القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    إجراء قرعة بطولات الفئات السنية للدرجة الثانية    «خليجي 26»: رأسية أيمن حسين تمنح العراق النقاط ال 3 أمام اليمن    الأخضر يتعثر أمام البحرين    المنتخب العراقي يتغلّب على اليمن في كأس الخليج 26    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية "أرويا"    رحلة تفاعلية    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    الشرع : بناء سوريا سيكون بعيدا عن الطائفية والثأر    للمرة الثانية أوكرانيا تستهدف مستودع وقود روسيا    القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بظاهرة "التربيع الأخير"    صلاح يعيد ليفربول للانتصارات بالدوري الإنجليزي    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    شرطة العاصمة المقدسة تقبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    مقتل 17 فلسطينياً.. كارثة في مستشفى «كمال عدوان»    اتفاقية لتوفير بيئة آمنة للاستثمار الرياضي    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    ولادة المها العربي الخامس عشر بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    شركة آل عثمان للمحاماة تحصد 10 جوائز عالمية في عام 2024    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    لمحات من حروب الإسلام    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللقاء الوطني للحوار الفكري.. تفاعل خلاق لتعزيز الوحدة الوطنية

أقيم مؤخراً ملتقى سياسي كبير في مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض وحضره نخبة من العلماء والمفكرين استغرق عشرة اجتماعات، وطرحت فيه قضايا لأول مرة تناقش جماعيا في المملكة العربية السعودية حول التطرف ومواجهته. وكان ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز قد شجع المشاركين في كلمته على المباشرة والصراحة، موضحا أن الحاجة أصبحت ملحة لأن نفكر معاً في نهج أساليب جديدة. ومثلت في اللقاء وجهات نظر وشرائح مختلفة في السعودية ونوقشت فيه موضوعات لم يسبق ان نوقشت في المنتديات العامة المفتوحة. واشترك في هذا الحوار ثلة من اهل العلم الشرعي والفكر الاسلامي من اطياف فكرية متعددة، وافتتح اللقاء بكلمة الامير عبد الله بن عبد العزيز التي ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد. وتناول المجتمعون في تسع جلسات عمل وجلسة خاتمة حفلت بالمناقشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح في مناقشة محاور اللقاء الاساسية وهي:
المحور الاول - الوحدة الوطنية وأثر العلماء فيها.. ويشتمل على الموضوعات التالية:
1. تعريف الوحدة الوطنية وأهمية الوحدة والاصول الشرعية التي تبنى عليها والدور الريادي للعلم والعلماء في المملكة العربية السعودية في ضمان الوحدة الوطنية.
2. الغلو والتشدد والتوسع في سد الذرائع في مقابلة التحلل من الثوابت الشرعية وأثر ذلك على المجتمع.
3. التنوع الفكري بين شرائح المجتمع.
4. حقوق المرأة وواجباتها ودورها في المجتمع.
5. حرية التعبير.
6. الفتوى المعاصرة وربطها بالواقع الاجتماعي واثر ذلك على الوحدة الوطنية وتماسك الداخل، فتوى الافراد مقابل فتوى المجامع والهيئات العلمية.. دراسة وتقويم.
المحور الثاني - العلاقات والمواثيق الدولية واثر فهمها على الوحدة الوطنية. ويشتمل على الموضوعات التالية:
العلاقات الدولية في الاسلام، والدعوة في الداخل، والدعوة في الدول الاسلامية وغير الاسلامية:
1. اهمية المصالح المشتركة في علاقات المملكة العربية السعودية بالدول الاخرى.
2. التعامل مع غير المسلمين في ضوء الكتاب والسنة.
3. الجهاد واحكامه.
وبعد مناقشات خلص الملتقون الى التوصية بما يلي:
1. اعتبار خطاب الامير عبد الله وثيقة رئيسة للقاء يسترشد اطراف الحوار بما اكدته من معانٍ وافكار وما تضمنته من مضامين مهمة منها:
الوعي بما يحدق بالوطن من اخطار وهجمات شرسة تمس عقيدته ووحدته الوطنية والتنبه الى ما تحدثه عوامل التنافر والشقاق باشكاله القبلية او الاقليمية او الفكرية من هدم لعرى التماسك.
ادراك ان الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار وتوجيهه الوجهة السليمة التي تخدم اهداف المملكة وثوابتها وقيمها الشرعية.
الأخذ في الاعتبار الواقع المعاصر والتقدم التقني في الاتصالات وتداول المعلومات بسرعة دون موانع او عوائق مما يحتم ضرورة وضع أساليب جديدة لحماية الدين والوطن والمواطن.
