سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحزب الحاكم يسيطر على الكونغرس والمعركة الانتخابية مرت بهدوء ... حتى في فلوريدا حيث أعيد انتخاب شقيق الرئيس الجمهوريون يفوزون بفضل "شراسة بوش" والديموقراطيون يلومون "11 أيلول"
حسمت نتائج الانتخابات الاشتراعية النصفية في الولاياتالمتحدة لمصلحة الجمهوريين، بفضل حملة ألقى فيها الرئيس جورج بوش كل ثقله. واعتبر المراقبون أن النتائج أظهرت ضعف الديموقراطيين في تطوير مواضيع اجتماعية لتحقيق توازن مع حملة بوش "الشرسة" التي تركزت على الحرب على الارهاب والعراق، فيما أقر الديموقراطيون بأنفسهم أن فشلهم يعود إلى اهتمام الناس بموضوع الامن بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر. ولم يحقق الديموقراطيون تقدمًا إلا في انتخابات حكام الولايات، لكنهم فشلوا في إطاحة جيب بوش في فلوريدا. واستقبلت الصحف الاميركية الحدث بريبة، معتبرة أنه سيكون من الصعب على بوش دفع الكونغرس إلى تبني إصلاحات حاسمة لأن كلاً من أعضائه سيلتزم الحذر حتى لا يضر بفرصه الانتخابية المقبلة. ويذكر أن عملية الاقتراع لم تتخلها أي مشكلات، على عكس ما كان متوقعًا، حتى في ولاية فلوريدا حيث أدت أخطاء عدة إلى تأخير نتائج إعلان الاقتراع الرئاسي 36 يومًا عام 2000. واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - سجل الجمهوريون انتصارًا في الانتخابات الاشتراعية في منتصف الولاية الرئاسية، فسر خصوصًا بعجز الديموقراطيين عن احتواء الحملة المكثفة التي قام بها الرئيس جورج بوش وركز فيها على مسألتي الامن القومي والحرب ضد الارهاب. وشكل نجاح الجمهوريين في السيطرة على الكونغرس "انتصارًا تاريخيًا" لجورج بوش الذي كشف بذلك آفاق الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى في 2004. وتقليديًا، سجل الحزب الذي يشغل البيت الابيض خسارة في الاصوات في الانتخابات التي تجرى في منتصف الولاية الرئاسية. ولم ينجح أي رئيس جمهورية في تاريخ الولاياتالمتحدة في تحقيق تقدم في الكونغرس في هذا الاقتراع. ولكن في ختام حملة ألقى فيها بوش بكل ثقله وتنقل خلالها في جميع أنحاء البلاد، استعاد الجمهوريون الغالبية في مجلس الشيوخ بعد انتزاعهم مقعدين من الديموقراطيين كانا موضع منافسة حادة في ولايتي جورجيا وميسوري. النتائج في الولايات وأشارت النتائج إلى فوز الجمهوريين بمقعدين في داكوتا الجنوبية ومينيسوتا حيث كان نائب الرئيس السابق وولتر مونديل منافسًا للجمهوري نورم كوليمان. كما حققوا انتصارًا في كارولاينا الشمالية بفوز اليزابيث دول زوجة المرشح السابق للرئاسة بوب دول، وفي نيو هامشاير بفوز جون سنونو اللبناني الاصل. وشهدت الانتخابات أيضًا فوز عدد كبير من الجمهوريين في انتخابات حكام الولايات ومن بينهم جيب بوش شقيق الرئيس الاميركي الذي أعيد انتخابه في فلوريدا. وفي ولاية ميريلاند الديموقراطية تقليديًا، هزمت كاتلين كينيدي تاونسيند ابنة روبرت كينيدي ومساعدة حاكم الولاية، أمام جمهوري. وفي مجلس النواب، عزز الجمهوريون الغالبية التي يتمتعون بها بمقعدين على الاقل. الناخبون تحت وطأة 11 أيلول وأكد الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر أمس: "من الواضح أن الرئيس لعب دورًا بناء جدًا" في النتائج التي حققها الجمهوريون. وأضاف إن الرئيس بوش والحزب الجمهوري "دخلا التاريخ". وقال أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة بروكينغز تشارلز جونز إن بوش "نجح في جعل الامن القومي المسألة المهيمنة على البلاد في الاسابيع الاخيرة". وأشار إلى أن ذلك سمح للجمهوريين بالاعتماد على الشعبية الاستثنائية للرئيس 60 في المئة التي حصل عليها منذ هجمات 11 أيلول وفي إطار حرب محتملة ضد العراق. وتابع أن "التصويت لمصلحة الجمهوريين يدل إلى أن الاميركيين الذين ما زالوا تحت تأثير صدمة 11 أيلول، يفضلون قيادة رئاسية قوية". وقال أستاذ التاريخ في الجامعة الاميركية