كان عمرها لا يتعدى الثلاثة عشر عاماً حينما بدأت منى زكي مشوارها الفني قبل اثني عشر عاماً تقريباً، وكان أول ظهور فني لها من خلال مسرحية "بالعربي الفصيح" أمام محمد صبحي، ثم جاءت خطوتها التالية من خلال المسلسل التلفزيوني "العائلة"، لتتوالى بعد ذلك أعمالها التلفزيونية: "الضوء الشارد"، "أهالينا"، "وجع البعاد" و"جحا". وفي المسرح قدمت العديد من الأعمال الناجحة، منها: "عفروتو" و"كده أوكيه"، ولكن يظل الإسهام الأكبر لمنى زكي حتى الآن في السينما، التي قدمت من خلالها أبرز أعمالها الفنية، ومنها "صعيدي في الجامعة الأميركية"، "عمر 2000"، "إضحك الصورة تطلع حلوة" ، "أيام السادات"، "أفريكانو"، "ليه خلتني أحبك"، "الحب الأول"، "مافيا"، "سهر الليالي"، وأخيراً فيلم "من نظرة عين" الذي يعرض حالياً في القاهرة، أمام عمرو واكد وهدى سلطان وبسمة وشريف رمزي. "الحياة" التقت منى زكي، وكان هذا الحوار: بعد فيلم "سهر الليالي" ظهرت في عمل مغاير تماماً، هو "من نظرة عين"، كيف جاء ترشيحك لهذا العمل، وماذا عن دورك فيه. - لا أعرف كيف رشحت لهذا الدور، ولكن ما حدث هو أن المنتجة ناهد فريد شوقي عرضت علي سيناريو الفيلم، فأعحبتني جداً الجرأة في تناول موضوع حساس ومهم في واقعنا الراهن، وهو الحب الحقيقي الذي ربما يتولد فجأة ومن دون مقدمات بين شخصين يلتقيان للمرة الأولى، بمجرد التقاء أعينهما في نظرة سريعة، ولا أنكر أنني تمنيت منذ فترة طويلة أن ألعب شخصية رومانسية مثل التي أديتها في هذا العمل، كنت في حاجة الى دور جميل وجديد، خصوصاً بعد أن انتهيت اخيراً من تصوير دوري المغاير تماماً في فيلم "خالتي فرنسا" أيضاً أمام عمرو واكد، وهو من نوعية مختلفة عن "من نظرة عين". وأنا أجسد شخصية عروس في يوم زفافها تتعرض لمفاجآت عدة صادمة في هذا اليوم، وهو ما يجعلها تنظر بشكل آخر ومغاير للحياة والحب، ونتيجة لهذا التغير تقع في حب شاب يحضر بالمصادفة حفلة عرسها. فيلمان معاً في الوقت الذي تردد أنك تستعدين لدخول فيلم جديد أمام مصطفى شعبان، فوجئنا بك تدخلين في فيلمين جديدين أمام عمرو واكد هما "خالتي فرنسا" و"من نظرة عين"، ما السبب؟ - السوق السينمائية في أي مكان في العالم محكومة بالتطورات التي تحدث فيه رغماً عن الفنانين المتعاملين مع هذه السوق، ولكن ما زال مشروع فيلمي مع مصطفى شعبان قائماً، فأنا لم ألغه لمجرد دخولي فيلماً آخر أمام نجم آخر، وكنا فعلاً في صدد الدخول لتصوير هذا العمل، بعدما قضينا أكثر من سبعة شهور نحضر له، ولكن فوجئنا بأن مرحلة تحضير الفيلم ستطول، وهو ما دفعني للبدء في تصوير فيلميَّ "من نظرة عين" و"خالتي فرنسا"، حتى تنتهي فترة إعداد فيلمي أمام مصطفى شعبان. انتهيت من تصوير فيلمك الآخر "خالتي فرنسا" مع طاقم عمل جديد تماماً عليك، فهل تعتبرين هذا التغيير مغامرة؟ - هي مغامرة بكل المقاييس، ولكن منذ فترة طويلة وأنا أحلم بالعمل أمام الفنانة الكبيرة عبلة كامل، وكان وجودها معي في هذا العمل أحد أهم أسباب قبولي الاشتراك فيه، أما المخرج علي رجب فأعرف أنه مخرج متميز وفي داخله طاقة فنية كبيرة لم تظهر بعد، وبلال فضل كاتب السيناريو من الكتاب الرائعين في المشهد السينمائي الحالي في مصر، وهو من الذين يرسمون شخصياتهم بدقة وبخصوصية فائقة، وأرى أنه وتامر حبيب من الكتاب الشباب الموهوبين جداً، والذين ستكون لهم مكانة كبيرة في السنوات القليلة المقبلة، كذلك الزميل عمرو واكد الذي لفتت موهبته اهتمامي منذ ظهوره في فيلم "جنة الشياطين" أمام محمود حميدة ولبلبة، كل هذه الأسباب تجعلني سعيدة بتجربتي في فيلم "خالتي فرنسا". بطولة موزعة وهل تعتبرين أن "خالتي فرنسا" و"من نظرة عين" هما أول بطولتين سينمائيتين مطلقتين لك؟ - لا أستطيع أن أدعي هذا، أولاً لأن الفنانة الكبيرة عبلة كامل توجد بقوة أمامي في "خالتي فرنسا"، وهو ما يجعلني أعتبر أن البطولة تتوزع في هذا العمل بين عبلة كامل وأنا والطفلة مها عمار، أما في "من نظرة عين" فربما يكون مسمى البطولة أكثر قبولاً للتصديق، ولكنني أعتبر أنها بطولة عادية وليست مطلقة كما تحب أن تسميها، ذلك لأنني أعتز في هذا العمل بالوقوف أمام نجوم كبار مثل الفنانين جميل راتب وهدى سلطان وسوسن بدر، وكذلك مشاركتي في الفيلم أمام أبناء جيلي عمرو واكد وبسمة وشريف رمزي. وأعتبر هذين العملين لونين سينمائيين جديدين عليّ كممثلة. واضح من حديثك أنك فكرت كثيراً قبل اتخاذ قرارك بدخول هذين العملين، هل جاءت هذه الوقفة بسبب النجاح الكبير الذي حققه فيلمك الأخير "سهر الليالي"؟ - هذا صحيح إلى حد بعيد، فبعد نجاح "سهر الليالي" طرحت السؤال وماذا بعد؟ وكنت أدرك أن نجاح هذا الفيلم عائد إلى العديد من العوامل الفنية، أولها جرأة العمل وتناوله العديد من القضايا الحياتية الراهنة، بتكنيك سينمائي عالٍ جداً، وكذلك جودة السيناريو الذي استطاع أن يرصد أشكالاً مختلفة للعلاقات العاطفية الحالية بأدق تفاصيلها الواقعية، ولكنني أيضاً لم أعتبر وقفتي هذه تمرداً على الأشكال السينمائية التي قدمتها من قبل، فكما تمردت على أدوار الفتاة الجميلة في العديد من الأفلام مثل "عمر 2000" و"صعيدي في الجامعة الأميركية"، تجدني في "خالتي فرنسا" أجسد للمرة الأولى دور فتاة شعبية، وعلى العكس من هذا الدور، فإن دوري في "من نظرة عين" هو شيء آخر، وهكذا قررت أن أغير من أدواري ومن الشكل السينمائي الذي تعودته الناس من منى زكي. قبل موافقتك على فيلم "من نظرة عين" رفضت القيام ببطولة فيلم "تيتو" أمام أحمد السقا، فما أسباب هذا الرفض؟ - لم أرفض بطولة هذا الفيلم تحديداً، لأنه ببساطة لم يعرض علي أصلاً، وهذا الكلام سمعته وقرأته في الصحف مثل كل الناس، فقيل إنني رفضت بطولة الفيلم بسبب خلافات حادة مع السقا وغير هذا من الكلام الملفق، والحقيقة هي ما اقوله الآن، لم يعرض علي هذا العمل، وليست بيني وبين أحمد السقا أي خلافات من أي نوع. ابتعاد فني على رغم مشاركتك زوجك الفنان أحمد حلمي العديد من الأعمال السينمائية قبل زواجكما، إلا أنه يبدو أنكما قررتما الابتعاد عن العمل معاً بعد الزواج، فهل هذا صحيح؟ - على الإطلاق، كل ما في الأمر أننا ننتظر عملاً من نوع جديد وخاص كي نقدمه، ولو توافر هذا العمل الآن لقدمناه على الفور، ولكن إذا كنت تقصد عدم استعانة أحمد بي في بطولته السينمائية الأولى "ميدو مشاكل" قبل عامين، فأعترف بأنه أراد أن يخوض أولى بطولاته المطلقة وحده تماماً، ومن دون الاستعانة بأي من النجمات الشابات الموجودات على الساحة الفنية حالياً، ولذلك قامت ببطولة الفيلم أمامه المطربة شيرين في أول تجربة تمثيلية لها، فهو أراد أن يخوض تجربته وحده تماماً، ومن دون دعم من أحد، حتى لو كان هذا الأحد هو أنا. وكيف ترين الاستعانة بالفنانات العربيات في السينما المصرية الحالية؟ - وما المشكلة في أن يكون لدينا ممثلات لسن مصريات، أرى أن هند صبري مثلاً من الممثلات الجيدات جداً، وعلينا أن نفرح بأنها تمثل في أفلامنا، وأرى أنها لم تُخرج بعد ربع طاقتها كفنانة متميزة جداً، وكذلك الممثلة اللبنانية نور التي أرى أنها تملك ملامح خاصة ليس لها مثيل في مصر، وهي فنانة مجتهدة جداً، وأستغرب فعلاً من الذين يعارضون وجود هؤلاء الفنانات في مشهدنا السينمائي الحالي، فمنذ بداية السينما المصرية وهي تثري نفسها بالفنانات الآتيات من كل البلدان العربية الشقيقة، فكان عندنا صباح ونجاح سلام ووردة ونور الهدى وفايزة أحمد، والآن لدينا لطيفة وسميرة سعيد وهند صبري وغيرهن كثيرات، وكل فنان يفرح بوجود فنانين موهوبين يشاركونه مهنته التي يعمل بها ويطمح إلى إثرائها.