ذكر مسؤول حكومي كبير في تايلاند أمس أن شرطيين لقيا حتفهما وأصيب 17 مدنيا في هجوم منظم في مدينة يالا بجنوب البلاد مضيفا أن السلطات ليس لديها أي معلومات بشأن مدبري الهجوم. ووقع الهجوم مساء الخميس بعد أن أسفر انفجار عن اقتلاع أحد أعمدة الكهرباء مما أدى إلى انقطاع التيار في جميع أنحاء يالا التي تقع على بعد 760 كيلومترا جنوب بانكوك. وقال فينو ثونجساكول نائب حاكم مدينة يالا إن عشرات المهاجمين هاجموا المنازل والمتاجر التي يملكها البوذيون التايلانديون وألقوا ستة قنابل يدوية واشتبكوا مع قوات الشرطة مما أسفر عن مقتل شرطيين. كما أسفر الهجوم عن إصابة 17 مدنيا من سكان يالا من المسلمين والبوذيين. واعتقلت الشرطة أحد المهاجمين إثر إصابته في الاشتباكات وثلاثة مشتبه بهم منهم اثنان تبين أنهما طالبان في جامعة يالا. وقال فينو في مؤتمر صحفي «يجب أن نقر أن أجهزتنا الاستخباراتية فشلت فنحن لم نتلق أي معلومات مسبقة بشأن ما حدث». وأضاف أن جميع المشتبه فيهم المعتقلين هم شباب صغار لا يعرفون مدبري هذا الهجوم المنسق الذي يعتبر أخطر هجوم في غضون الشهور التسعة عشر الماضية التي شهدت تصاعد أحداث العنف في أقاليم ناراثيوات وباتاني ويالا التي تقع «أقصى جنوب» تايلاند وتسكنها أغلبية مسلمة. واستهدفت سلسلة الهجمات الاخيرة مدارس ومدرسين وسكاناً ورهباناً بوذيين في مسعى واضح لطرد السكان غير المسلمين من الاقاليم الثلاثة التي يسكنها مليونا نسمة من بينهم 87 بالمئة من المسلمين. وأقرت الحكومة التايلاندية أمس العمل بقانون الطوارئ مما يمنح رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا السلطة لمراقبة الهواتف وفرض رقابة على الصحف واحتجاز مشتبهين دون توجيه تهمة وذلك بهدف التعامل مع العنف المتصاعد في اقصى الجنوب الذي تسكنه أغلبية مسلمه. واقرار «قانون سلطات الطوارئ» ينقل مسؤولية الأمن مباشرة إلى مكتب رئيس الوزراء. ويحل هذا القانون محل الاحكام العرفية المعمول بها حاليا في ثلاثة اقاليم قتل فيها اكثر من 800 شخص خلال الشهور التسعة عشر الماضية. وقال نائب رئيس الوزراء ويسانو كري نجام للصحفيين «خلال الايام السبعة الماضية كانت هناك مؤشرات على ان الوضع سيتصاعد.» جاء ذلك عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء دعي اليه عقب مجموعة من الهجمات المنسقة مساء امس الأول في العاصمة الاقليمية يالا. وفي واحدة من اسوأ الحلقات الماساوية في اضطرابات الجنوب فجر انفصاليون مسلمون سلسلة من القنابل دمرت عددا من الابراج المعدنية امام محطات كهرباء فرعية واغرقوا المدينة في ظلام دامس استمر ساعة. وتسمح القوانين الجديدة لتاكسين بوقف بيع الصحف والمجلات التي تعتبر «تهديدا للأمن القومي أو تسبب قلقا عاما» وذلك وفق مسودة للقانون اطلعت عليها رويترز.