* تركيز العناية والتفكير في قضية الخطاب الاسلامي الداخلي والخارجي بما يؤكد تمسك المملكة بعقيدتها الاسلامية وصلاتها بعالمها الاسلامي ووحدتها الوطنية في اطار من الوسطية والاعتدال.
السير في كل ما سبق داخل مضمار الحوار العلمي الموضوعي الهادئ البعيد عن التنافر ووحشة القلوب واساءة الظن.
1. التوصية بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن.
2. التطوير العملي لفكرة هذا اللقاء وتوسيع دائرة المشاركة فيه ليشمل جميع المستويات ويعالج مختلف الموضوعات وذلك بانشاء مركز للحوار الوطني يعنى بتنظيم اللقاءات واعداد البحوث والدراسات في هذا المجال، ويرغب المشاركون من الامير عبد الله بن عبد العزيز تبني هذا المركز.
3. المحافظة على الوحدة الوطنية لهذه البلاد المبنّية على العقيدة الاسلامية الصحيحة وعلى الثوابت الشرعية التي تستمد منها الدولة نظامها ويستمد منها المجتمع هويته وتعميق معاني البيعة والسمع والطاعة بالمعروف تحقيقاً للجماعة ومنعاً من الافتراق.
4. التأكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية وتعميق مفهومها واسسها الشرعية وتوكيد دورهم في رد الشبه وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنة وبخاصة في مجال الوحدة الوطنية.
5. ان من اقوى دعائم الوحدة الوطنية الاهتمام بمعالجة هموم الحياة اليومية للمواطن والتوازن في توزيع برامج التنمية بين مناطق المملكة والاهتمام بالمناطق الريفية.
6. الاستمرار في تطوير عناصر العملية التربوية.
7. مراعاة قضايا الشباب في خطط التنمية وبرامجها وبذل المزيد من الاهتمام بهم والمعالجة الشاملة لكافة المشكلات التي يواجهونها.
9.على وسائل الاعلام مراعاة الاسهام في تعضيد الوحدة الوطنية وعدم المساس بالثوابت التي قامت عليها واحترام العلماء والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله بالحسنى.
1. الاستمرار في عملية الاصلاح بكافة جوانبه وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية يعزز الوحدة الوطنية ويعمق مشاعر الانتماء.
2. الاسلام دين وسط في العقيدة والاحكام الشرعية لا يقبل الغلو والتشدد كما لا يقبل التحلل من الثوابت الشرعية ويفرق بين التشدد والغلو والتمسك بالسنة والالتزام بها.
3. قاعدة سد الذرائع من القواعد التي شهد لها الشرع بالاعتبار، وهذه القاعدة ينبغي إعمالها بتوسط واعتدال فلا يهمل إعمالها ولا يتوسع في استخدامها بما يؤدي الى التضييق والتشدد فيما يكون في دائرة المباحات.
13.اهمية الحوار وسيلة للتعبير عن الرأي واسلوباً للحياة وتأطيره لتحقيق التعايش من خلال منهجية شاملة تلتزم بالاصول والضوابط الشرعية.
14.الاختلاف والتنوع الفكري سنة كونية وحقيقة تاريخية، لذا لا يمكن الغاؤه وتجاوزه وان ما يخفف من آثاره الضارة اعتماد منهج القرآن الكريم في الحكم على الاراء والاشياء والاشخاص بتحري الحقيقة والموضوعية والعدل والتعايش مع هذا الاختلاف وضبطه والتفريق بين الثوابت والاجتهادات في مجال التنوع والاختلاف وتحديد مرجعيته بالكتاب والسنة.
15.العمل على معالجة القضايا والمشكلات والمظالم والممارسات والتقاليد المخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية التي تواجه المرأة في العصر الحاضر وابراز الصورة الحقيقية لها في الاسلام والعمل على وجودها في الوطن نموذجاً للمرأة المسلمة وتوسيع دائرة مشاركتها في ما يخدم قضايا المرأة المسلمة.
16.ضمان حرية التعبير عما يراه المسلم حقاً وفق الضوابط الشرعية المعتبرة بما لا يتعارض مع محاسبة من يمس الثوابت الشرعية او المصالح المتفق عليها او حريات الاخرين.
1. للفتوى مكانة سامية ومهمة عظيمة في المجتمع المسلم، ولذا تتأكد حاجتها الى مواكبة العصر والتواصل مع مختلف المجامع الفقهية وتفعيل الاجتهاد والاستفادة من المختصين في العلوم الاخرى وتأسيس مراكز للدراسات والبحوث العلمية المساندة للفتوى وتكوين لجان للفتوى في مختلف مناطق المملكة.
