ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة جديدة في حي الزيتون بمدينة غزة امس راح ضحيتها ثمانية شهداء، منهم اربعة مدنيون، واربعة من كوادر ونشطاء سرايا القدس الذارع العسكرية ل "حركة الجهاد الاسلامي". وسقط الشهداء المدنيون الاربعة وهم احمد أبو ركاب 22عاما وسامي طوطح 17عاما واكرم العجمي 17عاما وسامي بدوي 16عاما برصاص قوات الاحتلال العشوائي، بينما سقط شهداء سرايا القدس وهم اياد الراعي 38عاما ومروان بصل 39عاما وموسى دلول 31 عاما وعثمان جندية 22عاما اثناء مواجهات مع قوات الاحتلال في الحي. وتصدى مقاومون فلسطينيون من مختلف الفصائل الفلسطينية لقوات الاحتلال. واسفرت المجزرة عن اصابة ثلاثة مدنيين آخرين، من بينهم سائق سيارة اسعاف اصيب في عينيه بشظايا زجاج سيارة الاسعاف التي كان يقودها اثر تعرضها لرصاص قوات الاحتلال. وقال الباحث الميداني للمركز الفلسطيني لحقوق الانسان في مدينة غزة رائد لافي ل "الحياة" ان نحو 10 دبابات ترافقها ثلاث جرافات وسيارتا جيب من نوع "هامر" توغلت فجر امس في حي الزيتون جنوبالمدينة، مسافة تصل الى نحو كيلو متر ونصف وهي تطلق النار عشوائيا، ما ادى الى الحاق أضرار في ورشة لاصلاح السيارات ومنزل يقعان في الحي. واضاف ان الشهيد العجمي وهو من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع ويعمل ميكانيكيا اثناء هروبه من الورشة التي عمل وينام فيها لعدم تمكنه من القدرة على الوصول الى منزله غير البعيد عن مكان عمله بسبب اغلاق طريق صلاح الدين الرئيسة. ولفت الى ان قوات الاحتلال لم تستهدف ورشا صناعية او منازل لنشطاء او شهداء فلسطينيين في الحي كما جرى في عمليات اجتياح سابقة للحي ذاته. وعجز لافي عن ايجاد تفسير او سبب لعملية الاجتياح سوى النية المبيتة لارتكابها والرغبة في القتل العمد. واشار الى ان ثلاثة من الشهداء سقطوا في بداية عملية الاجتياح، لافتا الى ان خمس جثث اكتشفت في اعقاب انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة قبل ظهر امس، بعد نحو اربع ساعات على بدء العملية. كما لفت الى ان قوات الاحتلال منعت سيارات الاسعاف من انقاذ حياة المصابين الخمسة، ما ادى الى استمرار نزف دمائهم الى ان فارقوا الحياة متأثرين بجروحهم. ورأى مراقبون ان هدف عملية الاجتياح افشال المساعي التي تبذلها مصر والولايات المتحدة للوصول الى تهدئة شاملة في المنطقة تمهيدا لاطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من جديد. وتزامنت العملية مع اجتماع عقده رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء مع المبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام رئيس فريق المراقبين الاميركيين جون وولف ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد. كما جاءت العملية بعد اقل من 24ساعة على زيارة وزير خارجية مصر احمد ماهر ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الى مدينة رام الله اول من امس، واجتماعهما مع الرئيس ياسر عرفات بحضور "أبو علاء" بغية البحث عن هدنة ووقف اطلاق نار متبادل مع اسرائيل بهدف استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واعتبر المراقبون ان هدف المجزرة استدراج الفلسطينيين الى رد فعل عنيف ورد اسرائيلي مقابل، كي تحمل اسرائيل الفلسطينيين مسؤولية افشال الجهود المصرية والاميركية. وفيما وصف "ابو علاء" المجزرة بانها "جريمة بشعة"، أكدت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه أن المجزرة "لن تمر من دون عقاب" وان "هذا العدوان لن يكسر ارادة الشعب الفلسطيني البطل ولا صموده". ونعت سرايا القدس في بيان لها حصلت "الحياة" على نسخة منه شهداءها الاربعة وادعت مصادر عسكرية اسرائيلية في معرض تبريرها للعملية بان منطقة حي الزيتون "تتميز بنشاط ارهابي كبير مثل اطلاق النار على مواطنين مستوطنين يهود وجنود اسرائيليين، اضافة الى اطلاق قذائف هاون" على مستوطنة "نتساريم"اليهودية الجاثمة فوق اراضي المواطنين جنوب مدينة غزة. وفي وقت لاحق، شيع الفلسطينيون جثامين شهدائهم الى مثواهم الاخير في مقبرة الشهداء. وفي مدينة رفح اقصى جنوب قطاع غزة اصيب مواطن فلسطيني بجروح متوسطة عندما اطلقت قوات الاحتلال النار جنوبالمدينة ونقل الى مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار لتلقي العلاج. واغلقت قوات الاحتلال حاجزي المطاحن وابو هولي جنوب مدينة دير البلح مدة اربع ساعات ظهر امس، ما حرم الاف الفلسطينيين من التنقل بين شمال ووسط القطاع وجنوبه نتيجة اغلاق الحاجزين الواقعين على طريق صلاح الدين الرئيسة والوحيدة المتاحة للتنقل بين مدن القطاع وقراه ومخيماته. وفي الضفة الفلسطينية المحتلة اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط وقرية عناتا شمال شرقي مدينة القدسالمحتلة امس واقامت الحواجز العسكرية على الطرق ودهمت عددا من المحال التجارية وفرضت غرامات مالية على التجار واصحاب المحال التجارية بحجة جباية ضرائب مستحقة لسلطة الاحتلال. واعتقل الجيش الاسرائيلي عدداً من نشطاء "حركة الجهاد الاسلامي"، اربعة منهم في قرية برقين قرب مدينة جنين شمال الضفة وطالبان جامعيان يدرسان في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة ايضا. وهدمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في بلدة يطا قرب مدينة الخليل جنوب الضفة، اضافة الى منشآت زراعية في البلدة ايضا. في هذه الاثناء، جال السكرتير الاول في مكتب تمثيل النروج لدى السلطة الوطنية جوناس جولاي في مخيمات مدينة رفح برفقة رئيس بلديتها. واطلع جولاي على حجم الدمار الهائل الذي خلفته قوات الاحتلال في هذه المخيمات نتيجة هدم اكثر من 1500 منزل كليا ونحو خمسة آلاف هدماً جزئيا.