رسوم ترمب الجمركية ..التصعيد وسيناريوهات التراجع المحتملة    توتنهام يتغلب على أينتراخت فرانكفورت    الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض    مجلس الأعمال السعودي الأمريكي يحتفي بمرور 30 عامًا على تأسيسه    قتيلان في إطلاق نار في جامعة في فلوريدا    النفط يسجل زيادة بأكثر من 3 بالمئة    تشيلسي الإنجليزي يتأهل للمربع الذهبي بدوري المؤتمر الأوروبي    ممتاز الطائرة : الأهلي يواجه الاتحاد .. والابتسام يستضيف الهلال    ميلوني: نريد التعاون مع أميركا في مجال الطاقة النووية    «سلمان للإغاثة» ينفّذ البرنامج التطوعي الثلاثين في مخيم الزعتري اللاجئين السوريين بالأردن    الغزواني يقود منتخب جازان للفوز بالمركز الأول في ماراثون كأس المدير العام للمناطق    نائب وزير الخارجية يستقبل وكيل وزارة الخارجية الإيرانية    في توثيقٍ بصري لفن النورة الجازانية: المهند النعمان يستعيد ذاكرة البيوت القديمة    «تنمية رأس المال البشري».. تمكين المواطن وتعزيز مهاراته    تقاطعات السرديات المحلية والتأثيرات العالمية    هل أنا إعلامي؟!    فرح أنطون والقراءة العلمانية للدين    الاستمرار في السكوت    في إشكالية الظالم والمظلوم    انطلاق مهرجان أفلام السعودية في نسخته ال11 بمركز إثراء    حتى لا تودي بك تربية الأطفال إلى التهلكة    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على الخليج    ضبط إثيوبيين في عسير لتهريبهما (44,800) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    وزير الدفاع يلتقي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني    غدًا.. انطلاق التجارب الحرة لجائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لموسم 2025    القبض على إندونيسي ارتكب عمليات نصب واحتيال بنشره إعلانات حملات حج وهمية ومضللة    أمير القصيم يستقبل مدير فرع الشؤون الإسلامية    نائب أمير منطقة جازان يطّلع على تقرير "الميز التنافسية" للمنطقة لعام 2024    نائب أمير منطقة جازان يضع حجر أساسٍ ل 42 مشروعًا تنمويًا    عبدالعزيز المغترف رئيساً للجنة الوطنية لمصانع الابواب والألمنيوم في اتحاد الغرف السعودية    نائب أمير جازان يرأس الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية للأمن السيبراني    أمير القصيم يستقبل منسوبي تجمع القصيم الصحي ويطّلع على التقرير السنوي    معرض اليوم الخليجي للمدن الصحية بالشماسية يشهد حضورا كبيراً    24 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح خلال الربع الأول من 2025    تجمع القصيم الصحي يدشّن خدمة الغسيل الكلوي المستمر (CRRT)    تخريج الدفعة ال22 من طلاب "كاساو" برعاية نائب وزير الحرس الوطني    بتوجيه من القيادة.. وزير الدفاع يصل العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية    جامعة الإمام عبدالرحمن وتحفيظ الشرقية يوقعان مذكرة تفاهم    مشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية والأوروبية    قطاع ومستشفى تنومة يُنفّذ فعالية "التوعية بشلل الرعاش"    وفاة محمد الفايز.. أول وزير للخدمة المدنية    سهرة فنية في «أوتار الطرب»    مجلس «شموخ وطن» يحتفي بسلامة الغبيشي    زخة شهب القيثارات تضيء سماء أبريل    يوم الأسير الفلسطيني.. قهرٌ خلف القضبان وتعذيب بلا سقف.. 16400 اعتقال و63 شهيدا بسجون الاحتلال منذ بدء العدوان    معركة الفاشر تقترب وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.. الجيش يتقدم ميدانيا وحكومة حميدتي الموازية تواجه العزلة    5 جهات حكومية تناقش تعزيز الارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن    الاتحاد الأوروبي يشدد قيود التأشيرات على نهج ترامب    الأمير سعود بن جلوي يرأس اجتماع المجلس المحلي لتنمية وتطوير جدة    القيادة تعزي ملك ماليزيا في وفاة رئيس الوزراء الأسبق    أنور يعقد قرانه    "التعليم" تستعرض 48 تجربة مميزة في مدارس الأحساء    قيود أمريكية تفرض 5.5 مليارات دولار على NVIDIA    حرب الرسوم الجمركية تهدد بتباطؤ الاقتصاد العالمي    مؤسسة تطوير دارين وتاروت تعقد اجتماعها الثاني    قوات الدعم السريع تعلن حكومة موازية وسط مخاوف دولية من التقسيم    رُهاب الكُتب    سمو أمير منطقة الباحة يتسلّم تقرير أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحدثت عن يوميات سمير جعجع في سجنه ... واعتبرت ان قداس الأحد المقبل ليس موجهاً ضد أحد . ستريدا جعجع ل"الحياة": اطلاق "الحكيم" ليس بعيداً وهو المعني بتغيير توجه "القوات اللبنانية"
نشر في الحياة يوم 03 - 09 - 2003

السيدة ستريدا سمير جعجع حملها ثقيل، أين منه عذوبة الحلم الذي راودها حين قررت الارتباط بسياسي، أو "أمير حرب" بحسب التصنيف السياسي اللبناني! صحيح ان ذاك الحلم تجسد واقعاً مذ تعرفت الى الدكتور جعجع واقترنا لاحقاً، وألقت الحرب في لبنان سلاحها وكان لزوجها قائد القوات اللبنانية اسهام في وقفها والانخراط في مشروع الحل الذي عرف باتفاق الطائف وبالتالي تحوله أحد الأسس التي بنيت عليها المعادلة السياسية الجديدة. لكن الصحيح ايضاً ان ذاك الواقع الجميل لشابة ارستقراطية عرفت بطلّتها الجميلة وحضورها المحبب لم يعمر سوى بضع سنوات، لتجد نفسها وحيدة في ذلك المكان مركز القيادة القواتية والمنزل الذي كان يضج بالسياسيين والمريدين والأنصار والصخب السياسي.
أوقف الدكتور جعجع في 21 نيسان ابريل عام 1994، وتوقفت عقارب الحلم على تلك المحطة لتدور بدلاً منها عقارب الأمل بخروجه. نحو عشر سنوات وهي تأمل وتتحمل وتتنكّب مسؤوليات لم تكن تظن انها ستتصدى لها يوماً. كان جعجع مالئ الساحة وحضور القوات فاعلاً في السياسة وعلى الأرض وعجلة السلام تدور لتمحو آثار الحرب. غاب سيد البيت والحزب وتشتتت الرعية فكان ان تحولت ستريدا بين ليلة وضحاها المؤتمنة على إرث الزوج السجين وخطه السياسي تقود تياراً عصفت به رياح الشرذمة والضغوط السياسية والسجون والمنافي.
تحدثت ستريدا جعجع الى "الحياة" في منزلهما الزوجي الذي لا يعرفه "الحكيم" عن هموم السياسة ووضع تيار القوات والقدّاس الذي سيقام في بازيليك سيدة لبنان - حريصا ظهر الأحد المقبل وعن حال جعجع في السجن وعلاقتهما، وعن أحلام وآمال تبني عليها مستقبلها. وفي ما يأتي وقائع الحوار:
ما هو الهدف من اقامة القداس؟
- عندما دخل الحكيم السجن انشغلنا على مدى أربع سنوات في جلسات المحاكمة، إذ ان الملفات المحالة على المجلس العدلي كانت دسمة، وهذا الموضوع تطلب منّا جهداً كبيراً خلال هذه المدة في متابعته خصوصاً ان الحملة كانت كبيرة جداً. وعلى رغم ذلك كنا نقيم القداديس وهذا أقل ما يمكن ان نقوم به تكريماً لشهدائنا. ففكرنا هذه السنة بإقامة القداس ككل عام وأن يكون برعاية غبطة البطريرك صفير، وأصريت أن يقام القداس في 7 ايلول سبتمبر لأن ثمة قيادات قواتية سابقة كنا على تواصل معها في السنوات الماضية وأحببنا ان تشاركنا القداس ومنهم السيدة صولانج بشير الجميل. وبما ان السيدة صولانج تقيم قداساً للشيخ بشير في 14 أيلول ذكرى اغتياله نسقت معها على ان يكون قداس القوات في 7 أيلول فتكون هي في مقدم الحضور مع نجلها الشيخ نديم، ويتاح لنا في المقابل حضور قداس 14 أيلول.
