تخطت عايدة أبو جودة حدودها كمطربة في برنامج "ساعة بقرب الحبيب" الذي تقدمه "المؤسسة اللبنانية للارسال" وأطلت على الجمهور في شخصيتها الاخرى - وربما الحقيقية - كامرأة تهوى المرح والضحك و"التنكيت" وإن على الهواء... ولم يعد الجمهور مهتماً بها كمطربة يصعب تصنيفها اصلاً او وصف صوتها بعدما افاضت في نوع من "الثرثرة" العفوية متحدثة عن كل شيء إلا عن الفن الذي يتطلب الحديث عنه بعض الجدية. هددت عايدة أبو جودة طوني خليفة مقدم البرنامج ب"عض" أنفه إن هو أثقل عليها بأسئلته وكررت "تهديدها" اللطيف اكثر من مرة سامحة لنفسها ان تتغزل به بعفوية تامة و"براءة". لكن طوني خليفة لم يكن اقل "ثرثرة" منها فراح يجرها الى مواقف واعترافات لا علاقة لها بالغناء ولا بالفن وبدت من خلالها كم انها تحب ان تكون امرأة عادية جداً ولو على الشاشة الصغيرة، محلياً وفضائياً. ومن أطرف مواقف عايدة أبو جودة إعلانها اعجابها الشديد بالرئىس الاميركي السابق بيل كلينتون وقد اختارته رجلها المفضل في السؤال الذي طرح عليها. إلا انها حملت بشدة على مونيكا لوينسكي وهاجمتها واعتبرتها مسؤولة عن الفضيحة التي حلت بالرئىس الاميركي و"حقّرت" من خلالها شخصية المرأة، هكذا بعفوية تامة. وبدت عايدة أبو جودة جاهلة تماماً حقيقة تلك العلاقة التي اعتبرت من فضائح العصر. أما "الحكاية" الطريفة التي فاجأت بها جمهورها، فهي ان أمها كانت حاملاً بها عندما شاهدت فيروز في بعلبك وكان والدها الى جانبها وتمنى ان يرزقه الله ابنة بجمال صوت فيروز... ومثل هذا الكلام يعني ان عايدة أبو جودة التي رفضت مراراً ان تبوح بعمرها قد تكون من عمر ابناء فيروز! بدت هذه "النكتة" طريفة جداً ولا تخلو من الطيبة وربما من السذاجة. لكنها عايدة أبو جودة المعروفة دوماً بمثل هذه "النهفات". وفي ردها على بعض "الاتهامات" والاشاعات التي تطاولها كانت جريئة وعفوية جداً، حتى انها لم تتورع عن التذكير باحدى الاشاعات ومفادها انها تذهب و"تتعرّى" في بعض البلدان العربية وتأتي بالمال... نفت عايدة هذه الاشاعة ضاحكة وببراءة تامة غير مبالية بما قد تتركه من أثر لدى الجمهور. تحدثت عايدة أبو جودة كثيراً و"ثرثرت" كثيراً وأجابت عن أسئلة البرنامج ولم تنس ان تذكر سيمون أسمر معدّ البرنامج ومخرجه وحاولت إحراجه في شأن مطربة لبنانية تتشاءم منها ويبدو انها من جيلها - أي جيل؟ - وانها تنافسها في الغناء و"النجومية" وسواهما! أما الاغاني التي ادتها فكانت غاية في الرداءة، صوتاً واداء. فهي بدت وكأنها لا تمرّن صوتها او كأنها لم تغن منذ فترة. وفي الاغنيات المهمة التي ارتجلتها وهي لمطربين مهمين من دون مرافقة موسيقية ارتكبت الكثير من النشاز والأخطاء، لكنها اصرّت على هذا النوع من الغناء وبعضه بالفرنسية! تخطت عايدة أبو جودة حدودها كثيراً، كمطربة وامرأة وأم - غير فتية كما حاولت أن تزعم - وأوقعت الحلقة التلفزيونية في درك الثرثرة والصلافة والسخافة في احيان. والبائس في الأمر انها تظن نفسها غاية من الظرف و"الهضامة"... وليتها تشاهد الحلقة لتدرك ان اطلالتها تحتاج الى الكثير من المراقبة والاختصار و"الضبضبة". وقد تكون حلقة عايدة أبو جودة بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقت على برنامج لم يستطع ان يصمد كثيراً، فهو سرعان ما وقع في السطحية والرتابة والمجانية. تجدر الإشارة إلى أن اطلالات أبو جودة التلفزيونية صارت قليلة في الفترة الأخيرة، وكانت تشارك دائماً في برامج الترفيه والمنوعات، ولطالما أثارت ضحك المشاهدين بإجاباتها البريئة ، بل المفرطة في براءتها، وهي تقول دائماً إنها تحاول أن تقدم لوناً فنياً خاصاً بها، وأنها تميل الى الاستعراض، لكنها لم تثبت نفسها في الساحة الفنية إلاّ من خلال شخصيتها العفوية