وُلدت المخرجة نادية حمزة في مدينة بورسعيد، وهي الأخت الكبرى لسبع فتيات مارست عليهن الاخراج في صباها... وفي أوائل الستينات حضرت الى القاهرة وعملت ثلاثة اعوام في الصحافة، درست خلالها السيناريو في دورة أقامها المخرج صلاح ابو سيف حين كان رئيساً لمؤسسة دعم السينما. ثم عملت مساعدة مخرج 13 عاماً. وكان أول من ساعدها على العمل في السينما المخرج نيازي مصطفى، ومذذاك حاولت أن تجد من يعطيها الفرصة لتخرج أول أفلامها. لكن ذلك لم يحدث لأن الاخراج كان مقصوراً على الرجال، فطرقت باب الانتاج وقدمت فيلمي "العرافة" و"الطاووس" اللذين حازا 12 جائزة، ثم قدمت نفسها مخرجة للمرة الأولى. وكان آخر إنتاج لها فيلم "بحر الأوهام"، لتخرج بعده 16 فيلماً، منها "النساء" و"نساء خلف القضبان" و"حقد امرأة" و"إمرأة للأسف" و"المرأة والقانون" و"معركة النقيب نادية" و"نساء صعاليك" و"نساء ضد القانون" و"همس الجواري"، فضلاً عن تقديمها مسلسلات تلفزيونية عدة. "الحياة" حاورت نادية حمزة، في مكتبها في ضاحية المهندسين في القاهرة، في تركيزها على سينما المرأة وفيلمها الاخير "وحياة قلبي وأفراحه" والجديد الذي تحضّر له: ما رأيك في نظام المنتج المنفذ في الافلام السينمائية، الذي يقال إنه لم يحقق الهدف منه؟ - الافلام المنتجة بمعرفة اتحاد الاذاعة والتلفزيون تضم كبار النجوم، وترصد لها موازنات كبيرة، وتتمتع بمواصفات الشباك من مخدرات وجنس وعري وغيرها، أي أنها تجارية مئة في المئة، ومع ذلك لم تحقق الارباح المطلوبة لأن هناك معادلة غاية في الصعوبة، اذ ملّ الجمهور النجوم الكبار، فلم تعد هناك صدقية في ما يقولونه. وبدأ الاتجاه الى الشباب ومشكلاتهم، وأصبح الجميع في حيرة. هل ينتج الاتحاد أفلاماً لتعرض في التلفزيون وتوزع في الفضائيات وتشرّفه، أم أفلاماً فيها كم كبير من الجنس والعنف، ولن تُعرض في التلفزيون ايضاً، او تحقق الايرادات المطلوبة؟ ذوو العاهات وهل هذا ما حدث في فيلمك الاخير "وحياة قلبي وأفراحه"، من بطولة إلهام شاهين، وتأليف فايز غالي؟ - و"حياة قلبي وأفراحه" اول فيلم في السينما العربية يتحدث عن ذوي العاهات الخاصة. وقبل تنفيذه أكدت للمسؤولين انه لن يصلح للعرض التجاري، لأنه فيلم إنساني يعالج مشكلة فئة من الناس اصبحت موجودة في العالم، وتتكاثر في شكل غريب. وحاز الفيلم جائزتين وعُرض في الفضائيات، وكان من الأولى ان يرفضوه من البداية بدلاً من ان يهاجموني بعد العرض وينحّوني،لا لشيء إلا لأنني قدمت فيلماً محترماً يناقش موضوعاً جاداً. اليوم لم يعد هناك باب للانتاج يحتوي المخرجين والمنتجين، في شكل جيد، إلا باب المنتج المنفذ، وأنا موافقة على نظام المشاركة بنسبة 25 في المئة، ولكن عليهم أن يحددوا نوعية الافلام وهل يقتصر العرض على التلفزيون أم يشمل دور العرض السينمائي. ولكن لماذا تحقق أفلام القطاع الخاص نجاحاً لا تحققه أفلام المنتج المنفذ؟ - الخلل في أفلام المنتج المنفذ هو في الموافقة على النوع. وأصبح أصحابها في حيرة: هل يقدمون أفلاماً تدر ايراداً مثل القطاع الخاص، أم أفلاماً تكون بمثابة الواجهة المشرّفة فقط؟ المسألة في حاجة إلى أشخاص أمناء من خارج اتحاد الاذاعة والتلفزيون يقوّمون ويقررون النوعية المطلوبة. لماذا ركزت طوال مشوارك الفني على سينما المرأة؟ - كنت أريد تقديم سينما مختلفة، وبما أن سينما المرأة موجودة في العالم كله، جعلني ظهور المرأة في صناعة السينما المصرية أفكر في ما يمكنني طرحه وتقديمه في هذا المجال، فكانت سينما المرأة التي حققت فيها نجاحاً يكفيني وقدمت 17 فيلماً حققت نجاحات كبيرة. وما أقرب هذه الافلام الى قلبك؟ - فيلم "المرأة والقانون" من تأليف سميرة محسن وبطولة شريهان وفاروق الفيشاوي وماجدة الخطيب وسامي العدل، وقد ساعد في تغيير مادة في القانون الجنائي، اذ كانت تنص على براءة الأم إذا دخلت على ابنتها ووجدت رجلاً يحاول اغتصابها وقتلته، أما إذا اغتصبها وفُضت بكارتها وقام من مكانه وقتلته فيُحكم عليها بالسجن 15 عاماً. وبعد الفيلم اصبحت الأم تُبرأ في الحالين. وهناك فيلم "نساء صعاليك" الذي يعد الاول من نوعه في تاريخ السينما العربية، اذ أن جميع أبطاله من الجنس الناعم وبلغ عددهن 19 سيدة، منهن سهير رمزي وسماح انور وفيفي عبده وتحية كاريوكا وميمي جمال وصفاء السبع وليلى شعير وتهاني راشد. وفيلم "امرأة للأسف"، من بطولة يسرا وكرم مطاوع، وقد صورته بالكاميرا ميتشيل التي كان يعمل بها استاذي نيازي مصطفى وأحمد بدرخان. وما جديدك؟ - لدي عددٌ من الافلام الشبابية أستعد لتنفيذها قريباً، منها فيلم "مطلوبة للتجنيد فوراً" وهو كوميدي من تأليف الدكتور احمد هاني ومرشحة الى بطولته غادة نافع. ويدور على فتاة تُطلب للتجنيد في الجيش المصري لا لشيء إلا ان الموظف المختص بتسجيل البيانات في شهادات الميلاد أخطأ وكتب في خانة جنسها "ذكر" لا أنثى. وفيلم "في البسكويت يا حكومة" للمؤلف نفسه، ويدور على كمّ الاعلانات المنتشرة في التلفزيون. وفيلم ثالث عنوانه "الأنسا واكسه" ومرشحة الى بطولته ميرفت امين وسمير صبري ولبنى عبدالعزيز وعدد من الوجوه الجديدة. ولكن ألا تخافين من حال الركود التي تصيب السينما منذ مدة؟ - اشترينا السيناريوات وما زلنا في انتظار قرارات البدء بالتصوير. وأقول للمسؤولين في التلفزيون المصري انهم يجب أن ينتجوا ثم ينتجوا، ولكن يجب اختيار المنتج المنفذ، في مجالي التلفزيون والسينما. وإذا لم يُفتح الباب على مصراعيه فسنموت جوعاً، فضلاً عن أننا جميعاً محطمون نفسياً لأننا "مش لاقيين ولا عارفين نشتغل".