إذا وجَد الفنان فادي لبنان من حقه القول بل التباهي بأنه تزوج بالمطربة صباح وبقي خمس عشرة سنة معها في منزل واحد ينام هو في غرفة وهي في غرفة أخرى، فمن حقّ صباح بدورها أن تعلن بل تتباهى بأنها تزوجت بفادي لبنان كرفيق ليس إلاّ، وربما كمرافق كما يقول بعض الذين كانوا قريبين منهما! وإذا كان قول فادي أدّى الى اشاعة نظرة سيئة عن صباح، فإن قول صباح سيؤدي الى انهاء فادي كفنان... وإذا كانت خسارة صباح المعنوية الأخيرة في اعلان حبّها على "ملك جمال لبنان لعام 2000" عمر محيو، كبيرة، وبالإمكان جعل مضاعفاتها عادية بإضافتها الى سجل صباح "الزواجي" الحافل والعابر أحياناً، فإن خسارة فادي في طلاقه من صباح أكبر بكثير على رغم تلك الضجة التي يحدثها في اطلالاته التلفزيونية والصحافية حول نشاط فني كبير يقوم به بين لبنان ومصر والعالم، من دون أي براهين "علمية" على ذلك. ولعل الأصعب الذي ينبغي ان يتوقف فادي لبنان عن التحدث به هو ادعاؤه أن صباح كانت في حال يأس فني عندما تزوج بها، وانها كانت تفكر في الاعتزال وهو الذي ردَّها الى الفن! ان ادعاء كهذا لا يستحق حتى النقاش، فصباح الفنانة التي لم يُعرف عنها أمر كما عُرف عنها حب التجدّد وحب الحياة وحب الجمهور، والتي يدرك كل من تعامل معها انها كائن لا يهدأ ولا يعترف حتى بالعمر، لا يمكن أن تعتزل في الستين، ولا ان تيأس وهي في عزّ صوتها ونشاطها وحفلاتها ومسرحها، ولا أن تتزوّج راقصاً أو مدرب فرقة رقص يقول انه كان راقص لبنان الأوّل؟ من أجل أن يرفع معنوياتها أو أن يهيئ لها سبل استعادة النجاح المفقود! ويتمادى فادي لبنان في نسبة حيوية صباح الفنية خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة الى تخطيطه وإنجازه مسرحيتين من بطولتها، والتلحين لها، في حين يرى عارفون بحياة صباح الفنية انها، في مسرحيتيّ "الأسطورة" الاثنتين المتتاليتين، كانت تفسح في المجال أمام فادي لتقديم نفسه كمخرج وهي تدرك الفوارق الكبيرة مهنياً وابداعياً بين اخراجه واخراج المخرجين الذين تولّوا اخراج مسرحياتها السابقة، ثم لتقديم نفسه كملحن وهي أيضاً تدرك الفوارق الواضحة بين "ألحانه" وألحان الكبار الذين قدموا لها روائعها الشعبية الناجحة... تستحق صباح من زوجها السابق فادي لبنان قليلاً من الهدوء والتروي والتفكَّر في الأمور والصمت، خشية أن يصيبه ما أصاب زوجته السابقة جاكلين خوري من تأثيرات طلاقه منها بُعيد زواجه بصباح. فقد بقيت جاكلين سنين طوالاً نسبياً تُسأل في غالبية مقابلاتها الإعلامية عن طليقها فادي لبنان كأنَّ لا شغل لها غيره! حتى اضطرت الى ان تشترط على البرامج التي تظهر فيها ألا يوجَّه اليها سؤال عنه، وهكذا كان. والآن يبني فادي لبنان طائعاً مختاراً أو مضطراً - لا فارق - مقابلاته التلفزيونية والصحافية على صباح وطلاقه منها ويتكلّم علناً في أمور خاصة هي من "المحرمات" بين الزوجين احتراماً للعِشْرة كأن يقول انها كانت تعلم "بخروجه" مع نساء، بل وقد ضبطته أربع مرات!؟ ولا يتنّبه الى ان كلامه يمكن أن يظهره في مظهر من يريد، عنوةً، ابقاء لقب "طليق الست" معه، بعدما نُزع منه "زوج الست"... المرحلة المقبلة هي التي ستكشف ما إذا كان فادي لبنان، بالفعل، ملحناً ومخرجاً ومغنياً وفناناً "شاملاً" كما كان يرى نفسه في حمى صباح، أم ان فرصة العمر التي انقضت انقضى معها كل شيء!