عرضت واشنطن تمويل عمليات اغلاق القواعد العسكرية الروسية في جورجيا وحضت موسكو على الالتزام بتعهدات حول سحب قواتها من الاراضي الجورجية في اسرع وقت، فيما لاحت بوادر توتر جديد في العلاقات بين موسكو و تبليسي بعد تهديد احزاب جورجية بالشروع في شن عمليات تخريب ضد القواعد الروسية لاجبار موسكو على تسريع عملية الانسحاب من جورجيا. ودخل الاميركيون امس على خط السجال القائم بين موسكو و تبليسي في شأن القواعد العسكرية الروسية المتمركزة في جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وذكر مساعد وزير الخارجية الاميركي لين باسكو بعد محادثات اجراها في العاصمة الجورجية انه "لم يعد مقبولاً ان تستمر احدى الدول في الاصرار على الوجود العسكري على اراضي دولة اخرى من دون موافقة" الاخيرة. وقال ان الولاياتالمتحدة مستعدة لتمويل نفقات اغلاق القواعد العسكرية الروسية في جورجيا. واعرب عن امله في ان تلتزم موسكو بالتعهدات التي قطعتها على نفسها عام 1999. وكانت روسيا تعهدت في حينه بانهاء وجودها العسكري في جورجيا واغلقت في العام التالي قاعدتين من اصل اربع قواعد عسكرية. لكن الجانبين الروسي والجورجي اخفقا في الاتفاق على موعد نهائي لاستكمال عملية الانسحاب التي ترى موسكو انها تحتاج الى 11سنة على الاقل، فيما يصر الجورجيون على ضرورة اغلاق كل القواعد العسكرية الروسية خلال ثلاث سنوات. وكانت المخاوف الروسية من تعاظم النفوذ الاميركي في جورجيا تزايدت بحدة خلال الفترة الاخيرة. ويرى عسكريون روس ان الولاياتالمتحدة تسعى الى ان تحل بديلاً عن الروس في المنشآت العسكرية السوفياتية السابقة. واللافت ان مسألة الوجود العسكري الروسي غدت العنصر الاساسي للمناقشات الجورجية -الاميركية على مختلف المستويات. وكان وزير الخارجية كولن باول طالب روسيا في لهجة شديدة الشهر الماضي، بالعمل على انهاء وجودها العسكري في الاراضي الجورجية من دون ابطاء. وذكرت امس القائمة بأعمال الرئيس الجورجي نينو بوردجانادزة انها عرضت على الروس خلال زيارتها الاخيرة لموسكو قبل اسابيع، القيام بخطوات ملموسة لاثبات حسن النيات من خلال التوصل الى اتفاق نهائي في شأن القواعد الروسية قبل حلول منتصف هذا العام. وكانت بوردجانادزه تتحدث في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع باسكو امس، ودعت موسكو الى الاستجابة لمطلب سحب القوات اذا ارادت تحسين العلاقات في شكل جدي مع تبليسي. تهديدات الى ذلك، استدعت الخارجية الروسية السفير الجورجي في موسكو زوراب اباشيدزه وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، بعدما دعا سياسيون جورجيون الى "اجبار موسكو على التعجيل في سحب قواتها". وهدد نودار ناتادزه زعيم الجبهة الشعبية الجورجية وهي تنظيم متطرف بالشروع في شن عمليات تخريبية ضد القواعد الروسية. وقال ان الاحزاب السياسية وجميع الجورجيين سيقومون بأي عمليات من شأنها ان تقلل عمر الوجود العسكري الروسي في جورجيا. واضاف ان على الروس ان يستمعوا الى ارادة الشعب الجورجي. وذكر عسكريون في قاعدتي "باتومي" و"اخالكالاكي" الروسيتين ان اجراءات امنية اضافية اتخذت تحسباً لوقوع هجمات تخريبية او ارهابية بعد تلك التهديدات.