عزا رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا في خطابه الإذاعي الأسبوعي أمس موجة العنف التي اندلعت أخيراً جنوبتايلاند حيث غالبية السكان من المسلمين إلى مجرمين وليس إلى الانفصاليين الإسلاميين. ورفض تصريحات مساعديه بأن إسلاميين قد تكون لهم صلة ب"الجماعة الإسلامية"، وهي الشبكة الجنوب آسيوية المسؤولة عن تفجيرات النوادي الليلية في جزيرة بالي الأندونيسية عام 2002، هم الذين يقفون وراء أعمال العنف. ووعد بتنمية جنوب البلاد الذي وضع رهن الأحكام العرفية بعدما اقتحم مسلحون معسكراً للجيش وأشعلوا النار في أكثر من 20 مدرسة الأحد الماضي، وقال: "هذه الأقاليم ستكون مختلفة جداً خلال السنوات الخمس المقبلة. سأفعل كل ما في وسعي لتطويرها". ولم تتوقف أعمال العنف على رغم فرض الأحكام العرفية في الأقاليم الثلاثة الواقعة قرب حدود ماليزيا وعملية المطاردة التي يقوم بها الجنود والشرطة واعتقال مشتبه فيهم من بينهم مدرسون مسلمون. إذ أعلنت الشرطة في بلدة ثاكباي جنوب البلاد أنها أبطلت مفعول قنبلة في إحدى المحطات بعدما كانت ستنفجر في الساعات الأولى من صباح أمس. وقال نائب رئيس الوزراء شافاليت يونجشايود إن 300 شخص نقلوا لاستجوابهم ومضاهاة بصماتهم منذ هجمات الأحد الماضي. وعلى رغم تأكيدات تاكسين، فإنه يواجه نداءات تدعوه إلى مواجهة الحقيقة في شأن تجدد حملة الانفصال في الجنوب. وكان وزير الداخلية وان محمد نور ماثا أحدث مسؤول كبير يقول إن الانفصاليين الذين خاضوا حرباً في السبعينات وفي الثمانينات عاودوا نشاطهم. وقال إن المهاجمين متورطون مع منظمة "بيرساتو" وهي اتحاد منظمات انفصالية، يعتقد بأن بعضها على علاقة بمنظمات ماليزية لها صلات ب"الجماعة الاسلامية". ويرجح مراقبون أن موجة العنف الأخيرة وراءها مشاعر قومية، ولا علاقة لها بتنظيم "القاعدة" أو "الجماعة الإسلامية". وقال أندرو تان من معهد الدفاع والدراسات الاستراتيجية في سنغافورة أن "هناك كثيرين من الأجانب جنوبتايلاند، إلا أن الهجمات لا تستهدف المصالح الغربية". وأضاف إن "القاعدة" فشل في نشر رسالته المتطرفة بين المسلمين الآسيويين، لأن الحركات الانفصالية الآسيوية لا تبغي حرباً أوسع نطاقاً، مشيراً إلى أن تنظيم أسامة بن لادن لم يحرز نجاحاً يذكر في محاولاته لتجنيد عناصر من الانفصاليين في آتشيه الأندونيسية أو جبهة "تحرير مورو الإسلامية" في جنوب الفيليبين. إلا أن بعض المسؤولين التايلانديين لهم وجهات نظر أخرى في هذا الشأن. إذ قال الجنرال كيتي راتاناتشايا القائد السابق للقوات المسلحة في الجنوب والمستشار الأمني الحالي للحكومة إن العلاقات بين المتشددين في المنطقة تعود إلى عهد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان عندما انضم كثير من المسلمين الأجانب إلى المجاهدين هناك. وأضاف أن "أولئك الذين ساعدوا في الحرب عادوا إلى الوطن وشكلوا الجماعة الإسلامية في أندونيسيا" وفي ماليزياوتايلاند.