سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تستقبل بحفاوة بالغة ولي العهد السعودي . الأمير عبدالله وبوتين أجريا محادثات "عميقة وبناءة": تركيز على العراق والشرق الأوسط وآفاق التعاون والاستثمار
بدأ ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز محادثاته في موسكو أمس، في اطار زيارته لروسيا التي وصفت بأنها تاريخية، بلقاء طويل مع الرئيس فلاديمير بوتين، انتهى بتوقيع اتفاقات تعاون ثنائية تؤسس لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين. وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول سعودي على هذا المستوى منذ أكثر من 70 عاماً، ما انعكس من خلال التحضيرات الواسعة التي جرت في موسكو. وأبدت مصادر في الوفد السعودي ارتياحها الى الحفاوة البالغة التي استقبل بها الوفد. وانتقل الأمير عبدالله فور وصوله الى العاصمة الروسية الى الكرملين حيث التقى الرئيس بوتين في اجتماع مغلق استمر أكثر من ضعفي المدة المحددة له، قبل أن ينضم اليهما اعضاء وفدي البلدين. وذكر الرئيس الروسي في بداية الاجتماع الموسع ان روسيا ارتبطت على مر قرون طويلة بعلاقات مميزة مع العالمين العربي والاسلامي. وقال ان بلاده "تنظر الى العرب والمسلمين بوصفهم أقرب شركاء روسيا"، معتبراً الأمر "توجهاً تقليدياً في اطار السياسات الروسية". وشدد بوتين على "الأهمية الخاصة" التي توليها بلاده الى العلاقات مع السعودية التي قال انها تتمتع بمكانة بارزة في العالمين العربي والاسلامي. ووصف محادثاته مع ضيفه بأنها كانت "عميقة وبناءة" وسادتها "أجواء الصراحة والتفاهم". وقال ان الزيارة ستشكل نقلة نوعية في علاقات البلدين. وأعرب ولي العهد السعودي، من جهته، عن سعادته للزيارة. وقال ان بلاده "شعرت بالامتنان" إزاء روسيا التي كانت أول دولة في العالم اعترفت رسمياً بالمملكة العام 1926. وقال الأمير عبدالله ان لقاءه الرئيس الروسي سيعطي دفعة قوية للعلاقات. وأضاف ان "هذا اليوم تاريخي في علاقات البلدين". وتوجه الى الرئيس الروسي بالشكر ووصفه بأنه "قائد مخلص لأمته الروسية وللبشرية جمعاء". وكان مصدر في الكرملين شدد، قبل اللقاء، على الأهمية التي توليها روسيا لتعزيز علاقاتها مع السعودية. وقال ان تطوير التعاون "يلبي مصالح روسيا البعيدة المدى" على المستويات المختلفة الاقتصادية والجيوسياسية. وذكر المصدر ان محادثات الجانبين تتناول عدداً من الملفات الاقليمية والدولية، في مقدمها ملفا العراق والشرق الأوسط. وأضاف ان ملف الارهاب الدولي كان أحد المحاور الأساسية للبحث، لافتاً الى أن الطرفين "يواجهان حالياً تحدياً من جانب الارهابيين الدوليين". وشغلت العلاقات الثنائية حيزاً أساسياً من الاهتمام. اذ وقع الجانبان في نهاية المحادثات اتفاق تعاون في مجال النفط والغاز وصفه وزير الطاقة الروسي ايغور يوسوفوف بأنه يشكل "القاعدة الأساسية لتطوير التعاون في عدد من الاتجاهات الأساسية" المتعلقة بصناعة النفط والغاز، وأكد ان الاتفاق موجه نحو تعزيز استقرار أسواق النفط في العالم. وينص الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل ثنائية متخصصة يبحث فيها ممثلون عن وزارتي الطاقة الروسية والنفط والثروة المائية السعودية، في مشاريع تأسيس شركات نفطية، غازية مشتركة، وكذلك التعاون في مجال الدراسات وتحديث تكنولوجيات التنقيب والاستخراج وتخزين النفط وعمليات نقله. ويفتح الاتفاق، وهو الأول من نوعه بين البلدين، مجالاً لجذب استثمارات ورؤوس أموال سعودية الى مشاريع اقتصادية في روسيا. وذكر يوسوفوف ان الجانب الروسي أولى اهتماماً بالغاً خلال المحادثات بمشاريع استثمار حقول الغاز السعودي. وأضاف ان الأمير عبدالله كان بادر الى طرح مشروع ضخم تصل قيمته الاجمالية الى نحو 25 بليون دولار. وأعرب عن أمل بلاده في أن تتمكن الشركات الروسية من المساهمة في تنفيذه. كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الرياضة والعلوم، وبروتوكولاً للتعاون التجاري الاقتصادي. وينتظر ان يجري الأمير عبدالله محادثات اليوم مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف وحاكم موسكو يوري لوجكوف. كما يلتقي ممثلين عن الكنيسة الارثوذكسية ومجلس الافتاء الروسي. وذكرت مصادر في الكرملين ان الجانبين سيصدران في نهاية الزيارة بياناً مشتركاً يتناول التطورات الاقليمية والدولية. ورأت مصادر ديبلوماسية عربية في موسكو ان زيارة الأمير عبدالله من شأنها وضع أسس جديدة للعلاقات، واعتبرت ان التقارب الروسي السعودي في هذه المرحلة يلبي مصالح البلدين. وأضافت ان "العوامل مهيأة لظهور شراكة قد تأخذ أبعاداً استراتيجية خلال المرحلة المقبلة".