اتخذت أزمة انتحار العالم البريطاني الدكتور ديفيد كيلي بعداً مثيراً أمس بعد مزاعم عن صداقة ربطته ب "جاسوسة" أميركية عملت معه كمفتشة للأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، ونشرت الصحف أول صور لها. واوضحت صحيفة "ذي ميل أون صنداي" البريطانية في موضوعها الرئيسي أن هذه السيدة، التي تدعي ماي بيدرسون، تعتبر من بين الجواسيس المحنكين العاملين في الاستخبارات العسكرية الأميركية. وأشارت إلى أن السيدة بيدرسون 43 عاماً تعتبر المسؤولة عن اعتناق الدكتور كيلي للمذهب البهائي، وينتظر أن يتم استدعاء هذه "الجاسوسة"، كما وصفتها الصحيفة، للادلاء بشهادتها أمام لجنة التحقيق القضائي برئاسة اللورد هاتون في ملابسات انتحار الدكتور كيلي الذي كان مصدر تقرير "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي عن مبالغات حكومة توني بلير في حجم أسلحة الدمار العراقي لتبرير الحرب. ونشرت الصحيفة صورة للسيدة "الغامضة"، وكشفت أن المحققين البريطانيين استجوبوها بشأن ملابسات وفاة الدكتور كيلي ومدى علاقتها به. ويُعتقد إن شهادة هذه المرأة قد تلقي أضواء جديدة على مأساة خبير الاسلحة وعلاقته ب"الاستخبارات الدولية". وذكرت الصحيفة أن السيدة ماي "اختبأت" على ما يبدو، بينما يرفض مسؤولون أميركيون الكشف عن علاقتها بكيلي أو تحديد المكان الذي اختفت فيه. وكانت بيدرسون عملت أخيراً في قاعدة أميركية جوية في آلاباما، وأكد الأميركيون أن السلطات البريطانية استجوبتها. وكانت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية كشفت الأسبوع الماضي عن اسم هذه السيدة الغامضة، بينما أوضحت السيدة جانيس، أرملة الدكتور كيلي، ان بيدرسون كانت قد أصبحت صديقة للعائلة. وفي الوقت نفسه، قال ناطق باسم "البنتاغون": "يمكنني أن أقول لكم بشكل قاطع اننا لا نخفي هذه السيدة… اننا لا نخفي الناس". ولم تتطرق الصحيفة بالتفصيل إلى علاقة هذه المرأة بالدكتور كيلي الذي كان يكبرها بستة عشر عاماً. من جهة أخرى، شنت الوزيرة السابقة في حكومة بلير السيدة كلير شورت هجوماً لاذعاً جديداً على رئيس الوزراء البريطاني، واتهمته ب"اساءة استغلال السلطة"، ما أدى إلى انتحار الدكتور كيلي. ونشرت صحيفة "الصنداي تلغراف"، وصحف عدة أخرى من بينها "ذي اندبندنت اون صنداي"، تصريحات جديدة لشورت قالت فيها إن بلير ساعد على أن تصبح حياة كيلي بمثابة "الجحيم". وكانت شورت استقالت من منصبها كوزيرة للتنمية الدولية، احتجاجاً على نتائج الحرب في العراق. واتهمت بلير أمس أيضاً بانتهاك "القواعد السليمة المرسومة". وأضافت ان أزمة كيلي كشفت عن وجود "مرض أدى إلى تقويض استقامة حكومة بلير وهيبتها". أما صحيفة "الصنداي تايمز" فقالت إن معالجة الحكومة لمعلومات استخباراتية حساسة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية كانت تتسم ب"التشوش والفوضى"، وذلك وفقاً لتقرير تعده لجنة برلمانية رفيعة إلى بلير. وأعدت هذا التقرير "لجنة الاستخبارات والأمن" في مجلس العموم البريطاني لتقديمه إلى بلير عن كيفية جمع معلومات الاستخبارات قبيل نشوب الحرب في العراق. واستخلصت اللجنة أن المسؤولين الحكوميين وقعوا في ما يمكن وصفه ب"سلسلة من التخبط حول التقديرات الخاصة بأسلحة الدمار العراقية، وذلك بعد أن تضمن تقرير الحكومة في أيلول سبتمبر الماضي عن هذه الأسلحة، المزاعم بأن العراق يستطيع تجهيز اسلحته للاستخدام بعد 45 دقيقة من صدور الأوامر". وينتظر نشر نتائج هذا التحقيق البرلماني خلال الأسبوع الجاري. ويتوقع أن يتضمن نقداً مباشراً لرئيس اللجنة المشتركة للاستخبارات جون سكارليت الذي كان مسؤولاً عن إعداد هذا الملف في أيلول الماضي.