وضع اسم المخرج اللبناني الشاب عمر نعيم المقيم في لوس انجليس على خريطة الانتاج السينمائي العالمي مع اعلان اللجنة المشرفة على مهرجان برلين السينمائي في دورة هذا العام والتي ستنطلق في الرابع من الشهر المقبل، اختيار شريطه الاول "النسخة الأخيرة" ضمن المسابقة الرسمية، وليقف الى جوار قامات سينمائية من أمثال اليوناني ثيو انغيلوبولس والفرنسي اريك رومير والبريطانيان كين لوتش وجون بورمان وغيرهم. ويأتي هذا الاختراق الاعلامي بعد "الأسد الفضي" الذي حصدته مواطنته رندة الشهال صباغ في مهرجان البندقية الاخير عن شريطها "طائرة من ورق"، والاستقبال النقدي الواسع لفيلم زياد دويري "بيروت الغربية". تدور أحداث شريط نعيم، وهو خليط من الخيال العلمي والاثارة، حول خبير تقنيات ذكية يدعى آلان هاكمان اداء النجم الكوميدي الاميركي روبن ويليامز يتورط في "تقطيع" او منتجة ذاكرة رجل غريب زُرعت في دماغه شريحة كومبيوتر لتسجيل ذاكرته وماضيه. لكن هاكمان يفاجأ اثناء عمله بمقاطع مرعبة من ماضيه الشخصي وبالذات طفولته. ويقول نعيم 26 عاماً، وهو نجل الممثلة نضال الأشقر والاعلامي فؤاد نعيم مدير "اذاعة الشرق" في باريس، إن فكرة شريطه خطرت في ذهنه اثناء الساعات الطويلة التي قضاها وهو يُقطع احد اشرطته الوثائقية. "انه شريط عن الذاكرة والمونتاج" بحسب ما قال المخرج الشاب في حديثه الى صحيفة "ذي دايلي ستار" الاميركية، مرجعاً هذا الاختيار الى ذاكرته اللبنانية قائلاً: "إنه التعبير اللبناني عن الذاكرة المباشرة للناس ورؤيتهم للعالم. وهذا يملي بالتالي كيفية عمل المجتمع". أخرج نعيم، الذي درس فنون السينما في كلية امرسون في بوسطن، أول أعماله العام 1999. وكان شريطاً وثائقياً عنوانه "التياترو الكبير: حكاية بيروت" سجل فيه تاريخ هذا الصرح العريق في بيروت ورموزه وما آل اليه اثناء الحرب الأهلية من خراب.