أتى مايكل جاكسون ليكون خير مثال على تحويل الإنسان مسخاً. فهو صاحب لقب "الأنف الكبير" صغيراً. واستمرّ أنفه كبيراً حتى عمر الحادية والعشرين حيث بدأ يدمن عمليات التجميل. فصغّر أنفه وأعاد رسم حاجبيه إصطناعياً واستعمل مستحضرات تجميل عدة لتبييض بشرته. وبعد خمس سنوات فقط، أعاد تجميل أنفه ووشم كحلاً أسود حول عينيه في شكل ثابت... وبدأ يستعمل أحمر الشفاه في شكل دائم. ولم تكد تمضي سنتان حتى بدأ العد العكسي في شكل مخيف. فهو في التاسعة والعشرين، أنفه أُعيد تجميله مجدداً ووجنتاه رُفختا وبشرته خضعت لتقشير كيماوي جعلها بيضاء ناصعة. وقيل انه تناول هورمونات نسائية ليحافظ على صوته اليافع الناعم. وتحوّل مايكل شبيهاً بالنساء في الثانية والثلاثين، فقشّر بشرته مجدداً وأعاد رسم حاجبيه ووضع "غمزة" صغيرة وسط ذقنه وأعاد تصميم فكّيه ليصبحا مربعين... وأخضع أنفه لعملية تجميل أيضاً جعلت فتحتيه شبه مفقودتين. ولم يكتف بهذا القدر فقط، بل أعاد بعد سنتين تقشير بشرته لتتحول زهرية، ثم صمّم فكّيه واستغنى عن الغمزة في الذقن ورفخ وجنتيه عالياً جداً... وجمّل أنفه الذي قيل أن أنسجته ماتت بفعل تكرار العمليات، ما جعله يظهر مراراً وتكراراً واضعاً "برقعاً" كبيراً لإخفاء القسم السفلي من وجهه. واستمر التغيير في ملامحه التي تحولت غريبة في الثامنة والثلاثين: زرع آخر للوجنتين، تجميل للأنف مرة أخرى، بشرة مشدودة في شكل ينذر بتحطمها، فيما لونها يميل إلى الاصفرار. وتبدّل شكله مرة جديدة على مشارف الأربعين ليحوّله شبيهاً ب"باتمان": أنف وذقن ووجنتان وفكان... وهزالة اختفت ليحل محلها جسم شبه ممتلئ ودهون موزعة في شكل "فني" في أقسامه. ولم يتوقف مايكل عند هذا الحد فقط، بل واصل إدمانه عمليات التجميل التي طاولت عينيه هذه المرة وجعلته يبدو آسيوياً فيما شفتاه مجمدتان ولم تعد تقويان على الحركة بعد إرهاق أنسجتهما المشدودة. واستمر على طريق التدهور الخارجي الذي جعله شبيهاً بالمومياء المتحركة، حتى قيل ان "جسراً" حل محل فتحتي أنفه... اللتين تحولتا ثلاثاً بعد فشل العملية التي ذكر أنها هدفت إلى وضع أنف إصطناعي بعد "موت" الأساسي. وهكذا أخضع جاكسون جسمه لعشرات العمليات التي لم تكن حتماً للتجميل إنما لخلق نموذج بشري جديد لا أساس له إلا في ذهنه المشوش.