلي واخوتي، وفي نيتي ان اثير الموضوع في مجلس الحكم واطلب من عضو المجلس ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ان يوقف هذه النزاعات، لأننا نعيش في عراق موحد، ولا داعي لمثل هذه المشاكل". وهل ينوي الاكراد ضم كركوك الى اقليم كردستان، أجابت جابوك: "نحن في عراق موحد، لا يوجد فيه شمال ولا جنوب. العراق بلدنا وبغداد عاصمتنا، فلماذا نجزئ العراق الى دويلات؟ انا ضد هذا المبدأ لأن تجزئة العراق ستسمح للأعداء بأن يتدخلوا في شؤوننا لذلك علينا أن نكون موحدين". يذكر ان ثلاثة تركمان قتلوا السبت برصاص الشرطة، بعد اطلاقهم النار خلال تظاهرة في كركوك، وفق المحافظ عبدالرحمن مصطفى الذي أكد ان "عناصر لا تريد الأمن والاستقرار في كركوك، كانت وسط المتظاهرين واستغلت التظاهرة السلمية واطلقت النار على مركز للشرطة من دون اي مبرر".