بعد عامين وحربين على هجمات 11 ايلول سبتمبر يبدو ان صورة جورج بوش كزعيم لا يقهر قد شحبت وبات التحدي الذي يواجهه الآن هو ان لا يطغى الربط بين رئاسته ومقتل جنود اميركيين في العراق على تعهده بالقضاء على الارهاب الذي قطعه فوق ركام مركز التجارة العالمي في نيويورك. كانت هجمات سبتمبر الانتحارية نقطة حاسمة بالنسبة لبوش. ومحت صورته مع رئيس الاركان بين اطلال مركز التجارة العالمي وسط دخان التفجيرات حيث سقط أكثر من 3000 قتيل شكوكاً حول قدراته في قيادة امة لا تزال منقسمة حول قضية انتخابه في عام 2000. وبنسبة تأييد شعبي بلغت 80 في المئة ومخاوف الديموقراطيين من تحديه في ما يتعلق بالامن الداخلي بدا بوش فوق أي هزيمة. ولكن تلك الايام ولت وانخفضت نسبة شعبيتة. على ورغم حملات الاعتقال الكبرى في "الحرب على الارهاب" فإنها لم تطل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وصدام حسين رئيس العراق المخلوع، وقد يكونان خلف الهجمات الحالية على الاميركيين. وحذر السناتور الديموقراطي جون كيري الذي يأمل في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة والجندي القديم في حرب فيتنام من أن العراق قد يصبح "مستنقعاً هائلاً". ولاحظ وليام ناش من مجلس العلاقات الخارجية والجنرال السابق ان الاميركيين تلقوا تأكيدات بأن الامر لن يكون بمثل هذه الصعوبة. ويقول خبراء في استطلاع الرأي ان الخسائر الاميركية بعد الحرب في افغانستانوالعراق بدأت تنخر وضع بوش الذي لم تعد العقبة الرئيسية في اعادة انتخابه في 2004 شكوك الاميركيين حول قدرته على ادارة الاقتصاد. ويعترف مقربون من البيت الابيض ان العراق قد يشكل مشكلة سياسية ولكنهم يقولون ان الاميركيين لن ينسوا قيادة بوش بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر. وقال سكوت ريد الاستشاري السياسي الجمهوري "واضح ان انباء الشهور القليلة الاخيرة سببت بعض التراجع في ادارة بوش... ولكن يلزم الجميع ان يتذكروا اسبوع ما بعد 11 سبتمبر والخسائر الفادحة في الارواح والارامل والايتام". واعتبر باتريك باشام من معهد كيتو انه "لا يزال من السابق لاوانه جدا الاعلان بأنه بوش يواجه متاعب… انه يتمتع بشعبية كبيرة بين الجمهوريين ويحظى بأفضل شبكة شاهدناها لجمع التبرعات اكثر من اي مرشح رئاسي سابق". ويقول محللون ان بوش يستطيع تشكيل ائتلاف دولي في العراق… فقد بدأ في الوصول الى حلفاء اوروبيين كانوا ممتنعين عن المشاركة وينوي اعادة تخطيط العمليات في افغانستان. وقالت سوزان رايس من معهد بروكينغز في واشنطن "سجل الرئيس انطلاقة قوية جداً. ولكن العراق اثبت في احسن الاحوال انه تحول من الحرب على الارهاب الى مشكلة عرقلت تحقيق هدفنا الى حد كبير". وقال المحلل جون زغبي ان بوش في وضع حرج: "اذا ارسلنا مزيداً من القوات فإنها فيتنام، واذا امتنعنا نكون قد تخلينا عن المهمة. لا توجد خيارات جيدة".