اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة ترغب في الحصول على ايضاحات من اسرائيل بعد ان طرح وزير الدفاع شاوول موفاز اول من امس فكرة ابعاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وقال مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته: "قبل ان نرد، من الضروري ان نتعرف الى الاطار"، موضحا ان واشنطن تريد ان تعرف ما اذا كان موفاز يتحدث بصفة شخصية او ما اذا كانت تصريحاته تعكس آراء حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون. من جهته، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان واشنطن اطلعت على تصريحات موفاز لكنه امتنع عن التعليق عليها. واوضح "ان موقفنا من عرفات لم يتغير. نعتقد انه جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل" عبر اتفاق سلام مع اسرائيل. وردا على الاسئلة التي انهمرت عليه خلال ندوته الصحافية لمعرفة ما اذا كانت الولاياتالمتحدة توافق على ابعاد الزعيم الفلسطيني، اكتفى الناطق بالتذكير بأن المرة الاخيرة التي لوحت فيها اسرائيل بهذا التهديد، لم تحصل على موافقة واشنطن. وقال: "لا اعرف متى كانت المرة الاخيرة، لكن موقفنا كان ان اسرائيل سلكت الاتجاه الصحيح" من خلال امتناعها عن تطبيق هذه الفكرة. واقترح موفاز من جديد الثلثاء فكرة ابعاد عرفات مؤكدا ان هذه المسألة ستبحث "خلال فترة قصيرة وربما قبل نهاية العام" الجاري. وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "عرفات يشكل عقبة كبيرة امام رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس واي عملية سياسية". واضاف: "ارتكبنا خطأ تاريخيا بعدم ابعاده منذ عامين لكننا سنعالج هذا الملف خلال فترة قصيرة وعلى الارجح قبل نهاية العام الجاري". وفيما تحدثت أنباء صحافية عن توضيحات طلبتها الادارة الاميركية من اسرائيل في اعقاب تهديد وزير دفاعها بإبعاد الرئيس عرفات عن وطنه ووجوب البت في ذلك حتى أواخر العام الجاري، ما عكس للوهلة الأولى "قلقاً اميركياً"، أوردت صحيفة "معاريف" ان واشنطن لم تعد تنفي احتمال ان تمنح حليفتها ضوءاً أخضر لتنفيذ مخططها وترحيل الرئيس عرفات "إذا ما استمر اشتعال النيران في المناطق الفلسطينية". واضافت ان جهات أوروبية حملت للرئيس عرفات رسالة تحذيرية مماثلة تقول: "انه في حال سقط محمود عباس أبو مازن فإن مصيراً مماثلاً ينتظر عرفات". وقالت الصحيفة ان اسرائيل "باتت تدرك ان طرد عرفات لم يعد مسألة غير معقولة". أما اذاعة الجيش الاسرائيلي فاعتبرت تهديدات موفاز رسالة قاطعة في وضوحها لعرفات تقول ان اسرائيل تساند "أبو مازن" بكل قوة. فايسغلاس في واشنطن الى ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان المدير العام لمكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية دون فايسغلاس غادر سراً الى واشنطن تلبية لدعوة من مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس "لدرس سبل انقاذ العملية السياسية مع الفلسطينيين"، حيال رغبة واشنطن في ايجاد معادلة لاستئناف وقف النار وعودة الطرفين الى طاولة المفاوضات، واضافت ان فايسغلاس سيبلغ مضيفيه ان اسرائيل لن تكف عن سياسة اغتيال الناشطين في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وزادت انه عشية سفر فايسغلاس اجرى موفاز وقادة الجيش مشاورات تناولت سيناريوهات مختلفة لتطور الأحداث في المناطق الفلسطينية، ومنها احتمال طرد الرئيس الفلسطيني في حال وقوع عملية استشهادية توقع عدداً كبيراً من القتلى الاسرائيليين أو اذا اتضح انه يحول دون تمكين "أبو مازن" من مواجهة "منظمات الرفض الفلسطينية".