آلن ليشتمان إن "الاميركيين يثقون تقليديًا في الجمهوريين في مجال الأمن القومي". ورأى جونز أن الديموقراطيين بقيادة زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته توم داشل وفي مواجهة بوش، "لم ينجحوا أبدًا في تطوير مواضيع اجتماعية لتحقيق توازن مع حملة بوش عن الحرب ضد الارهاب والامن في شكل عام". وأكد الديموقراطيون من جهتهم أن هزيمتهم في الانتخابات ناجمة عن هجمات 11أيلول. وأعلن داشل أن "الرئيس تحدث كثيرًا عن 11 أيلول واعتقد بأن البلاد ما زالت تحت وطأتها. أعتقد بأن الحرب في العراق والوضع في كوريا الشمالية... كل ذلك حرمنا فرصة فرض مواضيعنا مثل الاقتصاد والتعليم والصحة". وكان داشل السناتور عن داكوتا الجنوبية زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ حتى أول من أمس، إذ تحولت إلى الجمهوريين للسنتين المقبلتين على الاقل. وأكد داشل أن الديموقراطيين ليسوا متأثرين كثيرًا بنتائج الاقتراع. وقال: "لم نرحل. سنناضل من أجل القضايا والاولويات والاسباب التي انتخبنا من أجلها، من دون أن نهتم بالحصول على الغالبية أو الاقلية". وعبر داشل عن تهانئه للرئيس الاميركي الذي "قاتل بشراسة في الحملة ومن أجل المرشحين الذين كان يريد فوزهم في جميع أنحاء البلاد" على حد قوله. من جهته، أكد زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب ديك غيد أن هجمات 11 أيلول "كانت العامل الاكبر في هذه الانتخابات، وكان لها تأثير هائل" على الاقتراع. ورأى النائب عن ميسوري "نحن في مرحلة انتخابية فريدة من نوعها بسبب المشكلات المحيطة ب"11 أيلول" والناس مهتمون بما يحدث لبلدنا ومشغولون بالأمن القومي ويريدون تقديم دعمهم للرئيس لاسباب مشروعة في الحرب على الارهاب". انتصار تاريخي وبهذا الفوز، يصبح بوش ثالث رئيس أميركي وأول رئيس جمهوري يشهد حزبه تحسنًا في انتخابات منتصف الولاية. وحتى أكثر الرؤساء الجمهوريين السابقين شعبية مثل دوايت أيزنهاور ورونالد ريغن اضطروا إلى التخلي على التوالي عن 18 مقعدًا في 1954 و25 في 1982. ولم ينجح في تحقيق ذلك سوى رئيسين ديموقراطيين هما فرانكلين روزفلت في 1934 وبيل كلينتون في 1998. وكانت الانتخابات تشمل 36 من حكام الولايات الخمسين والمقاعد ال435 في مجلس النواب و34 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة. وكان مجلس الشيوخ يضم قبل ذلك 49 ديموقراطيًا و49 جمهوريًا وعضوين مستقلين بينما كان الحزب الجمهوري ممثلاً ب223 مقعدًا والديموقراطيون ب208 مقاعد في مجلس النواب إلى جانب نائب مستقل وثلاثة مقاعد شاغرة. ردود فعل متشائمة ومن المفترض أن يسمح برلمان يقف في صف الرئيس بأن يمرر بسهولة مشاريعه الاشتراعية واقتراحاته للاصلاح الضريبي وإنشاء وزارة تتمتع بصلاحيات فوق العادة للامن الداخلي وتأمين تعيين قضاة فيديراليين. لكن الصحف الاميركية التزمت الحذر أمس في تعليقاتها الاولى. فكتبت صحيفة "واشنطن بوست" عن "فوز باهت في ختام عملية اقتراع مذبذبة". ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" من جهتها أن الناخبين توجهوا إلى صناديق الاقتراع "باستياء أكيد وانفصال غريب عن النظام السياسي"، معتبرة أنه "سيبقى من الصعب على بوش دفع الكونغرس إلى تبني إصلاحات حاسمة" لان كلاً من أعضائه سيلتزم الحذر حتى لا يضر بفرصه الانتخابية المقبلة. وعكست صحيفة "وول ستريت جورنال" تشاؤمًا أكبر مشيرة إلى أن الرئيس بإلقائه بكل ثقله في الحملة "جازف بتعريض للخطر كل أهدافه على المدى البعيد". وأشارت إلى أن بوش دفع عددًا كبيرًا من الديموقراطيين المعتدلين إلى التخلي عنه. ولم تشهد الانتخابات التي جرت أول من أمس، أي حادث يذكر حتى في فلوريدا حيث أدت أخطاء وبطاقات تشوبها عيوب وعمليات فرز ومعركة قضائية عام 2000 إلى تأخير نتائج إعلان الاقتراع الرئاسي 36 يومًا قبل أن تحسمها المحكمة العليا للولايات المتحدة لمصلحة الرئيس جورج بوش على حساب الديموقراطي آل غور.