استقبل وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان في باريس أمس الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني حسن روحاني، وأكدا رغبتهما في مواصلة وتعميق الحوار الذي شهد انطلاقة جديدة منذ توقيع ايران البروتوكول الاضافي لوكالة الطاقة الذرية. وأظهرت تصريحات دوفيلبان وروحاني تقاطعاً في ما يتعلق بالعراق. وأكد الوزير الفرنسي لضيفه الايراني رغبة فرنسا في استعادة العراق سيادته كاملة في 30 حزيران يونيو المقبل، مشيراً الى أن نجاح هذا النهج يتطلب العمل من الآن لنقل الكفاءات بمشاركة الأسرة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة. وأضاف انه عرض لروحاني الفكرة الفرنسية حول مؤتمر دولي يمكن أن يعقب عودة السيادة الى العراق، لتعزيز اندماج هذا البلد في المنطقة. وأشار الى أن بامكان فرنساوايران المساهمة في استقرار العراق وتحوله الديموقراطي ليعيش بسلام مع الدول المجاورة. وأيد روحاني من جانبه ضرورة نقل السيادة بأسرع وقت الى العراقيين، مشدداً على مدى أهمية هذه المسألة بالنسبة الى ايران، وعلى ضرورة ان يتم نقل السلطة الى الشعب العراقي وليس الى "حكومة شكلية". وأضاف انه أبلغ الوزير الفرنسي ان الجمعية الوطنية التي ستتولى تعيين الحكومة العراقية الموقتة "ينبغي ان تكون منتخبة". لكن روحاني تجنب تحديد موقف واضح من المؤتمر الدولي الذي تقترحه فرنسا، واكتفى بالقول ان بلاده تؤيد كل المبادرات الدولية. أما على الصعيد النووي، فحض دوفيلبان ايران على الذهاب أبعد مما تحقق على هذا الصعيد، مشيراً الى انه أعاد التذكير بما يترقبه الأوروبيون من ايران بموجب الالتزامات التي قطعتها على نفسها في "بيان طهران" الذي صدر في 21 تشرين الأول اكتوبر الماضي. وأبدى ارتياحه الى توقيع طهران على البروتوكول الاضافي لوكالة الطاقة الدولية. وقال روحاني ان ايران التزمت مختلف تعهداتها في اطار "بيان طهران" متمنياً ان يعمل الجانب الأوروبي بدوره على الوفاء بالتزاماته. وأبدى دوفيلبان قلقه حيال العراقيل التي تواجهها عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً ضرورة مواصلة المبادرات مع كل دول المنطقة، اذ انه يتعين على الجميع تعبئة امكاناته باتجاه السلام وتطبيق "خريطة الطريق". وفيما عبر روحاني عن قلق مماثل فإنه حرص على تحديد الطرف الذي تعتبر ايران انه المسؤول عما بلغه الوضع، بقوله ان "فشل خطط السلام سببه تصرف الحكومة الاسرائيلية والجرائم التي ترتكبها"، داعياً أوروبا الى "لعب دور أكثر نشاطاً ومسؤولية".