2. ضرورة الوعي بالظروف الاقليمية والدولية ومراعاتها واتباع المصالح القائمة على العدل في تأسيس العلاقات الدولية والاستفادة من الطاقات العلمية والفكرية في تأصيل العلاقات الدولية على منهج الاسلام وطرح المبادرات التي تبيّن حلول الاسلام للمشكلات العالمية.
3. الجهاد ذروة سنام الاسلام، وقد بينت الشريعة احكامه واسسه ومبادئه والحاجة قائمة الى ربط تلك الاحكام بالواقع، واعلان الجهاد منوط بوليّ الامر ويجب العمل على توضيح احكام الجهاد حتى لا يُساء فهمه ولا بد ان يفرّق بين الجهاد الحق والافساد في الارض.
4. يؤكد المجتمعون على ان مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين حق مشروع.
5. ان مما يتألم له المشاركون في هذا اللقاء الاعتداءات الآثمة على المسلمين من المواطنين والمقيمين وغيرهم من المستأمنين ويقررون ان ذلك محاربة لله ورسوله وافساد في الارض وان الاسلام بريء من تلك الافعال الاجرامية.
6. يتقدم المشاركون بالشكر والتقدير وعظيم الامتنان الى الامير عبدالله بن عبدالعزيز على دعوته الى هذا اللقاء ورعايته له ويرغبون من رئيس اللقاء رفع برقية شكر وتقدير الى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني.
محاور لقاء جريدة اليوم:
تتناول جريدة (اليوم) الحوار الوطني وتناقش محاوره وتوصياته مع نخبة من المفكرين ورجال الأعمال في عدة مقالات خاصة. شارك في ندوة جريدة اليوم الأولى كل من:
سمو الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي بن عبد العزيز
الأستاذ محمد عبد الله الخازم، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالدمام
الأستاذ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، المدير التنفيذي لمركز الملك فهد لأورام الأطفال ومركز الأبحاث بالرياض
الأستاذ سلمان سلمان محمد حسن الجشي، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية
الأستاذة منيرة مانع القحطاني، ماجستير إدارة عامة
تقبل الاختلاف
اليوم ما قراءتكم لهدف عقد الحوار الوطني؟
محمد الخازم: بالنسبة لهدف الحوار النهائي فهو لم يوضح مفصلاً ومافهمناه ان اللقاء هدف للدراسة والمشاورة حول الأخطار التي تحدق بهذه الأمة وسبل تفعيل الوحدة الوطنية، وهذا مايجعلني أتجاوز مسمى الحوار الوطني وأقترح مسمى حوار الوحدة الوطنية، حيث هذا المسمى هو الأقرب لوصف ابرز ماتمخض عنه اللقاء من توصيات حيث أن التوصيات مثل تقبل التنوع الفكري وتقبل الاختلاف في حدود الشريعة الإسلامية والدعوة إلى حقوق الآخر ضمن الثوابت، هي توصيات تؤطر لمبدأ الوحدة الوطنية و تضع المقدمات، ولايجب تحميلها اكثر مما تحتمل، باعتبارها نهاية المطاف أو بجعلها نماذج لإصلاح إداري شامل، كما أشار البعض.
مشاعل بنت فيصل: إن الاستجابة الجماعية لأفراد المجتمع للمساهمة في الحوار الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأعزه هي استجابة تنم عن حاجة ملحة وأساسية تفرضها الأحوال السياسية والعالمية للتوصل إلى اتفاق وطني حول ثوابت الهوية السعودية الوطنية، ووضع حدود واضحة وصريحة لمساحات من الثوابت التي يتسع مداها لتحتوي على اتلاف تفسير مضامينها دون الاخلال بروحها. صالح آل الشيخ: لاشك أن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز حينما أطلق فكرة الحوار الوطني كان يهدف إلى مجموعة من الأهداف السامية من أهمها فتح باب المشاركة في القرار عن طريق الحوار الصحي أمام أصحاب العقول الناضجة و المتزنة لأن سموه يعي أن الحوار الوطني وسيلة حضارية الهدف منها الاستفادة من الرأي الآخر. كما أن سموه يريد أن ينقل هذه البلاد عبر بوابة الحوار العلمي المتزن إلى حرية التعبير عن الرأي بعقلانية تخلو من الاندفاع عبر الأوهام الفردية.و يهدف سموه و بذكاء الحاكم إلى تعميق الوحدة الوطنية بين جميع فئات الشعب بغض النظر عن التنوع الفكري أو المذهبي.
