أعلنت إيران أمس، في ما بدا كأنه هدية إلى وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان، الافراج عن اليهود المسجونين المدانين بالتجسس لمصلحة إسرائيل. وشدد دوفيلبان خلال محادثاته مع الرئيس محمد خاتمي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ونظيره كمال خرازي، على الدور المحوري للأمم المتحدة في إعادة إعمار العراق. لكن دوفيلبان أبدى ليونة واضحة تجاه الولاياتالمتحدة، فطالب طهران بالسماح "بعمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها النووية وتوقيع البروتوكول الخاص بذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وحرص الجانبان الإيراني والفرنسي على رفض تجاوز دوريهما في العراق، وشددا على أن أي حكومة عراقية جديدة يعود اختيارها إلى الشعب العراقي. وقال خرازي في مؤتمر صحافي مشترك مع دوفيلبان إن "العراقيين مؤهلون لحكم أنفسهم، والمهم قيام حكومة ديموقراطية شاملة تعبر عن إرادة الشعب العراقي وباشراف الأممالمتحدة سواء كانت الحكومة موقتة أو دائمة". ورفض خرازي الاتهامات الأميركية لإيران بالتدخل في الشؤون العراقية، وقال: "إن تأكيدنا دعم ما يقرره العراقيون لا يعني تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية"، وطالب الأميركيين باحترام "الخطوط الحمر قرب الحدود"، في إشارة إلى المعلومات التي تحدثت عن دوريات للمارينز على الحدود العراقية المحاذية لإيران، معرباً عن شكوك طهران في نيات واشنطن، بعدما أعلنت التوصل إلى وقف النار مع منظمة "مجاهدين خلق" في العراق، والتي وصفها خرازي بأنها "منظمة إرهابية". أما دوفيلبان، فأعرب عن القلق على المصالح الفرنسية في العراق، وركز على المشاركة في إعادة الإعمار. وقال إن المهم هو البدء بعملية الإعمار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وشهدت المحادثات مفاجأة، كانت أشبه بهدية إيرانية إلى الديبلوماسية الفرنسية، عندما أعلن خرازي أنه تم اطلاق من تبقى من اليهود الإيرانيين المسجونين بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل. وصفق الوزير الفرنسي لدى سماعه هذا الخبر، مقدماً الشكر لإيران. واليهود المفرج عنهم هم خمسة من أصل عشرة كانوا دينوا بتهمة التجسس، وجرى الافراج عن الجميع على دفعات بعد انقضاء أحكام بعضهم وشمول آخرين عفواً أصدره المرشد آية الله علي خامنئي.