أعلنت الشرطة الاسرائيلية عشية استقبال الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم في البيت الأبيض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، انها تشتبه في ان جندياً عثر على جثته في حقل زيتون في شمال اسرائيل امس قتل بأيدي نشطاء فلسطينيين. واختفى الجندي اوليغ شايتشات وعمره 20 عاما قبل اسبوع وبدأت الشرطة خلال ساعات من اختفائه عمليات مكثفة للبحث عنه في منطقة قريبة من منزله قرب قرية عربية شمال الناصرة بعدما قال شاهد انه أقل الجندي بسيارته الى مفترق طرق قريب. وقال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية جيل كلايمان: "ما من شك بناء على الأدلة التي جمعناها في اننا نتحدث عن حادث قتل لاسباب وطنية او ارهابية. وتشير الأدلة الى ان متشددين فلسطينيين قتلوا الجندي". غير ان قائد الشرطة الاسرائيلية في الشمال يعقوب بوروفسكي الذي أكد أيضاً ان الجندي قتل "بدوافع قومية" قال: "اننا لا نعلم بعد هوية القتلة وهل هم من العرب الاسرائيليين ام من الفلسطينيين". واضاف انه عُثر على جثة الجندي مدفونة في حقل زيتون يقع بين قريتي المشهد وكفر كنا العربيتين شمال الناصرة وان أشياء عثر عليها في الموقع تشير الى ان الجندي حاول الهرب. وقال إنه لم يعثر على بندقية الجندي. ووصف وزير الخارجية سيلفان شالوم قتل الجندي بأنه "حادث مروع" وتعهد "بتقديم الجناة على وجه السرعة الى العدالة". وقالت الشرطة انها لم تتلق اي اعلان للمسؤولية من اي جماعة فلسطينية. من جهة اخرى، أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بعد لقائه العاهل المغربي الملك محمد السادس ظهر أمس، في القصر الملكي في تطوان شمال البلاد، بالفصائل الفلسطينية التي اعلنت في التاسع والعشرين من الشهر الماضي وقفاً للعمليات ضد الاسرائيليين في كل مكان لثلاثة أشهر، وقال إن هذه الفصائل "أثبتت أنها على قدر كبير من تحمل المسؤولية الموضوعية حيال مستقبل الشعب الفلسطيني". وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني بأن "خريطة الطريق فرصة نادرة لإحلال السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال: "على إسرائيل أن تتجنب القيام بأي عمليات استفزازية". الى ذلك، تباينت قراءة وسائل الإعلام العبرية لجدية الضغوط التي قد يمارسها الرئيس الأميركي بوش على رئيس الحكومة الإسرائيلية في لقائهما في واشنطن اليوم لوقف بناء الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية، ولحقيقة موقف شارون. وقالت الإذاعة العبرية إن السفير الأميركي في تل أبيب دان كيرتزر أبلغ ممثلين عن "المجلس من أجل إقامة السياج الأمني" ان الولاياتالمتحدة لا تعارض فكرة إقامة الجدار إنما مساره. وسعى السفير الإسرائيلي في واشنطن داني ايالون إلى التقليل من شأن هذه المسألة "التي لن تكون على رأس أجندة اللقاء". وخلافاً لهذه الأجواء التي بثها السفيران، أصرت مصادر صحافية مطلعة على القول ان ثمة خلافاً جدياً في الرأي بين بوش وشارون حول مسار الجدار، سيدفع الأخير، وفقاً لصحيفة "معاريف" واذاعة الجيش الاسرائيلي الى "مفاجأة" بوش بابلاغه قرار تجميد البناء في محيط مستوطنة "ارييل" حيث يخطط ان يلتهم مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية. غير ان تقريراً في صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية نقل امس عن شارون طمأنته وزراء حزبه "ليكود" قبل مغادرته واشنطن الى ان مسار "السياج الامني" لن يتغير على رغم كل الضغوط الاميركية "وان لا داعي للقلق… لن يكون هناك اي تغيير في موقفنا". ويؤكد هذا التعنت قرار لجنة المال البرلمانية امس تحويل مبلغ 750 مليون شيكل 170 مليون دولار لمواصلة بناء الجدار.