انتهز الرئيس القبرصي التركي رؤوف دنكطاش فرصة الاعلان عن هزيمة نظيره السابق الرئيس القبرصي اليوناني غلافكوس كليريديس وفوز غريمه تاسوس بابادوبوليس في الانتخابات الرئاسية، ليلقي باللوم على الجانب القبرصي اليوناني في تعثر مفاوضات الوصول الى حل للمسألة القبرصية برعاية الأممالمتحدة. وأكد دنكطاش ان المضي في المفاوضات مع الرئيس الجديد بابادوبوليس سيكون صعباً للغاية. وذكّر دنكطاش بتصريحات بابادوبوليس السابقة التي قال فيها انه سيستعيد منطقة كارباس الاستراتيجية من يد الأتراك وسيؤمن عودة جميع المهجرين اليونانيين الى منازلهم وأراضيهم في شمال الجزيرة. وقال الزعيم القبرصي التركي ان بابادوبوليس كان أعرب سابقاً عن رفضه كل الاقتراحات التركية ومسودة الحل الأممية، واعتبر ان الانتخابات الرئاسية ونتائجها جاءت لتعبر عن انتصار أولئك الذين لا يرغبون في التوصل الى حل للمسألة من القبارصة اليونانيين، مشيراً الى ان كليريديس خسر الانتخابات لأنه بدا أمام الناخبين وكأنه يبدي مرونة في المفاوضات أمام الجانب التركي. وعبّر دنكطاش عن أمله في ان تستفيد الحكومة التركية من هذا الدرس وان ترى حقيقة الموقف وأي الطرفين الذي لا يريد التوصل فعلاً الى حل للقضية، فيما ركّز الاعلام التركي على ماضي الرئيس القبرصي الجديد حين كان عضواً في منظمة "ايوكا" التي كانت وراء قتل المئات من القبارصة الاتراك والتي دعت الى ضم قبرص الى اليونان، وكذلك اشارت الى التهم الموجهة اليه في تورطه في عمليات غسيل أموال وتعاون مع الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. من جانبه سعى الفارو دي سوتو ممثل الامين العام للأمم المتحدة الذي وصل الى أنقرة امس، الى التقليل من أهمية تصريحات بابادوبوليس السابقة، مشيراً الى ان الرئيس المنتخب صرّح اخيراً بانه على استعداد لاستكمال العملية التفاوضية وانه سيسعى الى التوصل الى حلّ سلمي للقضية القبرصية. وبحث دي سوتو في أنقرة بعض الاقترحات الجديدة التي قد تتضمنها النسخة الثالثة للحل الدولي والتي قد يطرحها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال زيارة متوقعة له الى أنقرة وأثينا وقبرص في الاسبوع الأخير من الشهر الجاري. ومن جانبه، صرح مساعد وزير الخارجية الاميركي مارك غروسمان بأن المسودة الثالثة الجديدة للحل الدولي ستخلق فرصة عظيمة للتسوية، على الجانب التركي الا يضيّعها.