أليست للقوات أهداف سياسية أيضاً؟
- لماذا يجب أن تكون هناك أبعاد سياسية، هذا القداس كنا نقوم به قبل اعتقال الحكيم وما بعده وكانت هناك ظروف تمنعنا من القيام به في شكل يليق بشهدائنا.
هل ستكون للبطريرك كلمة في المناسبة؟
- طبعاً، اذا حضر شخصياً سيلقي كلمة وإذا لم يتمكن من الحضور، وبما ان القداس سيكون برعايته، ستُلقى كلمة باسمه لكن ليس لديّ فكرة عن مضمونها. أما بالنسبة للقوات لم نتخذ حتى الآن قراراً بالقاء كلمة، لكن في حال تقرر ذلك طلب الحكيم ان تكون وجدانية تحاكي مشاعر الناس وتخاطبهم بلغتهم.
ألا تعتقدين ان القداس قد يسبب "نقزة" عند الدولة وتعتبره استفزازاً؟
- أستغرب جداً ان يفسر على هذا النحو، وأعتبر ان القداس سيرسخ اكثر ما نطالب به من طي صفحة الحرب وإيجاد مناخ وطني حقيقي، وهو ليس موجهاً ضد أحد أو أي فئة داخلية او خارجية. هذا قداس لشهدائنا، اذ يوجد على الساحة المسيحية ألوف الشهداء ونحن كلبنانيين لنا الحق ان نقيم لهم القداديس. هذا حق لهم وواجب علينا. والفضل يعود الى هؤلاء الشهداء الذين قدموا أسمى ما يقدمه الانسان في سبيل الوطن، ومن هنا فإنني أضع القداس في اطار التكريم للشهداء وهذا ليس فيه استفزاز لأي طرف.
ألا تخشين ان يفسر ذلك بأنه استعراض قوة او لاعادة الاعتبار للقوات؟
- لا أبداً، القوات في غياب "الحكيم" منذ نحو عشر سنوات كانت حاضرة في كل المفاصل الأساسية الحياتية، من الانتخابات في الجامعات الى انتخابات النقابات والبلدية والموقف من الاستحقاقات النيابية، ولا أتصور في كل هذه المفاصل الأساسية التي مررنا فيها ان هذه الأمور كانت تعتبر عرضاً للقوة. على العكس نحن حريصون على لبنان ودفعنا الغالي والرخيص في سبيل هذا الوطن. ونحن لنا الحق، كما ندفع الضرائب والرسوم ونقوم بواجباتنا الى أقصى حد كلبنانيين، ان نمارس حقنا الديموقراطي في أي استحقاق سواء في قطاع المهندسين او النقابات او الطلاب او الانتخابات البلدية والنيابية، لذلك نحن لسنا في حاجة الى استغلال مناسبة الصلاة لشهدائنا لاعادة الاعتبار للقوات.
يقال ان جهوداً بُذلت على ان يحصل القداس بالاتفاق مع جناح فؤاد مالك هل هذا صحيح؟
- الجنرال مالك أكنّ له كل احترام كشخص ولا يوجد شيء شخصي بيني وبينه، وأتصور انه يمتلك الشعور نفسه تجاهي. لكنه أراد ان يسلك خطاً آخر مغايراً للخط الذي من اجله دخل سمير جعجع السجن، ومنذ ذلك الحين لم يحصل اي اتصال بيني وبينه.