سلمان الجشي: ان الهدف هو بلورة أسلوب جديد لمواجهة المستقبل نؤكد من خلاله دخولنا مرحلة جديدة ونتلمس من خلاله طريقاً ومنهاجاً للحكم ولعلاقة الحاكم بالمواطن من جهة والمواطن مع أخيه المواطن من جهة أخرى.
مشاركة الفئات الوطنية
اليوم ما ردود فعلكم على التوصيات الصادرة عن الحوار؟
محمد الخازم: الحوار الوطني يعني لي النظر إلى الموضوع من منطلقين رئيسيين الأول مشاركة كافة الفئات الوطنية في ذلك الحوار والثاني تفعيل الحوار على كافة المستويات الوطنية وعدم حصره في جانب محدد، ومن هنا أعتذر عن انني لم أفهم من توصية إيجاد مجلس وطني للحوار التي أشار إليها بيان ( الحوار الوطني) سوى كونها توصية، رحب بها الكثيرون، فالموضوع لايحتمل دورة جديدة من العمل الإداري اليبروقراطي ولايحتاج إلى تكوين مجلس وصاية أعلى يدير دفة الحوار بقدر مايحتاج إلى الانتقال إلى الطور التنفيذي من العملية الإصلاحية، وفق خطة عمل ذات أهداف ومكونات و جدولة زمنية واضحة تأخذ في الاعتبار كما أشرنا المباديء التي كرستها المبادرات المختلفة خلال العامين الأخيرين. على سبيل المثال اتفقت أغلب البيانات على أهمية وضرورة تفعيل حرية التعبير و بالتالي فإن تكرار الحديث وإعادته في هذا المجال لايعني لنا جديداً مالم تبادر الجهات المعنية بالإعلام والثقافة والتعليم والبحث وغيرها من الجهات ذات العلاقة بوضع خطة عمل ذات آلية واضحة لتنفيذ هذه التوصية الهادفة إلى تحرير النظم المقيدة لحرية التعبير.. مثال آخر ماقيمة تكرار الحديث عن التطوير التربوي إذا لم تدعم الجهات التربوية لإحداث ذلك التطوير المطلوب....
حوار الوحدة الوطنية
اليوم صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز شجع المشاركين في كلمته على المباشرة والصراحة، موضحا أن الحاجة اصبحت ملحة لأن نفكر معاً في نهج أساليب جديدة. ما مرئياتكم عن الأساليب الجديدة الممكن اتباعها لتفعيل الاستمرار في عملية الاصلاح والمحافظة على الوحدة الوطنية؟
محمد الخازم: لقد أشار صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله وأكد قناعته بهذا المبدأ بتبنيه عقد (الحوار الوطني) وقبل ذلك استقباله واطلاعه على تفاصيل البيانات التي تبناها بعض ابناء الوطن المخلصين. مؤتمر (الحوار الوطني)، أو ما اقترحت تسميته حوار الوحدة الوطنية، أرسى المباديء الرئيسية ومهد الطريق لأية أساليب جديدة تتبع في المستقبل، لكن لنكن واقعيين، لم يقدم لنا نموذجا واضحا لتلك الاساليب ولم يقدم لنا تفاصيل خطة عمل واضحة للعمل المستقبلي، وبالتالي إذا كان لنا اقتراح أساليب جديدة، فإننا نقترح تحديد ثلاثة مسارات رئيسية يجب العمل على تطويرها وإعادة ترتيبها لنصل إلى ماننشده من تطور و إصلاح شامل، وهذه المسارات هي مايجب أن يكون مكونا للحوار الوطني الرئيسي المستقبلي، هذه المسارات الثلاثة هي المسار السياسي، المسار الإداري الاقتصادي، المسار الاجتماعي التربوي. ففي المسار السياسي هناك حاجة إلى إيجاد وسائل فعالة توفر قدرا أكبر من المشاركة الشعبية في صنع القرار سواء عن طريق تطوير اختيار أعضاء مجالس المناطق والشورى أو اي طريقة اخرى، يتفق عليها، و ذلك تأييداً لتوصية بيان (الحوار الوطني) بتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية... وفي المسار الإداري الاقتصادي، هناك قضايا ملحة تتطلب الإصلاح بما في ذلك قضايا الشفافية في الأداء الإداري وتفعيل أدوار الرقابة الإدارية والمالية والقضائية وتطوير الموارد الإقتصادية والعناية بالكوادر البشرية تعليماً وتأهيلاً وتوظيفاً..إلخ. في المسار التربوي الاجتماعي هناك حاجة إلى التطوير التعليمي التربوي ليتوافق مع متطلبات العصر واحتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية، وربط التربية بالمكونات الثقافية والاجتماعية الراهنة، كما أن هناك العناية بالعمل الاجتماعي على مختلف مستوياته وكذا العناية بمختلف فئاته كالإهتمام بالمرأة والأسرة والطفل والشباب والمسنين، عن طريق طرح البرامج التوظيفية والتثقيفية والترويحية والصحية المناسبة لها ...
