بعد أن طلبت تبليسي من العسكر الروس أن يخرجوا من الباب في أعقاب «ثورة الورود» المخملية في جورجيا عادوا ليدخلوها من النافذة. فقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف أن موسكو مستعدة لبحث إمكانية فتح مراكز روسية جورجية مشتركة لمكافحة الإرهاب وتقترح استخدام البنية التحتية للقاعدتين العسكريتين الروسيتين في باتومي وأخالكالاكي لهذا الغرض. وأضاف ايفانوف في اجتماع له مع الملحقين العسكريين في موسكو أن مستجدات العصر تتطلب أشكالا عصرية اكثر مرونة للتعاون في مجالات الدفاع والأمن وتنسيق فعاليات مكافحة الإرهاب. واقترح تأسيس ثلاثة مراكز مشتركة مختصة لمكافحة الإرهاب في جورجيا. وجاء تصريح ايفانوف هذا بمثابة رد إيجابي على اقتراح مماثل تقريبا تقدمت به تبليسي قبل بضعة أشهر. وقال ايفانوف إن روسيا تعرض على جورجيا إنشاء مركز إعلامي تحليلي في تبليسي لمكافحة الإرهاب باستخدام إمكانات قيادة القوات الروسية المرابطة في القفقاس الجنوبي وكذلك مركز تدريب خبراء مكافحة الإرهاب في وسائط النقل البحري باستخدام إمكانات القاعدة الروسية الثانية عشرة المرابطة في مدينة باتومي. بالإضافة إلى مركز إعداد خبراء قوات الحدود والطوارئ في مدينة أخالكالاكي باستخدام إمكانات القاعدة الروسية الثانية والستين المتواجدة هناك. واعترف ايفانوف بأن تأسيس هذه المراكز الثلاثة مسألة حساسة تتطلب مداولة تفصيلية في إطار محادثات روسية جورجية جادة. وكان أمين مجلس الأمن القومي الجورجي غيل بيجواشفيلي تحدث عن استعداد بلاده «لبحث أي شكل للتعاون في مكافحة الإرهاب» إلا أنه أكد بأن بلاده لا تريد تحويل القواعد العسكرية الروسية بالذات إلى مراكز لمكافحة الإرهاب. وهي راغبة في فتح مركز مشترك واحد في باتومي وليس ثلاثة مراكز كما يقترح الروس. والى ذلك تفضل تبليسي أن يعمل المركز الجورجي الروسي المقترح في إطار برنامج الناتو «الشراكة من أجل السلام» فيما تفضل موسكو أن يبقى تعاونها مع جورجيا في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين.