أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ضرورة الاعداد الجيد للقمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في تونس في آذار مارس المقبل لتكون "قمة الوفاق والاتفاق". جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد السعودي وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى امس في الرياض والبحث معه في التحضيرات والاستعدادات لعقد القمة العربية. واعرب الأمير عبدالله عن ارتياحه الى الاتصالات العربية، مشدداً على سعي المملكة الى "التنسيق والتشاور مع مختلف اشقائها لمواجهة التحديات والظروف التي يعيشها العالم العربي"، مشيراً الى "التحرك الذي تقوم به المملكة مع العواصم العربية المختلفة وزيارة وزير الخارجية الامير سعود الفيصل للقاهرة ودمشق الاسبوع الماضي". وتناول الحديث بين ولي العهد السعودي ووزير الخارجية التونسي الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول العربية المقرر عقده في القاهرة في 11 و12 شباط فبراير المقبل، ودعا الى ضرورة خروج هذا الاجتماع بأوراق عمل متفق عليها عربياً لطرحها على جدول أعمال القمة، مثل تفعيل العمل العربي المشترك، وتطوير الجامعة العربية. "تضم هذه الورقة مختلف الافكار والمقترحات التي تقدمت بها بعض الدول العربية ومن الممكن تطبيقها والالتزام بها وليس مجرد اصدار قرارات لا يتم تنفيذها بعد ذلك". واوضح ان "الاعداد الجيد لجدول اعمال القمة والاتفاق على اوراقها سيحقق النجاح للقادة العرب". وعلمت الحياة ان الاجتماع الوزاري العربي المقبل في القاهرة سيحدد موعد انعقاد القمة في آذار المقبل، وسلم وزير الخارجية التونسي خلال المقابلة رسالة الى الامير عبدالله من الرئيس زين العابدين بن علي "اشارت الى عقد القمة وبعض قضايا العلاقات الثنائية". وكان الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام استقبل الوزير التونسي الذي جدد دعوة الرئيس بن علي لزيارة تونس. وكان وزيرا الخارجية السعودي والتونسي عقدا جلسة محادثات مطولة تناولت سبل التحضير والاعداد للقمة العربية والموضوعات التي ستطرح على الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية، خصوصاً ما يتعلق بإعداد ورقة موحدة لتفعيل العمل العربي وتطوير الجامعة واعادة تحريك المبادرة العربية للسلام في الشرق الاوسط. وتم خلال الاجتماع التوقيع على مذكرة تفاهم لتشكيل لجنة سياسية برئاسة وزيري خارجية البلدين للتعاون والتنسيق السياسي المشترك واتفق على ان تجتمع هذه اللجنة "مرة في السنة على الاقل". وسيواصل الوزير الحبيب بن يحيى محادثاته اليوم ويلتقي عدداً من الوزراء للاتفاق على عقد اللجنة السعودية - التونسية للتعاون المشترك في الرياض في حزيران يونيو المقبل، كما سيلتقي الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية. وفي اطار الاتصالات واللقاءات العربية التي تشهدها الرياض يصل اليوم الاحد العاهل المغربي الملك محمد السادس الى العاصمة السعودية للقاء قادة المملكة في زيارة تستغرق يومين.