صالح آل الشيخ: من أهم الأساليب الممكن اتباعها لتفعيل الاستمرار في عملية الإصلاح الإنصات ... الإنصات... الإنصات.بصدر رحب. احترام الرأي الآخر بإشعاره بحقه في حرية التعبير عن رأيه بشكل مطلق ما دام في حدود تبادل الاحترام و لم يتجاوز الآداب الحضارية للحوار. تدريب كل مسؤول له علاقة بالجمهور على الحوار و حسن الاستماع. إعطاء المواطن حريته في التعبير عن رأيه و إمكانية الحوار عبر الصحف أو عبر الوسائل الإعلامية الأخرى الرسمية دون إلزامه بإثبات شخصيته ما دام تعبيره عن رأيه في حدود الرأي و الحوار الأديب و المفيد. قبول النقد الهادف بغض النظر عن جرأته و العمل على إصلاح المنتقد دون تأخير. والبدء في تدريب أبنائنا في المدارس على علم الحوار و الأساليب الحديثة في التعبير عن الرأي بشكل حضاري.
مشاعل بنت فيصل: نحن السعوديين علينا أن نبدأ في تعلم أساليب الحوار العلمي الذي يضع نقاط ارتكاز لمواضيع الحوار ثم ينطلق لتناولها.
فمن الأهمية بمكان أن ينتهج المتحاورون أسلوباً متفقاً عليه تضبطه المنهجية العلمية والاحترام المتبادل الذي يركز على مناقشة الأفكار لا الأفراد. وآمل أن تبادر جهات مثل قسم التدريب في شركة أرامكو السعودية ومعهد الادارة العامة في إعطاء جميع الراغبين بالاشتراك في هذا الحوار دورات تدريبية في أساليب الحوار ومهارات الاصغاء ودعم قدرة السيطرة على الانفعالات ووسائل علاجها وهي دورات متعارف عليها وممارسة على نطاق واسع في برامج التدريب على ادارة الذات وتطويرها، وقد نعتبرها البطاقة الاساسية التي تهيئ صاحبها للدخول في الحوار الوطني حتى نضمن أقل قدر من الارتباك أو التجاذب الذي قد يخرج الحوار عن أهدافه الأساسية.
تهيئة التغيير
اليوم ما أهمية ارتباط تحقيق الأمن بالمشاركة الشعبية وكيف نفعل الاستمرار في عملية الاصلاح بكافة جوانبه وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية لتعزيز الوحدة الوطنية وتعميق مشاعر الانتماء؟
مشاعل بنت فيصل: مجال الحوار مفتوح للجميع بدون استثناء لإبداء آرائهم ومناقشة الآخرين. وهذا قد يكون مصدر خوف لبعض الفئات من أن تخف قدرتها على السيطرة أو تهتز صورتها من خلال الهالة التي وضعتها حولها فتضع هذه الفئات العراقيل أمام الحوار الوطني وتحاول إفشاله بأساليب وطرق متعددة. إذ تسليط الضوء ومناقشة ما قد يعترض الحوار من إشكاليات ثم تحديد أساليب مواجهتها وتوضيح المنهجية التي سيتبعها سير الحوار هو الأولى بهذه المرحلة أن يعطى الأهمية والتركيز.
فالقيم الانسانية التي ستعزز وتنبثق من فتح قنوات الحوار ستشكل تغييراً واضحاً في سمات المجتمع السعودي فلا بد من استغلال جميع وسائل الاعلام لنقل هذه الحوارات للناس جميعاً حتى تبدأ عملية التهيئة الذهنية الجمعية للتغيير حيث سيعمل ذلك على أن يتعرف المجتمع السعودي بجميع طوائفه على القواسم المشتركة والاختلافات الممكنة ضمن وطن واحد وهوية واحدة.
