غابت المنافسة عن اجتماع المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني الذي خصص لانتخاب اعضاء المكتب السياسي بعد عزوف التيار الذي يمثله الأمين العام الأسبق جورج حاوي عن الترشح مكتفياً بالاقتراع بأوراق بيض 11 عضواً وطلب ممثلي البقاع في المجلس التريث في تمثيل منطقتهم الى حين الخروج من الصدمة التي اصابتهم جراء عدم التجديد لفاروق دحروج أميناً عاماً، مبدين استعدادهم للعمل تحت سقف الحزب، لكن هذا حال دون انتخاب ابرز وجوه الحزب في البقاع ملحم صليبا في المكتب السياسي. واجتمع المجلس الوطني مساء اول من امس بغياب سبعة من اعضائه البالغ عددهم 75 عضواً وانتخب 14 عضواً للمكتب السياسي الذي يضاف اليه امينه العام الجديد خالد حدادة، وقد ترشح للعضوية 14 مرشحاً ما يعني ان انتخابهم جاء بما يشبه التزكية. وجميع اعضاء المكتب السياسي محسوبون على التيار المتشدد الذي اوصل حدادة الى الامانة العامة. لكن المجلس الوطني بغالبية الحضور آثر عدم انتخاب جميع اعضاء المكتب السياسي وفضل ان يترك مقعداً من اجل تمثيل البقاع لاحقاً. وبدا - بحسب المعلومات - ان الانسجام يسيطر على اعضاء المكتب السياسي، الذي تغيب عنه هذه المرة التيارات المتعددة داخل الحزب وان لا وجود لما كان يسمى في السابق بمواقع نفوذ او محاور في القيادة الجديدة. وسيجتمع المكتب السياسي الجديد الاسبوع المقبل برئاسة حدادة، وان دحروج سيحضر في مستهل الاجتماع الذي يشهد عملية تسليم وتسلم بينهما. وأكد هؤلاء الاعضاء ان المكتب السياسي لم يحسم امره لجهة انتخاب نائبين او ثلاثة للأمين العام وان البحث جارٍ لتشكيل قيادة جماعية تتولى الى جانب حدادة ادارة شؤون الحزب ومواكبة الحركة السياسية في البلد. ورأى بعض أعضاء المكتب السياسي ان التوافق على تشكيل قيادة جماعية من خمسة سيؤدي حتماً الى صرف النظر عن انتخاب نائبين للأمين العام وبالتالي سيخصص الاجتماع الاول للمكتب السياسي لمناقشة هذه الفكرة للتقدم لاحقاً من المجلس الوطني بطلب تعديل النظام الداخلي لانتخاب هذه القيادة من المكتب السياسي. ورداً على سؤال اوضحوا ان "البعض داخل الحزب ممن يتهم القيادة الجديدة بالتشدد وعدم المرونة، سيكتشف مدى استعدادها للبدء بعملية اصلاحية شاملة رغبة منها بعدم الاستئثار بالسلطة، من جهة وبقطع الطريق على من يتهم الحزب بحكم "الرأس الواحد" بسبب الصلاحيات الواسعة المعطاة للأمين العام من جهة ثانية".