تشهد الرياض في الأيام المقبلة نشاطاً عربياً واسعاً، يستكمل ما قامت به في الأيام الماضية، من أجل وضع حد للجمود الراهن في مواجهة السياسة الاسرائيلية وإعداد خطة تطوير العمل العربي في اطار القمة المقبلة المقررة في تونس في آذار مارس المقبل. وفي هذا الاطار، يصل العاهل المغربي الملك محمد السادس الى العاصمة السعودية الجمعة في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وولي العهد الأمير عبدالله والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان. ويجري وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى محادثات السبت في الرياض مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل تتناول الاستعدادات الجارية للتحضير للقمة العربية. وعلمت "الحياة" ان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر سيقوم ايضا بزيارة للسعودية الاسبوع المقبل في اطار التحرك العربي النشط حاليا. ولاحظت مصادر عربية مسؤولة ان هذه الاتصالات تأتي بعد زيارتين قام بهما وزير الخارجية السعودي للقاهرة ودمشق يومي الاحد والاثنين، سبقتهما زيارتان قام بهما للرياض رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع نهاية الشهر الماضي والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. كما زار الرياض مبعوث الاتحاد الاوروبي الى المنطقة مارك اوتي ووزير الخارجية اللبناني جان عبيد. ولاحظ مسؤول عربي ان الرياض اصبحت الآن محوراً لاتصالات عربية لبلورة تحرك سياسي ينهي جمود الوضع السياسي العربي لمواجهة سياسة الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، والخطوات الاحادية التي تنفذها لخلق وقائع على الأرض تضيع فرص العودة الى "خريطة الطريق". وعلمت "الحياة" ان الرياض وعواصم عربية اخرى تجري اتصالات مع دول الاتحاد الاوروبي للتنسيق معها لتحرك مشترك يعمل على "لجم" حكومة اسرائيل. ويسعى هذا التنسيق الى العمل على حث محكمة العدل الدولية في لاهاي على استصدار قرار "عادل" في شأن جدار الفصل الاسرائيلي. كما يسعى الى عقد اجتماع للجنة الرباعية الراعية ل"خريطة الطريق". كما تسعى الاتصالات التي تقودها السعودية، بالتنسيق مع مصر وسورية والاردن والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الى الاتفاق على صيغة مشتركة للافكار والاقتراحات العربية المطروحة لتطوير العمل العربي المشترك لطرحها على تونس، بعد ان يتفق عليها وزراء الخارجية الذين سيعقدون اجتماعاً استثنائياً في القاهرة في 11 شباط فبراير المقبل، للبحث في تحرك عربي جديد لتفعيل المبادرة العربية للسلام التي اقرتها قمة بيروت العام 2002.