صالح آل الشيخ: شعور الإنسان بانتمائه إلى بيته شيء طبيعي لأنه كل شيء في حياته فهو صاحب القرار فيه أو على الأقل هو مشارك فيه لذلك يعتبر أمن بيته جزءا أساسيا من الأمان الذي يشعر به داخل ذلك البيت و الشعور بالانتماء لا يأتي إلا بالشعور بالمكانة المهمة داخل المنزل المطلوب الانتماء إليه و الذي هو الوطن ، و المشاركة في الحوار و حرية التعبير هي جزء مهم من المشاركة في القرار ودافع أساسي للانتماء و متى ما عدمت عدم الانتماء.
هذا النمط في العلاقة الاجتماعية لم يعد قادرا على مواجهة تحديات العصر ، بل يمكن القول دون تردد ، ان التمسك به ، يحوله - تدريجيا - الى مولد للتوتر في العلاقات الاجتماعية ، وهذا امر يدرس على نطاق واسع كمظهر لصراع الاجيال تارة وكانعكاس للحراك الطبقي/العمراني تارة اخرى.
اظن انه لا يوجد علاج كامل لهذه المشكلة ، ذلك انها من نوع المشاكل المتحركة ، التي تتغير طبيعتها وموقعها من الشبكة الاجتماعية بصورة شبه دائمة، ولهذا فان جميع الحلول تقريبا هي معالجات موضعية تنفع في تحجيم الظاهرة دون استئصالها.
قد يكون العلاج الاكثر فعالية - وان لم يكن جذريا هو تعزيز حالة الرضا النفسي بين المعنيين بالمشكلة ، وتشير التجارب المعاصرة في العالم ومن بينها بلادنا الى ثلاث وسائل لتعزيز الرضا، اولها ضخ المزيد من الرساميل في السوق كوسيلة لتقليص البؤر التي يتغذى عليها التوتر النفسي للافراد ، على الاقل تلك البؤر التي لها علاقة مباشرة بالمعيشة . التجربة المباشرة هنا والتي يعرفها الجميع ان زيادة الاستثمار تقلص البطالة ، وتحسن المداخيل ، وتشغل الناس الى حد ما عن التفكير في المشكلات التي يعجزون عن حلها . وفي المقابل فان تقلص الاستثمار يؤدي الى ضغوط معيشية ، تغذي بدورها التوترات الناتجة عن الحراك الاجتماعي المشار اليه.
اما الوسيلة الثانية لتعزيز الرضا فهي اطلاق الحريات الاجتماعية ، اي ازالة القيود التي تشعر الفرد بانه عاجز عن فعل ما يريد فيما يتعلق بنمط حياته او لباسه او علاقته مع الغير . رغم ان هذه وسيلة في غاية التأثير، الا انها تولد مشكلات اخرى ابرزها انهيار نظام القيم الذي يعطي للمجتمع هويته الخاصة . ولهذا فان استعمال هذه الوسيلة قد يكون اسهل في المدن الكبرى التي يعرف الفرد فيها بهويته المكتسبة وليس الموروثة.
الوسيلة الثالثة والاخيرة هي استيعاب التوتر النفسي الفردي بتفريغه في القضايا العامة . بديهي ان المنشأ الاساس للتوترات الاجتماعية هو قصور الهياكل الاجتماعية عن استيعاب التطلعات او الهموم الجديدة للافراد، وهذا بدوره نتاج حتمي للتطور ، وعليه فان جوهر هذا العلاج هو اعادة المشكلة الى اطارها الصحيح ومعالجتها بالوسائل التي تناسبه، اي توسيع الهياكل الاجتماعية لاستيعاب التطلعات الجديدة.
نظريا، تبدو المسألة في غاية السهولة ، لكنها في المستوى العملي شديدة التعقيد لانها تتضمن احلال قوى اجتماعية محل اخرى ، وبالتالي فاننا بصدد مستوى آخر من الصراع بين القوى الاجتماعية السائدة (اي صاحبة المصلحة من الاستمرار) وتلك الجديدة (اي صاحبة المصلحة في التغيير) القادمة لتحل محل الاولى او تشاركها في هذا المحل، وهذا هو جوهر الجدل المزمن بين الحداثة والتقليد.
مشاركة الجميع
اليوم ما أهمية تضمن التوصيات لمصطلح (التنوع) لا سيما وأن الحوار الوطنى أكد أن الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار وتوجيهه الوجهة السليمة التي تخدم أهداف المملكة وثوابتها وقيمها الشرعية؟
سلمان الجشي: ان التنوع طبيعة كونية ترتبط بقناعات الانسان وسلوكه ونستشهد في ذلك بقوله تعالى (ولوشاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء) (سورة النحل 93). ومن خلال اقرارنا بالتنوع كأساس ننطلق منه للحوار والدعوة اتقبل وجهة النظر الأخرى للوصول لقناعات نستند عليها للنهوض بوطننا مستمدين أساسها من شرعنا الحنيف لكل ما يحقق صالح الوطن.