هل هناك دعوات وجهت الى سياسيين أو رسميين؟
- لا، انما طبعنا دعوات بأسماء أهالي شهداء القوات والاكليروس والمطارنة والبطاركة والصحافيين، أما الشخصيات السياسية التي نحن على تواصل معها فاتصلت بهم شخصياً ودعوتهم الى الحضور.
يوجد حديث ان بعض رموز القوات يتهمونك بمسايرة الدولة او مهادنتها. ما صحة ذلك؟
- صحيح البعض يتهمني بأنني أساير السلطة والبعض الآخر يتهمني بالحوار معها. ما أريد قوله انني ومجموعة من الرفاق الذين نتواصل معهم نعمل على المحافظة على الخط الذي من اجله دخل سمير السجن ونعتبر هذا الخط اساسياً وجوهرياً ونحن على العهد باقون. اضافة الى ذلك نحن نتواصل مع كثر من الافرقاء وعلى رأسهم غبطة البطريرك الذي يأخذ مواقف حكيمة وجريئة، وإذا كانوا يعتبرون ان خط بطريرك الموارنة هو خط مساير للسلطة فليكن.
يتردد ايضاً انك وقيادة القوات تفضلون منذ مدة البقاء بعيداً من الاضواء والتصاريح الاعلامية حتى لا تنعكس سلباً على موضوع اطلاق الدكتور جعجع. الأمر الذي يفسره البعض انه مهادنة للدولة؟
- نحن نعتبر ان خروج الحكيم ملتصق في شكل عضوي بالوضع السياسي اللبناني ولا علاقة لذلك في ان نكون قريبين او بعيدين من الأضواء، فنحن في النهاية موجودون في كل استحقاق حر وقادرون على التعبير عن الرأي الحر اللبناني، اضافة الى مواقفنا السياسية، ومن هنا كانت مشاركتنا في استحقاق الانتخابات البلدية في 1998، وفي المقابل عدم مشاركتنا في الانتخابات النيابية عامي 1996 و2000. نحن كتيار سياسي موجود على الساحة اللبنانية نمارس حقنا في كل استحقاق سياسي حر، لكن نحن نكون في دائرة الضوء عندما يحتاج الأمر لذلك، اضافة الى اننا موجودون داخل لقاء قرنة شهوان وبقوة. خطنا واضح ولسنا في حال خوف او استحياء من احد ورأينا نقوله بصراحة، لكننا نقول منذ دخول الحكيم السجن الى اليوم من يريد شيئاً من القوات او تغيير خطها الذي من اجله استشهد الشيخ بشير وسقط ألوف الشهداء ومن اجله سمير جعجع موجود في السجن، والذي أيضاً يسير في خطى وتوجهات البطريرك، من يريد تغيير هذا التوجه فإن عنوان سمير جعجع معروف، فهو موجود في سجن وزارة الدفاع الوطني فليتفضلوا "يطلعوا يحكوا معه لأن القرار بيده وحده".
القوات ملتزمة ب"قرنة شهوان" وفي الوقت نفسه ثمة مواقف صدرت عن قواتيين تدل على ان لا موقف موحداً من الانتخابات الفرعية في عاليه - بعبدا.
- مثل مَن من هؤلاء، هل تقصد سلمان سماحة؟
نعم.
- سلمان سماحة رفيق شريف وكان رئيساً لمصلحة الطلاب لكنه لم يعد موجوداً الآن. هناك شخص اسمه دانيال سبيرو. سلمان يتكلم باسمه الشخصي ولا علاقة لنا بمواقفه، أما في ما يتعلق بالانتخابات فإننا نركز كقوات على ثلاث نقاط: نحن مع ديموقراطية الانتخابات ونرفض فكرة فرض مرشح من أحد على أحد، ونحن مع الترشح وأن يختار المواطن من يريد، والقوات ستختار بحسب البرنامج الانتخابي للمرشح وبحسب الموقف من الخط السياسي الوطني ومن موضوع سمير جعجع. وثالثاً نحن نحاول توحيد صفوف المعارضة على مرشح واحد، وهذا ما نعمل عليه، وموقف القوات مستوحى من رأي الحكيم ومما قاله لي، وما يهمني ان يعرف الجميع ان "الحكيم" على اطلاع على أدق التفاصيل لما نقوم به وما يحصل في الخارج وخصوصاً منذ سنة حتى الآن، وله رأي في كل الأمور.
