يصل مساء اليوم وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان إلى أبوظبي، أول محطة له في جولة خليجية، تقوده إلى كل من عُمان والكويت وقطر والبحرين. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية هيرفي لادسوس إن دوفيلبان سيسلم سلطات هذه الدول رسالة من الرئيس جاك شيراك، وان الزيارة تندرج في إطار "الحوار المستمر والمثمر القائم بين فرنسا ودول الخليج". وأضاف ان الجولة تأتي في ظروف إقليمية تهيمن عليها المسألة العراقية "لتأكيد عزم فرنسا على تعزيز وجودها السياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية". وستكون زيارة دوفيلبان لعُمان الأولى لوزير خارجية فرنسي منذ زيارة الوزير ألان جوبيه في 1994، وتظهر مدى اهتمام فرنسا في تعزيز وجودها السياسي والاقتصادي في المنطقة. وكان دوفيلبان قام بجولة عربية على الدول المجاورة للعراق، بعد الحرب، ويستكملها الآن بجولة على الدول المعنية مباشرة بالأوضاع في هذا البلد، خصوصاً الكويت. وتعتبر مصادر فرنسية أنه على رغم أهمية الدور الأميركي في هذه الدول، فإن لفرنسا شراكة ضخمة في عدد منها، خصوصاً الإمارات العربية وقطر. وعلى رغم أهمية الدور الأميركي في هذه الدول، فلديها تفهم كبير للموقف الفرنسي ازاء العراق ولو كانت حذرة في التعبير عن هذا التفهم. وليس لدى فرنسا أي حقد على مواقف هذه الدول، بل بالعكس، يتوقع أن يسأل الوزير الفرنسي المسؤولين الذين سيلتقيهم عن موقفهم من الضغوط الأميركية لإدخال الديموقراطية إلى الدول العربية. إلى ذلك، كان مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية برنار ايميي زار واشنطن الأسبوع الماضي وأجرى سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين، خصوصاً وليام بيرنز، واستوضح فكرة "المبادرة الأميركية للديموقراطية في العالم العربي". وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة أن "المبادرة" بالنسبة إلى الديموقراطية ما زالت فكرة، وتبحث الإدارة في وضع آلية عملية لها. وقالت المصادر إن الوزير الفرنسي سيناقش مع المسؤولين العرب عدداً من القضايا، في مقدمها المسألة العراقية والوضع في إيران وقضية الشرق الأوسط. وأشارت المصادر إلى أن كل الاتصالات الفرنسية - الأميركية تؤكد أن ليس هناك حماسة حقيقية في واشنطن للعمل على تطبيق "خريطة الطريق"، في حين أن فرنسا ترى أن إعادة اطلاقها وتنفيذها ضرورية وملحة. أما على صعيد سورية ولبنان، فالإدارة الأميركية تريد ابقاء الضغوط على دمشق، وتعتبر أن عليها تقديم المزيد من التنازلات، لذا فإن استراتيجية الضغط مستمرة. ولكن المصادر أضافت ان لدى الإدارة الأميركية شعوراً بأن سورية قرأت الرسائل التي وجهتها إليها عبر قانون "محاسبة سورية"، وأنها أحرزت بعض التقدم، ولكن ذلك لا يكفي. وترى المصادر الفرنسية أن تقويم الإدارة الأميركية للأوضاع في سورية ليس بعيداً عن التقويم الفرنسي، وعلى دمشق أن تتحرك بسرعة في عدد من المواضيع. ولاحظت المصادر أن الإدارة الأميركية تتابع باهتمام الموقف الفرنسي من لبنان، كما عرضه دوفيلبان خلال زيارة البطريرك صفير لباريس، وخلال مؤتمره الصحافي أكد أن باريس سبق لها وأن أعلنت موقفها المؤيد لاستعادة لبنان سيادته واستقلاله، ولكنها أضافت أنه على رغم المتابعة الأميركية للموقف الفرنسي فلبنان ليس في أعلى سلم أولوياتها.