مشاعل بنت فيصل: التنوع الاجتماعي في المملكة وما يتبعه من اختلاف في أساليب التواصل الانساني الذي قد يطغى عليه الإنصات السلبي والتنفيذ بدون مناقشة أو محاولة للفهم قد يشكل عائقاً في الاستفادة من فتح الحوار الوطني.
اليوم كيف نحدد أهمية تفاعل أساتذة الجامعات وأئمة المساجد ووسائل الإعلام في تهيئة الجيل للمستقبل بما يتناسب مع العناية والتفكير في قضية الخطاب الاسلامي الداخلي والخارجي وما يؤكد تمسك المملكة بعقيدتها الاسلامية ووحدتها الوطنية في اطار من الوسطية والاعتدال؟
سلمان الجشي: لا أرى أن نختصر التفاعل على أساتذة الجامعات وأئمة المساجد ووسائل الاعلام في تهيئة جيل المستقبل بل يجب مشاركة الجميع من حاكم..وعالم دين..ورجال فكر..ومواطنين بكل أطيافهم وفئاتهم ومستوياتهم في الحوار ضمن أطر معينة ليتواصلوا لقناعة راسخة بالوحدة الوطنية المبنية على روح الاحترام والتسامح والعطاء التي أوصانا بها ديننا الحنيف.
اليوم أوصى الحوار الوطني بالعمل على معالجة القضايا والمشكلات والمظالم والممارسات والتقاليد المخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية التي تواجه المرأة في العصر الحاضر. كيف نفعل أهمية دور المرأة بالمجتمع بحيث تشارك بفعالية وتمارس دورها في التطور؟
منيرة القحطاني: هناك مبدأ جوهري وأساسي يغفله صانعو القرار عند وضعهم القرارات والأنظمة الإنسانية وخاصة ما يتعلق منها بالمرأة، فهي لا تتم عن دراسة وافيه آخذة في الاعتبار الحقوق الإنسانية للمرأة والرجل على حد سواء، بل هي حلول مؤقتة وسطحية وضعت بغرض درء المشاكل دون دراسة أو وعي لما
تنطوي عليه من تجاوزات لحقوق الآخرين. وأهمها مبدأ الاختيار: وبما أن العقاب هو عملية تعتمد على الاختيار والنية والتصرف، فان حرمان المرء من حق الاختيار يلغي ما يليه من عقاب. ولقد بني ديننا على ترك الحرية للمرء لاختيار ممارساته ومعتنقاته، وأمر بتوجيه النصح له، مع ترك أمر العقاب والثواب لله وحده، إلا فيما خص الحقوق العامة والخاصة كسرقة الأموال مثلا وما يلحقها من إهدار في الحقوق العامة أو الخاصة وكل ما يتعلق بالاعتداء على حرمات الآخرين وغيرها.
مشاعل بنت فيصل: في خضم الحوار الذي نأمل أن يكون في كل مدينة ومحافظة عبر المجالس للأحياء وللمناطق ستكون قضية المرأة هي أم القضايا والبدء من تعريفها ككائن بشري ذي أهلية إنسانية أوجب عليها حقوقا وواجبات كالرجل تماماً. فإذا اعترف بذلك اعترافاً صحيحاً واضحاً يمكن هدم الفجوة التي اتسعت بين المرأة المسلمة في الكتاب والسنة المؤكدة والمرأة ضمن التقاليد والأعراف الاجتماعية. وعندها سيكون قرار كل انسان لنفسه دون أن يفرضه على الآخرين بالقوة والجبر فيما يلزمه كأسلوب حياة وتوضع النقاط على الحروف واضحة كالشمس بين ماهو حدود إسلامية دينية أو تقاليد وعادات. فنوفر طاقتنا من تتبع التفاصيل الصغيرة التي تستهلك وتهلك مقدرات المجتمع وتقف حائلاً دون وصوله للأهداف المرجوة من تطبيق خطط التنمية المتتابعة. والمرأة هي جزء أساسي من الحوار الوطني الذي إذا كانت حقيقة نوايانا أن تكون ثوابتنا اسلامية أصيلة فإن ذلك سيشكل عاملاً اساسياً في إنهاء الجدل والشد والجذب بين الفئات المختلفة الساعية للسيطرة والتحكم وتوجيه الطاقات لخدمة القضية الأساسية وهي تشكيل الوعي الوطني السعودي الذي سيضمن العدل والمساواة لأبناء الوطن ومتابعة الانجازات في تحقيق مصلحة المواطن من خلال تفعيل المشاركة باتخاذ القرار والمساءلة لما يختص بتحقيق حياة آمنة ومستقرة لأجيال المستقبل.. أبنائنا.
