اكدت السعودية والاردن رفضهما التام لكل ممارسات الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وتصرفاتها "الاحادية الجانب". واتفق البلدان، خلال محادثات اجراها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يوم امس في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ومع ولي عهده الامير عبدالله بن عبدالعزيز، على ضرورة التحرك عربياً من اجل تفعيل مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت العربية عام 2002 . وبعد يومين على اعلان رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع ان الخطط الاسرائيلية "الاحادية الجانب" قد تدفع الفلسطينيين الى المطالبة بدولة ثنائية القومية، اعلنت القيادة الفلسطينية انها تحتفظ بحق اعلان "الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل الاراضي المحتلة عام 1967"، وهو موقف وصفته اسرائيل ب"العقيم وعديم الاهمية". راجع ص 4 و5 وجاء اعلان القيادة الفلسطينية في اطار تحرك يسعى الى الخروج من الجمود السياسي الذي فرضته اسرائيل على الصراع من خلال تصعيدها العسكري في الاراضي المحتلة والترتيبات التي تتخذها من جانب واحد تنفيذاً لخطة "فك الارتباط" التي اعلنها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون خلال مؤتمر هرتسيليا. وحسب البيان الذي اصدرته القيادة في ختام اجتماعها في رام الله مساء اول من امس، فإن تحركها يستند اولاً الى اعلان الدولة من جانب واحد بموجب الحق الذي منحتها اياه "الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة مع اسرائيل والموثقة دولياً"، وثانياً الى التزامها "خريطة الطريق" رغم التصعيد العسكري، وثالثاً الى دعوة المجتمع الدولي والعالم العربي الى دعم السلطة، والمطالبة بإرسال مراقبين دوليين الى الاراضي المحتلة. وردّت اسرائيل بأن اعلان القيادة الفلسطينية نيتها الاعلان من "جانب واحد" اقامة دولة فلسطينية "تهديد عقيم لا طائل منه ويؤكد الوضع الصعب الذي تواجهه السلطة لفلسطينية"، مشيرة الى ان هذه الخطوات تأتي "بسبب تهرب السلطة من تنفيذ خريطة الطريق التي لا بديل عنها". وكان موضوع الخطوات الاسرائيلية "الاحادية الجانب" من ضمن المواضيع التي بحثها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال المحادثات التي اجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ومع ولي عهده الامير عبدالله بن عبد العزيز في الرياض امس. واذ اكد الجانبان السعودي والاردني رفضهما هذه الممارسات الاسرائيلية، فانهما اتفقا على ضرورة التحرك عربياً من اجل تفعيل مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002 واحيائها في الاتصالات والتحركات الدولية. وذكرت مصادر رسمية في الرياض ان المحادثات بحثت في مستجدات المنطقة، وفي مقدمها الوضع في العراق وتطورات القضية الفلسطينية سواء على صعيد استمرار الممارسات الاسرائيلية العدوانية، او على صعيد الاتصالات التي تجريها الرياض وعمان لتحريك الجمود وبلورة تحرك عربي ودولي لاحياء "خريطة الطريق" ومحاولة اقناع دول اللجنة الرباعية بعقد اجتماع في القريب العاجل. واكد الجانبان السعودي والاردني ادانتهما قرار اسرائيل الاخير توسيع المستوطنات في هضبة الجولان السورية المحتلة في وقت اعربت فيه سورية عن استعدادها لمعاودة مفاوضات السلام مع اسرائيل. وغادر العاهل الاردنيالرياض تاركاً رئيس وزرائه فيصل الفايز ليبحث مع المسؤولين السعوديين في قضايا التعاون الثنائي، ومنها تجديد الاتفاق النفطي مع السعودية الذي يقضي بمنح الاردن نفطاً بأسعار تفضيلية، والحصول على موافقة السعودية على فتح اسواقها امام الصادرات الزراعية الاردنية، خصوصاً الخضروات، بالاضافة الى منح مزيد من الفرص للاردنيين للعمل في السعودية.