أكدت ثلاث دول عربية هي المملكة العربية السعودية والاردن وتونس امس تمسكها بعقد القمة العربية المقبلة في العاصمة اللبنانيةبيروت في الموعد المقرر. وقالت مصادر سعودية مسؤولة في الرياض ان المملكة انطلاقاً من التزامها بقرارات القمة العربية، ومنها قرارات قمة عمان، تؤيد عقد القمة العربية المقبلة في بيروت في موعدها المحدد. ورفضت المصادر التعليق حول ما اثير من كلام حول تأجيل موعد او تغيير مكان انعقاد القمة، واوضحت في تصريح ل"الحياة" ان "قرار قمة عمان العربية واضح وهو ان يعقد مؤتمر القمة العربي المقبل في لبنان في اذارمارس عام 2002 وهذا قرار ملزم، اما من يحضر او لا يحضر ومستوى الحضور والتمثيل فهذا امر متروك للدول، ولبنان بصفته الدولة التي قبلت استضافة القمة فواجبه ان يدعو الجميع، ولم نسمع ان لبنان سيتأخر عن دعوة احد لحضور القمة في موعدها المقرر ولن يتأخر لبنان عن توفير الاجواء المريحة والمطلوبة لعقد القمة المقبلة وانجاحها هو نجاح للبنان". ونفت المصادر السعودية وجود خلافات عربية على جدول اعمال القمة العربية او على مواضيعها، وقالت "من المبكر الحديث عن هذه الامور لانه لم يطرح احد او يقترح حتى الآن اية اوراق او مقترحات لعرضها على القمة المقبلة". واستنكرت المصادر السعودية الحديث عن خلافات عربية في هذا الوقت بالذات وما زال امام القمة اكثر من شهرين لانعقادها مشيرة الى "ان الحديث عن الخلافات لا يخدم مفهوم التضامن العربي المطلوب بشدة في هذه الاوقات". من جهة اخرى، تحدث رئيس وزراء الأردن علي أبو الراغب عن ضرورة انعقاد القمة العربية الدورية المقبلة في موعدها ومكانها المحددين في بيروت خلال آذار مارس المقبل. وكان رئيس الوزراء الأردني يجيب بذلك على سؤال ل"الحياة" عن موقف الأردن من الجدل الدائر حالياً بشأن طلب ليبيا نقل القمة الى القاهرة. وقال أبو الراغب الذي رافق الملك عبدالله الثاني خلال زيارته للامارات: "يتعين على الجميع تجاوز أية خلافات بشأن مكان انعقاد القمة العربية وموعدها وصولاً الى ضمان استمرار انعقادها بشكل دوري". وأكد أبو الراغب ان الأردن يؤيد انعقاد القمة في بيروت وفي موعدها المحدد. وشدد على ضرورة العمل الجماعي من أجل نجاح القمة وتعزيز العمل العربي المشترك. وقال رئيس وزراء الأردن في تصريحات صحافية على هامش زيارته أمس لمركز زايد للتنسيق والمتابعة ان المحادثات التي أجراها الملك عبدالله مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات ركزت في جانبها السياسي على القضية الفلسطينية، وتقديم "دعم قوي" للشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. وقال يتعين القيام بعمل عربي مشترك لمواجهة هذه الاعتداءات ودعم مهمة المبعوث الأميركي انتوني زيني باتجاه استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار المفروض عليه ووقف بناء المستوطنات، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وأضاف أبو الراغب ان الشيخ زايد والملك عبدالله بحثا في العلاقات المتميزة بين البلدين وشددا في الجانب الاقتصادي منها على تنمية وتطوير العلاقات بين الاماراتوالأردن، خصوصاً في جانب الاستثمارات المشتركة. وغادر الملك عبدالله أبوظبي أمس متوجهاً الى البحرين المحطة الثانية في جولته الحالية. وفي القاهرة، أكد المندوب الأردني الدائم لدى الجامعة العربية طراد الفايز بعد مقابلة وداعية مع الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أنه لا يجوز لأي دولة عربية أن تطلب تأجيل القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في بيروت أو نقلها. وشدد على أن الأمين العام للجامعة مُصر على عقد القمة في لبنان في الوقت المحدد لهاة. وكان موسى أجرى اتصالاً هاتفياً مساء أول من امس مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع تم خلالها التشاور حول جولة موسى العربية التي تشمل السعودية والسودان والأردن وسورية ولبنان للبحث في الاستعدادات للقمة المقرر عقدها في بيروت في نهاية آذار مارس المقبل. وفي غضون ذلك عممت الأمانة العامة للجامعة مذكرة ليبيا في شأن نقل مكان القمة من بيروت إلى القاهرة على الدول الأعضاء. وقال موسى في تصريحات أمس عقب محادثاته مع المبعوث الروسي لعملية السلام في الشرق الاوسط اندريه فودفين إن الجامعة لم تتلق أي رد بشأن الاقتراح الليبي. الى ذلك، اكد وزير الخارجية التونسي حبيب بن يحيى ان تونس تؤيد قرارات القمة العربية الاخيرة في عمان والتي حددت مكان القمة المقبلة وموعدها في اشارة الى تمسك تونس بعقد القمة في بيروت. واوضح بن يحيى في تصريحات نشرت امس في تونس ان بلده "على اتصال دائم مع الجامعة العربية في شأن الاعداد للقمة، مذكراً بأن تونس ساهمت في الجهود التي بذلت لتعديل ميثاق الجامعة والتي اسفرت عن اتفاق رؤساء الدول في قمة القاهرة في العام الفين على التزام دورية الانعقاد السنوية للقمم العربية.