بدأ وفد من الكونغرس الاميركي زيارة الى طرابلس أمس، للاجتماع مع الزعيم الليبي معمر القذافي، واعرب عن ثقته بأن الولاياتالمتحدة ستعيد العلاقات مع ليبيا في نهاية الامر وترفع العقوبات الاقتصادية عنها. ويضم الوفد ثمانية نواب، وتهدف زيارته للتمهيد لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين اللذين كانت تقوم بينهما عداوة مزمنة تعود الى اكثر من ثلاثين عاماً. وصرح رئيس الوفد كورت ويلدون، وهو جمهوري، للمسؤولين الليبيين الذين كانوا في استقباله في المطار "نحن مسرورون للغاية بشأن الاتجاه الذي ينتهجه زعيمكم. نريد ان نكون اصدقاء". ووصل الوفد على متن طائرة تابعة للبحرية الاميركية وقال ويلدون انها اول طائرة عسكرية اميركية تهبط في طرابلس منذ تولي القذافي السلطة في العام 1969. وكان توم لانتوس عضو لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الاميركي وصل السبت في مهمة منفصلة. وقال ويلدون: للصحافيين "نحن هنا لنقول ان هذه العملية المستمرة ستتيح لنا في النهاية اقامة علاقات طبيعية تؤدي لتحسين مستوى معيشة مواطني هذا البلد. يمكن ان نصل معاً لبداية جديدة لعلاقة جديدة قائمة على السلام. ولتحقيق ذلك ينبغي ان تتوافر الثقة وينبغي ان نبني الثقة. ويمكنني ان اقول ان ليبيا خطت الخطوة الاولى. نريد ان نحافظ على هذا الزخم ونحن واثقون من انه في حال حدوث ذلك فإن العقوبات سترفع في المستقبل". وقال ويلدون ان الامر متروك للرئيس جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول لوضع جدول زمني لاستئناف العلاقات ورفع العقوبات التي فرضت منذ سنوات بسبب التفجيرين اللذين القيت المسؤولية عنهما على عملاء ليبيين ونتيجة تأييد ليبيا ناشطين فلسطينيين وغيرهم. وفي الشهر الماضي اعلنت الحكومة الليبية انها تخلت عن برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل، ما مهد الطريق لتحسين العلاقات مع الغرب. كما اتخذت ليبيا خطوات لحل خلافات قديمة في شأن تفجير طائرة اميركية فوق اسكتلندا في 1988 وطائرة فرنسية فوق النيجر عام 1989. وحظرت الولاياتالمتحدة واردات النفط الليبية عام 1982 ومنعت شركات النفط الاميركية من العمل في امتيازات ليبية فازت بها قبل الحظر. وقال ويلدون: "نريد ان نرى الشركات الاميركية في ليبيا مرة اخرى توفر فرص عمل وتحقق ثروة ولكن كل ذلك يعتمد على نجاح ليبيا في الاتفاق مع بلدنا والوفاء ببعض الاطر الزمنية". وتابع ان من المتوقع ان يجتمع الوفد مع القذافي ثم يغادر ليبيا اليوم متوجهاً الى العراق وافغانستان. ولم يتم الاعلان رسمياً في طرابلس عن اي لقاء بين النواب الاميركيين والزعيم الليبي. ودان أمين الشؤون الخارجية في مؤتمر الشعب الليبي وزير الخارجية عبدالرحمن شلقم أشكال الارهاب كافة، وجدد دعوة الجماهيرية إلى إقرار السلام والامن والتعاون بين شعوب العالم. وبثت وكالة أنباء الجماهيرية الليبية إن شلقم جدد دعوة بلاده إلى "عقد مؤتمر دولي من اجل إيجاد تعريف دقيق لمفهوم الارهاب وتحديد اسبابه ودوافعه" . وجاءت تصريحات الوزير الليبي خلال اجتماعه أمس مع النائب الديموقراطي في الكونغرس الاميركي توم لانتس والوفد المرافق له. واعرب النائب الاميركي خلال الاجتماع عن "تقديره للخطوة الجريئة التي اتخذتها الجماهيرية بالتخلي طوعاً عن البرامج والمعدات التي قد تؤدي إلى إنتاج أسلحة محظورة دولياً". وتناول الجانبان خلال الاجتماع عدداً من القضايا التي تستهدف توضيح الرؤى بين مؤتمر الشعب العام الحكومة الليبية والكونغرس الاميركي في ما يتعلق بالتعاون المستقبلي بين الجماهيرية والولاياتالمتحدة.