أينما جال المرء في لبنان هذه الأيام يرى سياحاً خليجيين او مصطافين كما يسميهم أهالي قرى الاصطياف. فهم يجولون في الأسواق ويرتادون المقاهي والمطاعم خصوصاً في مناطق الاصطياف كعاليه وبحمدون، ويجوبون الشوارع بسياراتهم التي جاء كثر بها. وعلمت "الحياة" من مهتمين في الشأن السياحي ان نسبة السياح العرب والخليجيين خلال فصل الصيف الحالي كانت جيدة جداً وكادت أعداد السياح تشارف المليون. وكشف هؤلاء، بحسب إحصاءات لم توزع رسمياً بعد، ان عدد الذين دخلوا عبر مطار بيروت وحده من دون المعابر الحدودية براً وبحراً، تجاوز نصف المليون زائر. والأرقام التي سجلت في المطار كانت على النحو الآتي: في حزيران يونيو 157 ألفاً، وفي تموز يوليو 207 آلاف، وفي آب اغسطس 164 ألفاً، وكذلك سجلت آلاف الرحلات الجوية. وقال رئيس بلدية بحمدون المحطة أسطه أبو رجيلي ل"الحياة" ان شهر آب هذا العام كان أفضل من العام السابق، مشيراً الى ان نسبة السياح المصطافين السعوديين والإماراتيين كانت لافتة في ارتفاعها هذا العام، موضحاً ان الكويتيين تأخروا في المجيء هذا العام. وأكد ان كثراً من المصطافين العرب جاؤوا براً بسياراتهم. وتحدث أبو رجيلي عن حرص وزارة السياحة على تأمين راحة المصطافين، مؤكداً انها على اتصال يومي لمعرفة أوضاعهم وتأمين راحتهم وسد الثغرات. وهذا ما أكده إقدام وزارة السياحة على إقفال مؤسسة سياحية في وسط بيروت التجاري وختم أبوابها بالشمع الأحمر "بناء على طلب سائح خليجي"، بحسب ما أعلنت المديرة العامة للوزارة ندى السردوك. وقالت السردوك: "إن الوزارة في اطار متابعتها للعمل الرقابي على المؤسسات السياحية كافة، وحفاظاً على حسن استضافة السياح والإخوة العرب المصطافين الذين توافدوا الى الربوع اللبنانية هذه السنة بأعداد كبيرة مما شكل موسم اصطياف مزدهراً، أصدرت الوزارة بناء على شكوى تقدم بها احد السياح الخليجيين قراراً أقفلت بموجبه احدى المؤسسات السياحية الكائنة في منطقة بيروت - الوسط التجاري - بناية المركزية، وختمتها بالشمع الأحمر لقيامها بالتلاعب بالأسعار والفواتير الصادرة عنها وتسعير الأصناف لديها في شكل خيالي واستغلال السياح وإساءة التصرف معهم في شكل يسيء الى وجه لبنان السياحي". وأضافت تقول: "إن وزارة السياحة إذ تثمن عالياً دور المؤسسات السياحية اللبنانية الرائدة التي تسعى مشكورة إلى تفعيل حركة السياحة المستدامة في لبنان، تتمنى على هذه المؤسسات الالتزام بشروط الاستثمار السياحي وعدم التلاعب بالأسعار والتعاون مع الوزارة في هذا الإطار بهدف إنجاح المواسم السياحية". وعلى رغم ذلك، فإن أبو رجيلي الذي يمضي الموسم بين السياح لمتابعة احتياجاتهم يرى ان الاستعداد اللبناني للسياحة غير كاف، مطالباً بالاستعداد على غير صعيد وتأمين كل المستلزمات حتى يصبح في إمكان كل المناطق استقبال ملايين السياح. وقال: "يجب ان يلحق القطاع العام بالقطاع الخاص أو ان يكون أسبق منه، خصوصاً ان في لبنان كثيراً من الخريجين الجامعيين في تخصصات السياحة والعلاقات العامة تجب الإفادة منهم، وكذلك يجب ان نجري تدريباً للمرشدين السياحيين وسائقي الأجرة وغير ذلك". وفي سبيل تطوير العمل السياحي، رعى وزير السياحة علي عبدالله والسفير الاميركي في لبنان فنسنت باتل أخيراً تخريج خمسين متدرباً في برنامج "حسن الاستقبال والضيافة ومعاملة السياح" نظمته الوكالة الاميركية للتنمية ومؤسسة "اس آر آي إنترناشيونال". وكان 140 شاباً من مناطق الشوف والمتن وطرابلس وصور ودوما وحردين خضعوا لامتحان عسير، فاز فيه منهم الخمسون الذين نالوا شهادات من "المؤسسة الأميركية للتدريب الفندقي". وهذا البرنامج يندرج في إطار برنامج "توسيع الفرص الاقتصادية في لبنان" الذي خصصت له "الوكالة الأميركية للتنمية" 7 ملايين و400 ألف دولار من العام 2002 الى العام 2005 من أجل توفير تدريب سياحي بمواصفات عالمية في خمسة تجمعات تشهد نمواً سياحياً في كل لبنان هي: الشوف وتنورين وصور وطرابلس والمتن الأوسط. وكذلك ستنظم دورة لصغار المستثمرين خلال أيلول سبتمبر الجاري وتشرين الأول اكتوبر المقبل اذ سيدرب 45 شخصاً في الهرمل وبعلبك وزحلة.