المخرج نادر جلال من عائلة فنية بامتياز، فوالده هو المخرج احمد جلال ووالدته الفنانة والمنتجة ماري كويني، لذلك أختار الفن وتحديداً الاخراج مهنته. تخرج في معهد السينما عام 1964 وقدم أول أفلامه "غداً يعود الحب" عام 1972، ثم "بدور" و"ولدي" و"رجال لا يخافون الموت" قبل ان يصل عدد أفلامه في السينما الى 52 فيلماً، وهو الذي حقق للنجم عادل إمام نحو 10 أفلام ناجحة على مدار العشرين عاماً الماضية مثل "واحدة بواحدة" و"الارهابي" و"بخيت وعديلة" و"الواد محروس بتاع الوزير". وآخر أفلامه كان "جحيم تحت الأرض" 2001، ثم بدأ مرحلة فنية جديدة وهي الاخراج التلفزيوني وقدم مسلسلين عرضا في شهر رمضان: "كفر عسكر" لصلاح السعدني و"آخر المشوار" لكمال الشناوي وحققا نجاحاً. بعد أكثر من 30 عاماً في السينما لماذا اتجهت الى التلفزيون؟ - اتجهت الى الاخراج التلفزيوني عندما وجدت "ورقاً" جيداً في التلفزيون ولم أجده في السينما التي اعشقها. ولو كنت وجدت مثل هذا "الورق" في السينما ولو بنسبة 60 في المئة لكنت أخرجته ولكن لم أجد حتى الحد الأدنى الذي يرضيني، وهناك شيء آخر إذ يوجد جيل جديد من مخرجي السينما ظهر ونجح، وهذا اثر فينا من دون شك، اذ ان أعمال هذا الجيل متميزة وأجورهم أقل من أجورنا بكثير، وهم محط أنظار المنتجين إضافة الى ان الموجة الكوميدية السائدة منذ سنوات عدة والتي تحولت الى الإضحاك، لا تناسبني. سعيد بعملي وهل أنت راضٍ عن المسلسلين "آخر المشوار" و"كفرعسكر" اللذين اخرجتهما وعرضا في شهر رمضان الماضي؟ - أنا سعيد بعملي في التلفزيون وخصوصاً بعد رد فعل الجمهور والنقاد، وهو مؤشر الى نجاحهما على رغم عدم عرض احدهما في وقت مناسب، كما ان الآخر تم عرضه على الفضائية فقط. لكن أعتقد أنني نفذت ما أردت الى حد كبير. كيف وجدت الاختلاف بين التلفزيون والسينما؟ - من الناحية الفنية لا توجد اختلافات كثيرة ولكن يجب مراعاة اننا نعرض على شاشة صغيرة، وأن السينما تهتم بالحركة الواسعة والابهار، أما التلفزيون فالاهتمام الأكبر لديه هو بالأحاسيس الانسانية وبالشخصية. على العموم لقد فوجئت بأن ممثلي التلفزيون ملتزمون بمواعيدهم أكثر من ممثلي السينما حتى الشباب منهم، ويأتون مستعدين وحافظين وبشكل جيد وذلك راجع ربما لإحساسهم بالكلفة المرتفعة للتلفزيون. هناك بعض الآراء تقول إن مخرجي السينما الذين قدموا اعمالاً تلفزيونية في شهر رمضان الماضي لم يراعوا جمهور التلفزيون العائلي وقدموا مشاهد لا تتناسب مع العادات وكأنهم في السينما؟ - تقصد مشاهد ساخنة او اغتصاب وغيرها. أنا أرفض أن يعمم هذا الاتهام واذا حدث من البعض تقديم هذه المشاهد لا يجب ان يعمم على الجميع وكل مخرج مسؤول عن عمله فقط وللأسف لم أشاهد أعمالاً في هذا الشهر حتى اتحدث عنها لأنني كنت مشغولاً بالتصوير. نعود الى السينما وأهم محطاتك الفنية؟ - عام 1964 عندما تخرجت في معهد السينما بدأت العمل كمساعد مخرج، وعملت مع عدد من المخرجين الذين تعلمت منهم مثل حسن الصيفي وصلاح ابو سيف ويوسف شاهين وعباس كامل. ثم كان عام 1972 وأول افلامي "غداً يعود الحب"، وعام 1974 وفيلم "بدور" الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً. أما المحطة الأخيرة فكانت منذ عام عندما بدأت الاخراج للتلفزيون. ما بين تخرجك وتقديم أول افلامك عام 1972 فترة طويلة ووالدتك الفنانة المرحومة ماري كويني كانت تمتلك شركة انتاج كبيرة في تلك الفترة، ألم تساعدك؟ - بالطبع أنا كنت متعجلاً في إخراج أول افلامي وذهبت بعد التخرج عام 1964 وطلبت منها أن تنتج لي فيلمي الأول. ولكنها رفضت وقالت لي: اعمل كمساعد واثبت وجودك في البداية. ووجدت لاحقاً انها كانت على حق وأقول اليوم لجميع الشبان الخريجين الجدد أن عليهم العمل كثيراً كمساعدين لاكتساب الخبرات وتعلم النظريات قبل أن يخوضوا التجربة الأولى. الابن والأب وماذا عن رأيك في أول أفلام ابنك احمد نادر جلال "عايز حقي"؟ - صعب أن اقول رأيي في ابني، وبالمناسبة هو لم يعمل معي مساعداً ابداً، بل عمل لمدة أربع سنوات مع مخرجين آخرين. وأرى ان هذا الفيلم جيداً عموماً وإن كان هناك بعض الاخطاء في "الورق" وهو شيء طبيعي. أحمد من الناحية التنفيذية كان موفقاً جداً والذي شاهد الفيلم يشعر بأنها التجربة الأولى للمخرج. في رأيك لماذا فشل جماهيرياً؟ - لم يفشل كما يقول البعض على ان الفيلم حقق ما يزيد على مليون ونصف مليون جنيه من الايرادات. لقد كانوا متوقعين اكثر من ذلك وصعب جداً ان نقيس الآن نجاح الفيلم بالايرادات لأن الموزع واصحاب دور العرض يحددون مدة عرض الفيلم بغض النظر عن الايرادات التي يحققها الفيلم حتى لو كانت مرتفعة وهذا ظلم كبير للعاملين في الفيلم وللمنتج ايضاً لأنه توجد نظرية توضح أنه من كل خمسة افلام للمنتج فيلم واحد ينجح جداً وفيلمان ينجحان نجاحاً معقولاً وفيلمان يسقطان لذلك عندما ينجح فيلم لمنتج ولا نعطيه فرصة الاستمرار يكون في ذلك ظلم ربما هو سبب تراجع المنتجين. في الماضي كانوا عندنا نحو 25 منتجاً الآن هناك ثلاثة تقريباً هم المستمرون في الانتاج. كيف ترى الجيل الجديد من المخرجين؟ - من الناحية الحرفية مستواه عالٍ جداً ويهتم بالصورة والتقنيات كثيراً ومشكلته الأساسية تكمن في عدم وجود "ورق" مكتوب في شكل جيد، وهم معذورون لأنهم يخشون عدم تقديم افلام لا يوجد فيها ضحك. ما رأيك في افلام هذا الموسم؟ - توجد ملاحظة أرجو ان يحسها المنتجون والموزعون في الموسم قبل الماضي نجح فيلم "اكشن" هو "مافيا" وفي الموسم الأخير نجح "سهر الليالي" وهو ايضاً ليس كوميدياً، وهذا يثبت ان الفيلم الجيد هو الذي يحقق ايرادات، وأيضاً لاحظت انخفاض الايرادات عن العام الماضي وربما يعود ذلك لتشبع الجمهور من الموجة الكوميدية ولذلك يجب التنويع في الافلام التي تقدم. الانتاج السينمائي المشترك، هل ترى أنه مفيد لنا سينمائياً مثل دول شمال افريقيا والتي تنجح في المهرجانات العالمية من خلال هذا الانتاج؟ - الوحيد الذي نجح في ذلك عندنا هو يوسف شاهين. ولكن لا يوجد شيء مجاناً من دون مقابل وكل الحكاية هل أنك مستعد ان تقدم تنازلات لكي توصل ما تريد قوله للعالم الغربي ام ترفض ولا يهم ان يصل صوتنا لهم، مع اعتبار أنه كلما أثبت وجودي يعلو صوتي أكثر وأكثر. ولكن كم من التنازلات يجب ان نضع اسفلها خطاً احمر؟! مثلاً بعض الافلام في شمال افريقيا تصور المرأة العربية هناك كما لو كانت في عصور الجاهلية ارضاء للذوق الغربي!! واعتقد أن يوسف شاهين استطاع خلق توازن يقول وجهة النظر المصرية بصوت عالٍ نسبياً ويصل الى الغرب "لأن ما الفائدة وانا عندي قضية اترافع عنها كويس وسط اهلي وأولادي وامام المحكمة يختفي صوتي؟!!". حلمك الفني الذي لم يتحقق بعد؟ - لدي موضوع عن حرب تشرين وأتمنى تنفيذه. أنا حتى الآن ارى أننا مقصرون في تمجيد بطولتنا في هذه الحرب وأتمنى ان يظهر قريباً. وما جديدك الفني؟ - يبدو أنه سيكون في التلفزيون ايضاً لأن ما هو معروض عليّ الآن مسلسلات وسأختار من بينها قريباً.