وكيف يتم ذلك؟
- كنت ألتقيه مرتين في الأسبوع سابقاً ولعشر دقائق على الأكثر، في كل جلسة وعلى مرأى ومسمع الحارس الذي يكون ثالثنا داخل الغرفة وإذا ما حاولت ان أهمس له بكلمة لاطلاعه على قضية ما ولا يسمعها الحارس كان يقاطعنا على الفور ويطلب مني ان أتحدث بصوت عال. ومنذ نحو سنة سُمح لي ان اجلس معه ساعتين في الأسبوع وأتكلم معه بكل التفاصيل، وقد تداولنا في الانتخابات الفرعية والقداس. وليعلم هذا الأمر الذين يدّعون ان الحكيم ليس على اطلاع على الاجواء خارج السجن.
نقل عنك ان الوقت المتبقي له في السجن أقل بكثير مما مضى؟
- صحيح، وأنا متأكدة من ذلك.
هل هناك استناد على معطيات ما في هذا الشأن؟
- ضاحكة. نحن نعتبر ان دخول الحكيم السجن قرار سياسي وخروجه من السجن أيضاً قرار سياسي. وكما نرى الوضع اليوم على المستوى الداخلي. الحكيم في السجن منذ نحو تسع سنوات ونصف سنة، وما يُطرح اليوم، وإذا كان يهمهم كثيراً تشكيل حكومة كما نسمع فهل يمكن ان تقلع هذه الحكومة ما دام هناك شعور لدى المسيحيين بأن حقهم مغبون.
أين أصبحت فكرة مشروع قانون العفو عن الدكتور جعجع؟
- قررنا بعد الحديث عن هذا المشروع وتوقيعه من قبل 11 نائباً التمهل في طرح الموضوع وانتظار الظرف المناسب لطرحه.
ألا تعتقدين ان اطلاقه مشروط بإسقاط دعاوى الحق الشخصي؟
- في النهاية، خروج الحكيم ليس مبنياً على اسقاط الحق الشخصي أم لا، فالموضوع موضوع سياسي.
هناك كلام عن ان الدكتور جعجع قام بمراجعة سياسية للمرحلة الماضية خلال وجوده في السجن وقرأ كتباً كثيرة؟
- هذا سؤال مهم وأريد ان أركز هنا على نقطة أساسية. كثيرون يعتقدون ان الحكيم أمضى طيلة هذه المدة بين أربعة جدران في السجن يندب حظه. في زياراتي المتكررة له كان يصرّ على القول لي ان هذه المرحلة التي يمر فيها هي من أغنى التجارب التي مر فيها في حياته، وسمحت له ان يقوم بعملية نقد ذاتي بناء لكل المراحل التي مر فيها منذ طفولته حتى تسلمه زمام الأمور حتى دخوله السجن. قال لي: لك ان تتصوري حينما كنت أمارس الحياة السياسية اليومية كم من الوقت اخذت مني. وأفضل هدية للحكيم هي عندما تقدم له كتاباً، وحينما كنت أشاهده يصفف الكتب على المكتب كان يقول لي كم أتمنى لو تتاح لي فرصة أسبوع لأنكب على قراءتها، فهو يستخدم وقته اليوم في القراءة من اجل النقد الذاتي والاستفادة من الوقت الضائع لتوسيع ثقافته السياسية واللاهوتية والفلسفية والتاريخية والبسيكولوجية، ولا أبالغ اذا قلت انه قرأ حتى الآن ما لا يقل عن ألف كتاب، هذا عدا عن 11 مجلة أجنبية تصله دورياً، وهو يتابع الوضع الاقليمي بحذافيره.