صالح آل الشيخ: الإسلام حفظ حقوق المرأة المسلمة و بين حدود و مستوى مشاركتها في المجتمعات الإسلامية و بشكل واضح بين ليس فيه مجال للشك ولكن الرجل الشرقي المسلم عطله بشكل تام مفسراً تفسيراً خاطئا قول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء). الآية حجة يسيطر بها على المرأة. لذلك يجب ترك شؤون مشاركة المرأة بيدها في كل ما هو حق من حقوقها تقره و تضمنه لها الشريعة السمحة.
سلمان الجشي: بداية يجب أن نفرق بين ما هو حكم شرعي وما هو عادة مجتمعية في كل ما يخص المرأة ومعاملاتها. ومنه ننطلق لاعطاء المرأة كافة حقوقها واضعين في الاعتبار انها تكون أكثر من نصف المجتمع وبما لا يخالف الشرع الحنيف.
اليوم ما أهمية حرية التعبير كما تضمنها الحوار الوطني واهمية الحوار كونه وسيلة للتعبير عن الرأي واسلوباً للحياة وتأطيره لتحقيق التعايش من خلال منهجية شاملة تلتزم بالاصول والضوابط الشرعية داخل مضمار الحوار العلمي الموضوعي الهادئ؟
محمد الخازم: من ضمن توصيات (الحوار الوطني) ضمان حرية التعبير عما يراه المسلم حقاً وفق الضوابط الشرعية المعتبرة بما لايتعارض مع محاسبة من يمس الثوابت الشرعية... من منطلق هذه التوصية أرحب بتحقيق جريدة (اليوم) متأملاً أن يكون هذا المضمون هو المبدأ الذي نسير عليه، بما في ذلك أو في مقدمة ذلك الحديث حول الحوار الوطني ذاته والتوجه الإصلاحي الذي يجب ان يتجاوز الديباجات الترحيبية الإنشائية، إلى نقد الهدف و المحتوى والمضمون والتطلعات، بالتأكيد دون مصادرة أو تحريف لآراء الآخرين.
اليوم كلمة أخيرة...
محمد الخازم: بقدر ما أؤكد سعادتي بالتوجه نحو الحوار ومناقشة سبل التطوير والإصلاح، فإنني أتمنى أن لا نظل نراوح في مكاننا حول مباديء الحوار على حساب التنفيذ العملي لتوصيات الحوار، حيث الزمن له قيمته وأهميته في سرعة تطوير الأفكار والمباديء إلى خطط عمل منهجية تراعي التطورات المحلية والإقليمية والعالمية بكافة ابعادها. حفظ الله بلادنا ووقاها وأهلها من كل الشرور.
سلمان الجشي: أول الغيث قطرة كما يقال ولكن دعوة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله لم تكن قطرة بل كانت سيلا من الغيث ينتظره بتلهف كل ابناء الوطن لتلمسه لكل ما يدور في فكر المواطنين بكافة فئاتهم وأطيافهم ومذاهبهم آخذاً بالاعتبار الظروف الراهنة التي يمر بها وطننا. إن الخطاب الرسمي لسمو ولي العهد وتوصيات المؤتمر احتوت على أفكار أقل ما يقال عنها أنها جريئة وصريحة وضمن لغة لم نسمعها منذ قيام الدولة السعودية الأولى. إن اقتصار الحوار على رجال الدين الأفاضل خطوة أتمنى أن نرى خطواته المتلاحقة عبر اشتراك الجميع. إن الأحداث الأخيرة التي مر بها وطننا توجب علينا استغلاله كطريق نحاول من خلاله تغيير افكار الشباب ليكون فكراً مبنيا على روح التسامح بين الناس واضعين في الاعتبار أن الوطن للجميع ومسترشدين بقوله تعالى ((الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير)) صدق الله العظيم. أتمنى أن يكون الحوار خطوة في اطار استراتيجية عامة تتبناها الدولة ومتطلعاً لأن يستثمر الإعلام بكافة وسائله هذا الحوار لتقديم رسائل يومية تؤكد للصغير قبل الكبير، للمواطن قبل الحاكم فحوى توصيات مؤتمر الحوار الوطني مؤكدين على أن الوطن للجميع. حفظ الله وطننا من كل مكروه.
الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مستقبلا المشاركين في ندوة الحوار الوطني
احد المشاركين في الحوار يسلم على سمو ولي العهد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.