شهدت أنقرة لقاءات ديبلوماسية مكثفة بين سياسيي الجانب التركي القبرصي يتقدمهم زعيمهم رؤوف دنكطاش واركان الدولة التركية مثل الرئيس نجدت سيزر ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ونائبه عبدالله غل. ووقع سيزر ودنكطاش على بيان مشترك اكدا فيه عزم تركيا على حل المسألة القبرصية بأسرع وقت ممكن من خلال العودة الى المفاوضات على اساس مسودة الحل التي قدمها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وعلى رغم حرص المسؤولين الاتراك على تأكيد رغبتهم في حل القضية القبرصية كي لا يظهر الجانب التركي وكأنه هو الذي يتهرب من التفاوض، فان دنكطاش لم يجد حرجاً في ان يصرح بأنه لا يتوقع التوصل الى حل للقضية القبرصية قبل مطلع ايار مايو المقبل، موعد انضمام قبرص الى الاتحاد الاوروبي، وذلك لكثرة القضايا العالقة . وفي المقابل، قال رئيس الوزراء القبرصي التركي محمد علي طلعت ان على الجانب التركي أن ينجح في تحقيق المستحيل قبل هذا الموعد، رافضاً اللهجة التي تحدث بها دنكطاش. كما حرص المسؤولون الاتراك على تأكيد أن لا خلاف بينهم في شأن التصور الذي يمكن من خلاله حل القضية القبرصية، وذلك على رغم تسريبات اعلامية اشارت الى وجود بعض نقاط الخلاف بين الجيش والحكومة. غير ان اردوغان أكد ضرورة عدم الحديث عن هذا الخلاف وتأجيل ذلك الى حين العودة الى التفاوض كي لا يستغله الطرف اليوناني لمصلحته. واشار اردوغان قبل توجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش، الى رغبته في تلخيص مسودة الحل وتكثيف بنودها، بهدف الوصول الى حل أسرع على رغم ما قد يعنيه ذلك من تجاوز العديد من النقاط او تركها من دون حل. لماذا باول؟ ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من اردوغان أنه سيقترح على بوش تعيين وزير الخارجية الاميركي كولن باول وسيطاً بين الاتراك واليونانيين لمتابعة المفاوضات القبرصية المرتقبة، خصوصاً أن أنقرة أعربت مراراً عن استيائها من أداء ممثل انان السابق الفارو دي سوتو الذي حضر المفاوضات التحضيرية عام 2002. واكدت مصادر أنقرة أنها في حاجة الى وسيط قوي ومحايد يمكنه التأثير ولكن بحياد على المفاوضات عند اللزوم. من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتس أنه لا يرى أي تغيير في التصريحات التركية، وأكد ضرورة الحل في اطار قرارات الاممالمتحدة في حين رفض وزير خارجيته جورج باباندريو اي تعديل على الخطة الدولية.