عبر من تصل الكتب والمجلات؟
- عبري وعبر محاميه الذين يزورونه مرتين في الأسبوع يطلعونه خلالها على كل ما يحصل في العالم. كما يزوره المطران فرنسيس البيسري مرة كل شهر لمدة نصف ساعة بتكليف من غبطة البطريرك، وفي إحدى المرات حينما كان يناقشه "الحكيم" في موضوع لاهوتي ديني دهش المطران، فقال له الحكيم هذا موجود في الكتاب المقدس في الصفحة كذا، فخاطبه المطران قائلاً له: "أترك لنا يا حكيم شي مجال نكون نعرف أكثر منك فيه".
ماذا عن الصحف والراديو والتلفزيون؟
- هذه من الممنوعات.
كيف يقضي أوقاته في السجن؟
- يقيم في زنزانة تحت الأرض طولها ثلاثة أمتار وعرضها نحو مترين ونصف متر، وفي داخلها حمام لا باب له، ولا يدخلها ضوء ولا هواء. وكانوا اذا ارادوا معاقبته يطفئون مفتاح الانارة الموجود خارج الغرفة حتى لا يتمكن من القراءة، وكان يسمح له بالاستحمام مرتين أسبوعياً فتعصب عيناه ويخرجونه الى غرفة اخرى ليستحم فيها. اما الآن فأصبح في امكانه الاستحمام ساعة يشاء.
كيف يبدأ نهاره؟
- بالصلاة والتأمل ثم يمارس رياضة المشي والهرولة في مكانه لنحو ساعة ويقوم بحركات سويدية لمدة نصف ساعة ثم يتناول الفطور، وينكب بعد ذلك على القراءة الى ان يأتي موعد خروجه المحدد له الخامسة عصراً الى الهواء الطلق فيمارس الهرولة طيلة هذا الوقت ثم يعيدونه الى الزنزانة فيرتاح قليلاً ويستأنف بعد العشاء القراءة حتى منتصف الليل. ما أحب ان أركز عليه ان الحكيم لا يضيّع وقته داخل السجن، وهو يرى ان اغنى التجارب التي مرّ فيها في حياته هي انه استفاد من هذه المرحلة من اجل قراءة ذاتية عن تعاطيه في الشأن العام وتوسيع أفقه السياسي العلمي. مثلاً لم يتسن له الاطلاع على الانترنت والكومبيوتر أخيراً وطلب مني ان أحضر له كتاباً عن طريقة استعماله وكيف ولماذا؟ ولم يسمح لي الوقت لأتكلم معه في هذه القراءات السياسية، اذ ان ساعة واحدة في كل زيارة غير كافية اذ نتكلم عن الوضع الراهن لنقف على رأيه منه وحبذا لو سمحوا لنا بلقائه عشر ساعات في الأسبوع حتى استفيد من تجربته وأتحاور معه في هذه المواضيع.
أين أصبحت مبادرة الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي ومسعاه لاطلاق الدكتور جعجع؟
- ممتازة. زارني كما زار مختلف الشخصيات السياسية وأبلغني بأنه يحضّر لمؤتمر وطني وانه ينادي بأن يكون الحكيم موجوداً فيه. هو يتابع الموضوع ونأمل ان يوفق في مبادرته ونحن مع أي مبادرة حوارية من شأنها ان تقرب بين الناس وعلينا الانتظار.
هل ما زال يتابع القضية من اجل الافراج؟
- كما علمت فهو يتابع الموضوع ويجري لقاءات مع الافرقاء المعنيين الذين يملكون مفتاح القضية، وسألتقي الاستاذ حاوي بعد القداس وهو من ضمن المدعوين للمشاركة فيه.
نقل عن صفير ان اطلاق الدكتور جعجع يريحه ويريح الساحة المسيحية، خصوصاً انه يمثل شريحة لا بأس بها من اللبنانيين؟
- غبطة البطريرك في مثل هذه القضايا لو كان هناك مسؤول سني او شيعي له تمثيل على مستوى قواعده كان قطعاً سيأخذ المواقف نفسها وهي مواقف حق، والبطريرك ذهب في مواقفه في هذه القضية الى حد وصف الدكتور جعجع بالسجين البريء.
