لم يستبعد مسؤول روسي رفيع المستوى تحدث الى "الحياة" احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية الى العراق انطلاقاً من أراضي جورجيا، فيما أفادت تقارير في تبليسي عن بدء حركة نشطة لترميم قاعدة تابعة لسلاح الجو شرق هذا البلد. وكانت تقارير في موسكو أشارت الى تزايد الأدلة على نية الولاياتالمتحدة استخدام القواعد الجورجية لتوجيه ضربات عسكرية الى العراق. واعلنت تبليسي ان الوجود العسكري الأميركي على أراضيها يهدف الى إعداد وحدات من القوات الخاصة الجورجية لشن عمليات ضد الارهابيين في منطقة وادي بانكيسي، لكن الرئيس ادوارد شيفاردنادزه أعلن أن تبليسي لن تنفذ أي عملية عسكرية في المنطقة. وتحدثت تقارير في موسكو عن عمليات واسعة في جورجيا لتأمين وجود طويل الأمد للقوات الأميركية فيها، في حين أشارت معلومات من العاصمة الجورجية الى حركة ترميم واسعة في قاعدة مارنيوي التابعة لسلاح الجو، وهي من أضخم القواعد السوفياتية السابقة. وتحدثت عن ترميم مدرجات الهبوط والإقلاع وادخال معدات حديثة الى القاعدة التي رجحت مصادر في العاصمة الروسية احتمال استخدامها لتوجيه ضربات أميركية الى العراق. لكن وزير خارجية جورجيا ايراكلي ميناغاريشفيلي نفى بشدة هذا الاحتمال وقال ان بلاده لن تستخدم لشن هجمات ضد دول أخرى. ولفت مراقبون في موسكو الى أن تبليسي تتبع سياسة عدم اعلان خططها مسبقاً، وهي كانت نفت بشدة وجود نية لاستقبال عسكريين أميركيين على أراضيها، ثم اعلنت برنامج تعاون عسكري وثيق وطويل الأمد مع الولاياتالمتحدة. وكان نائب وزير الدفاع الجورجي غيلا بيجواشفيلي علق بحذر على إمكان استخدام أراضي بلاده في الهجمات على العراق، مشيراً الى أن العسكريين الأميركيين لم يبلغوا جورجيا "وجود نيات من هذا النوع لديهم". وفي تصريحات الى "الحياة" لم يستبعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما البرلمان الروسي ديمتري روغوزين توجيه ضربة الى العراق من الأراضي الجورجية. وأشار الى ان هدف الوجود الأميركي في منطقة القوقاز ما زال غامضاً، خصوصاً في ظل التراجع عن نية تنفيذ عمليات عسكرية في وادي بانكيسي. ورجح ان تعمد واشنطن الى ترسيخ وجود طويل الأمد في المنطقة، لاستخدامها عند الضرورة قاعدة انطلاق ضد ايران أو العراق. وأضاف ان احتمالات شن هجمات ضد العراق من هذه المنطقة تتزايد، خصوصاً ان بغداد تستبعد ذلك.