خلا البيان الختامي الصادر عن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أمس، في ختام اللقاء الثاني للحوار الفكري في مكةالمكرمة، من أي اشارة الى التوصيات التي تم التوصل اليها، لكن مصادر مطلعة قالت ل"الحياة" ان المشاركين سيرفعون إلى ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز وثيقة علنية بأسم "الإصلاح الوطني" تلخص الحوار الذي دار على مدى اسبوع تقريباً بين ممثلي النخب السعودية في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية والإعلامية. وأوضحت المصادر ان اللقاء الذي سيجري بعد غد السبت بين الامير عبد الله والمشاركين سيكون مناسبة ليقدموا اليه جملة من الافكار والرؤى في شكل مقترحات وتوصيات على أمل موافقته على تفعيلها. واضافت ان هذه الافكار "تضمنتها وثيقة علنية للاصلاح الوطني تتناول مواضيع تهم السعوديين على المستويين المحلي والخارجي"، مشيرة إلى "ان الدولة تؤيد الاصلاح في كل المجالات وهي ماضية فيه ولن تقف حجر عثرة في وجه العملية الإصلاحية في البلاد". وأكدت ان المشاركين "اتفقوا على توسيع مستوى المشاركة الشعبية والتسريع بعملية الانتخابات التي اعلنت الحكومة انها عازمة على تنفيذها ابتداء بالمجالس البلدية". وتشمل التوصيات ايضاً "ضرورة تطوير اداء وخطاب الاعلام السعودي بما يتناسب مع التطور الإعلامي الذي تشهده الدول الأخرى، اضافة إلى اشاعة روح الحوار بين افراد المجتمع السعودي بما يجعل الحوار منهجاً وأسلوباً وضرورة في التعامل مع الآخر". ولفتت المصادر إلى ان محور تغيير وتطوير المناهج التعليمية شهد نقاشا حاداً إلا ان المشاركين لم يبتعدوا عن اساسيات الوثيقة التي قدمها الأمير عبد الله إلى قمة مجلس التعاون الخليجي الرابع والعشرين الاخيرة في الكويت لإصلاح العملية التعليمية وتطويرها بما يتناسب مع معطيات العصر ومتطلباته. وافادت ان التوصيات أكدت أهمية نبذ الغلو بتجفيف منابعه ومحاربة كل اشكال العنف والتطرف وتعزيز دور المعلم والمؤسسات التعليمية في إيجاد الشخصية المعتدلة الرامية إلى البناء لا الهدم. وأكدت ان موضوع المرأة حظي بأولوية في قائمة التوصيات النهائية للعمل على حل كل المعوقات التي تعترض طريق مشاركتها في القضايا الوطنية والاجتماعية، مؤكدة ان موضوع اللقاء الثالث سيكون "المرأة السعودية"، اضافة إلى البطالة وأثرها في ظاهرة الغلو. واقتصر البيان الختامي على الاشارة إلى ان ما توصل إليه المجتمعون كان عبارة عن حلول واقتراحات رأوا ملاءمتها لإطلاع ولي الأمر عليها وتحتاج إلى ان تأخذ مجراها عملياً. كما اوضح ان المشاركين اجتهدوا في التوصل لرؤية واضحة، ومنهجية رشيدة لمعالجة الغلو وقطع موارده وهو ما يعني "ان لقاء هذه النخب من العلماء والمفكرين كان للإجتهاد وليس للوصول إلى حلول تؤخذ في شكل نهائي". وامتدح البيان جلسات اللقاء، موضحاً انها كانت تدار بمنهجية منضبطة راعى المشاركون فيها الوقت وأدب الحوار والموضوعية واحترام الآخرين.