عنفت الاشتباكات بين "طالبان" والقوات الاميركية والافغانية المتحالفة معها في جنوب شرقي افغانستان، وتدخلت الطائرات والمروحيات الاميركية وشنت غارات على مواقع الحركة في ولاية زابول، فيما دارت معارك عنيفة بين الجانبين في ولاية بكتيكا المجاورة. وارسلت "طالبان" تعزيزات قوامها 300 مقاتل من منطقة محاذية للحدود مع باكستان الى زابول للانضمام الى آخرين يشاركون في قتال الاميركيين وحلفائهم. وقال مولوي فيض الله احد قادة الحركة البارزين، ان المجموعة الجديدة من المقاتلين نشرت في منطقة دي تشوبان للانضمام الى نحو ألف مقاتل يقاتلون في المنطقة منذ ثمانية أيام. واشار فيض الله الى ان التعزيزات يقودها وزير التعليم السابق في حكومة "طالبان" امير خان متقي. وأضاف ان المقاتلين ارسلوا من ولاية خوست شرق المحاذية للحدود مع باكستان. وقال خليل هوتاك رئيس الاستخبارات في ولاية زابول ان القوات الافغانية المدعومة من الاميركيين مشطت منطقة كوه لارزاب في دي تشوبان حيث يعتقد ان مقاتلي "طالبان" يتحصنون في كهوف جبلية. واكد قائد القوات الافغانية في زابول انها نجحت بالتعاون مع الاميركيين في احتلال ثلاثة حصون جبلية ل"طالبان"، مشيراً الى غارات نفذتها طائرات ومروحيات اميركية في المنطقة. واكد ان قواته ستعرض على مقاتلي الحركة في مناطق أخرى الاستسلام، قبل ان تهاجمهم. ويأتي ذلك في وقت بدا ان المفاوضات بين الجانبين فشلت، بعدما كانت كابول تسعى الى اقناع "طالبان" بالتخلي عن فتوى بالجهاد، في مقابل عدم التعرض لمقاتليها. ويذكر ان هذه المعارك المستمرة منذ تسعة ايام هي الاعنف منذ اطاحت القوات الجوية الاميركية وقوات برية افغانية بحكم "طالبان" في اواخر عام 2001. واعلن الجيش الاميركي مقتل 37 من عناصر "طالبان" على الاقل في معارك زابول. وقال ناطق باسم السفارة الاميركية في كابول ان اعمال شق الطريق السريع الواصل من كابول الى مدينة قندهار الجنوبية، مستمرة على رغم الهجمات القاتلة على امتداد الطريق. الى ذلك، نقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن شهود أن مجهولين ألقوا قنبلتين يدويتين على مبنى المحكمة العليا في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان صباح امس، ما أسفر عن إصابة موظف حكومي بجروح. وهذا ثاني هجوم من نوعه في جلال آباد، المركز الاداري لشرق أفغانستان، خلال ثلاثة أيام، اذ وقع هجوم مماثل على القنصلية الهندية في المدينة الاحد الماضي.