حلت الممثلة المصرية نادية الجندي أول من أمس ضيفة على برنامج "خليك بالبيت" الذي يعرض على شاشتي تلفزيون "المستقبل" الأرضية والفضائية. ولا عجب ان تكون هذه الحلقة "خبطة" إعلامية وعلامة تسجل للإعلامي زاهي وهبي، فقد ابتعدت "نجمة الجماهير" لسنوات عن الظهور التلفزيوني خصوصاً في البرامج الحوارية. لم تكمن أهمية الحلقة في كونها كشفت للمشاهد سيرة الفنانة الملتزمة الفن، ولم تبرز في كونها عرضت تفاصيل حياتها الشخصية وزواجها من عماد حمدي وانفصالها عنه، وارتباطها بالمنتج محمد مختار، وعلاقتها بابنها الذي يفضل العيش بعيداً من الأضواء، إنما تميزت لأنها طرحت مواقف مهمة للضيفة تجاه معنى الزمالة في الوسط الفني، وهجرة الممثلين من السينما إلى التلفزيون، والأزمة التي تشهدها السينما المصرية في السنوات الأخيرة. حلقة نادية الجندي كانت مسجلة على غير عادة، وذلك لأنها تزامنت مع تكريمها منذ أسبوعين تقريباً في مدينة طرابلس في شمال لبنان، من جانب مجموعة من الهيئات الثقافية. وكانت الهيئات المعنية اجمعت على تكريم الجندي عن مشوارها السينمائي الطويل من خلال ما قدمته من أفلام سينمائية. وتسلمت الجندي درعاً كتب عليها "درع تكريم لنادية الجندي عن جميع أدوارها السينمائية الوطنية والقومية والعربية". خصت نادية الجندي برنامج زاهي وهبي، لتتكلم وللمرة الأولى عن خلافها مع الهام شاهين على دورهما في فيلم "الرغبة"، واعتبرت ان الغيرة كانت وراء محاولات شاهين التشكيك بالجوائز الخمسة التي حصدتها عن دورها في الفيلم. واعتبرت ان جائزة أوسكار السينما المصرية، وجائزة الاستفتاء الجماهيري، وجائزة جمعية الفيلم المصري وجائزتي عشتار، ما هي إلا مؤشرات تؤكد أن دورها كان اكثر تميزاً من دور شاهين. وكشفت ان الدور الذي قدمته شاهين، كان اسند أصلاً لليلى علوي التي اعتذرت عن عدم تأديته بسبب ارتباطها بعمل آخر. وأكدت الجندي "ان المسلسل الذي قدمته شاهين في رمضان الماضي وحمل عنوان "نجمة الجماهير"، لا يشكل خطراً على لقبها الذي استحقته بعد ان حققت أفلامها إيرادات عالية ولاقت نجاحاً جماهيرياً قل نظيره. وطلبت الجندي من زميلتها تحويل غيرتها الشخصية إلى فنية، مشيرة إلى ان هجوم شاهين وشتائمها التي تصدرت صفحات الجرائد والمجلات الفنية، عكست صورة سلبية عن مهنة الممثل ومعنى الزمالة التي تربط بين الفنانين. تحدثت نادية الجندي أيضاً عن هجرة الممثلين من السينما إلى التلفزيون، وأكدت ان الظاهرة تدل الى المشكلات التي تشهدها السينما الحالية، والنجاح الجماهيري الضئيل التي تحققه معظم الأفلام. إلا أن الجندي اعترفت بأنها تخاف من التلفزيون، فنجمة الجماهير تحرص دوماً على ان تبقى مقلة في أعمالها، إيماناً منها بأن المشاهد يقصد دور السينما خصيصاً لمتابعة أعمالها عندما يكون قد اشتاق إليها. نادية الجدي التي تقرأ سيناريو مسلسل "مشوار امرأة"، أكدت ان العمل التلفزيوني الذي ستقدمه قريباً سيكون عملها الثاني والأخير على الشاشة الصغيرة. وأخيرا، تحدثت الفنانة التي خصصت أفلامها لمواضيع اجتماعية وسياسية ساخنة، عن الأزمة التي تشهدها السينما المصرية اليوم. وعزت ذلك إلى نقص الأدباء والكتاب في السينما، وعدم قبول المخرجين بإنتاج الأفلام الجادة، ورفضت مقولة "الجمهور عاوز كده"، وأكدت انه بريء من تهمة الترويج للفن الهابط، وانه جمهور مثقف ويعرف كيف ينتقي الأفلام الجيدة. نادية الجندي التي اعتبرت السينما الشبابية الجديدة "سينما سطحية وسخيفة"، بشرت بتحسن ملموس بدأ يلوح في الأفق مع بروز أفلام خرجت عن هذه الكوميديا. وأوضحت ان الجمهور في حاجة الى الكوميديا التي تزيح عنه هموم الحياة اليومية، لكنه يحتاج في شكل أكبر لمن يناقش مشكلاته ويبرز الأخطاء الموجودة في المجتمع ويسلط الضوء عليها.