يشهد لبنان هذا العام موسما سياحيا لافتا خاصة في قرى الاصطياف في الجبل حيث المناخ الجميل والمعتدل الذي يسعى اليه السياح في فصل الصيف. وتحول ليل لبنان الى نهار ليس في العاصمة فقط بل في كافة المناطق من الجنوب الى الشمال مرورا بالجبل حيث تكثر حركة السواح ليلا اذ يقوم بعضهم بارتياد المطاعم والمقاهي والبعض الاخر المحال التجارية التي تفتح ابوابها لساعة متاخرة. ونجحت الحكومة اللبنانية الى حد كبير في استثمار السياحة وسعيها من اجل اعادة النشاط السياحي السابق للبنان قبل الحرب من خلال البنى التحتية الحديثة التي وضعتها وشبكة الاتصالات والمواصلات اضافة الى العروض والتسهيلات التي تقدمها شركات الطيران ومكاتب السفريات0 ويساهم نجاح الحركة السياحية في لبنان مساهمة كبيرة في دعم الاقتصاد الذي يعاني من ركود وعجز كبيرين نتيجة الديون المترتبة على لبنان داخليا وخارجيا والبالغة اكثر من 30 مليار دولار. وتنتعش حركة الفنادق خلال هذا الموسم حيث لا يوجد في فنادق بيروت اي غرفة خالية في هذه الفترة كما يزدهر عمل المطاعم والمقاهي المنتشرة بكثرة في كافة المناطق اضافة الى مكاتب تأجير السيارات والشقق المفروشة وبيع العقارات خاصة في الجبل. وتودي هذه الحركة الاقتصادية مجتمعة دورا في خلق فرص عمل كثيرة امام الشباب اللبناني وتساهم في مد السوق المالي اللبناني بكمية كبيرة من العملات الاجنبية تتوزع على كافة شرائحه الاجتماعية ما يجعل السائح سعيدا بما يحصل عليه من خدمات ذات مستوى عالي وفي نفس الوقت اللبناني سعيدا كلما ازداد عدد السائحين. وتشير الاحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة اللبنانية ان عدد السياح والمصطافين في شهر يوليو الماضي تجاوز 170 الف شخص اي بزيادة 10 في المائة عن العام الماضي وان العدد الاجمالي بلغ حتى نهاية الشهر نفسه ما يقارب 530 الف شخصا من دون احصاء المتحدرين من اصل لبناني والسوريين والفلسطينيين. واعرب وزير السياحة اللبناني علي عبدالله عن امنيته بان تصبح موازنة وزارة السياحة اكبر مما هي عليه الآن حتى تتمكن الوزارة من زيادة نشاطاتها وعدد العاملين فيها لاسيما في مجال الضابطة السياحية والتي من مهامها متابعة شكاوى السائحين. واضاف عبدالله ان الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان والذي يعرفه الجميع ونسبة العجز العالية في الموازنة تحول دون ذلك. واكد ان الوزارة تقوم بواجبها كاملا لجهة تامين حاجات السواح ومتابعة متطلباتهم وملاحقة الشكاوى المقدمة من قبلهم ضد المخالفين لاسيما اذا تعرض احدهم لابتزاز او سرقة او غلاء الاسعار في المطاعم وغيرها. وقال عبد الله ان اي مرفق سياحي يثبت عليه ارتكابه لاي مخالفة يمكن ان تسيء الى سمعة البلد وحركته السياحية تقوم الضابطة السياحية بتحرير ضبط (عقوبة) بحقه ويتم انذاره بسحب رخصة العمل منه. اما بالنسبة الى السياح الكويتيين قال الوزير اللبناني ان المواطن الكويتي هو بالنسبة لنا بمثابة المواطن اللبناني من ناحية الحقوق ونتعاون معه لحل اي مشكلة يمكن ان تواجهه خلال تواجده في لبنان. واشار الى التنسيق الدائم والمستمر مع سفير دولة الكويت الى لبنان علي سليمان السعيد من اجل متابعة اوضاع المواطنين الكويتيين في مختلف المجالات. من ناحيته اعتبر رئيس بلدية بحمدون اسطا ابو رجيلي ان هذا الموسم السياحي هو من اهم المواسم التي مرت على لبنان. وقال ان الكويتيين الموجودين هنا واكثرهم يملكون منازل خاصة هم بين اهلهم واصبحوا من اهل الدار والدليل ان بعضهم ارسلوا عائلاتهم وحدها لقضاء اجازة الصيف هنا. وتابع ان علاقتنا بالكويتيين بدأناها في بحمدون منذ 60 سنة ومحبتنا لهم مستمرة ولا داعي لان نجددها بالكلام فنحن نتطلع الى المستقبل بعد ان اصبحنا شركاء في هذه البلدة. وتكثر في لبنان خلال فصل الصيف المهرجانات الفنية والنشاطات الترفيهية التي تساهم بدورها في عملية الجذب السياحي لاسيما منها مهرجانات بيت الدين وبعلبك الدولية الشهيرة التي تستضيف كبار الفنانين العالميين واشهر نجوم العرب. واذا كانت آراء السياح تجتمع على ابداء رضاها وسعادتها للخدمات السياحية وللمميزات التي يتمتع بها لبنان واللبناني الا انهم يطالبون السلطات اللبنانية بتشديد رقابتها على الاسعار في المرافق السياحية منعا لاستغلال السياح الذين لا يبخلون بصرف اموالهم في بلد يحبونه.