هل من اتصالات مع البطريرك في هذا الموضوع؟
- نظراً الى موقع البطريرك وفي ظل غياب الاحزاب السياسية في لبنان، فغبطته في الواجهة. وكثر من الناس يتكلمون معه في هذا الموضوع وأفضل ان يبقى هذا الأمر بيني وبين غبطته.
ألا توجد اشارات معينة؟
- لا، هذا قرار سياسي واضح.
متى تتوقعين الافراج عنه؟
- لا يمكنني تحديد تاريخ معين. ما يمكنني قوله هو ان من المؤكد انه أقل بكثير مما مضى.
نقل عن النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم ان صحة الدكتور جعجع "كتير منيحة" وإن اطلاقه يتطلب عفواً خاصاً. كيف وجدت وضعه الصحي بعد لقائك معه أخيراً؟
- صحته كتير كتير منيحة، لا بل ممتازة. خصوصاً انه يحافظ على صحته ويعتمد نظاماً غذائياً ورياضياً في غاية الدقة، وعلى رغم اجراء فحوصات دورية له في المستشفى العسكري وزيارة الدكتور سمير قهوجي له مرتين أسبوعياً فإنني وللاطمئنان أكثر كنت طلبت من الرئيس عضوم منذ اشهر ان يأذن بالسماح للحكيم باجراء فحوصات طبية فوافق، وعلى اثره اخذت عينة من دمه من جانب الدكتور فايز أبي اللمع في السجن وسمح له بدخول مستشفى الجامعة الاميركية وبعد اجراء الفحوصات اللازمة أكد الطبيب المعالج ان نتائج الفحوصات اظهرت انه يتمتع بصحة ممتازة جداً.
هل برأيك اقترب موعد صدور هذا القرار السياسي للافراج عنه؟
- على ما اعتقد ان القرار ليس في يد الرئيس عضوم، فالقرار قرار سياسي كبير، لكن خروجه من السجن قطعاً ليس في يد الرئيس عضوم.
متى التقيت الحكيم آخر مرة؟
- الخميس الماضي ولمدة ساعة.
هل يتم اللقاء وجهاً لوجه ام يوجد حاجز زجاجي؟
- لا، لا يوجد حاجز زجاجي. كان ذلك قبل أربع سنوات ويكون الحارس على مقربة مني، ومنذ عام 1999 لم يعد الحاجز موجوداً ويسمح لنا بالتكلم بما نشاء.
من دون رقيب؟
- الرقيب موجود لكنه لا يتدخل ولا يقاطعنا أبداً. مضى على ذلك سنة من دون اي تدخل.
ماذا عن كتاباته داخل السجن؟
- انه يكتب الكثير ولدى خروجه سيكتب كتاباً يتضمن تجربته الذاتية ويأخذ طابعاً انسانياً اكثر منه سياسياً. لكن لن يطول الوقت قبل ان يبدأ بكتابته.
مثل ماذا يكتب؟
- يكتب لي رسائل متنوعة. وحينما أزوره يعطيني إياها عبر الشخص الموجود في الداخل.
مفتوحة ام مقفلة؟
- مفتوحة وأتسلمها بعد اطلاعهم عليها.
ماذا تتضمن هذه الرسائل. هل هي سياسية؟
- يكتب خواطر وفي الوقت نفسه رسائل لي كزوجة.
وغزل؟
- تتضمن غزلاً وغير غزل. مثلاً في المدة الأخيرة كتب لي ماذا عليّ أن أفعل في هذه المدة تحضيراً للقداس والخطوات التي يجب اتباعها، فهو حريص على كل شيء نقوم به.
هل تمنى عليك الاتصال بشخصيات معينة؟
- طبعاً، قال لي من المهم جداً أن يكون مسؤولو القوات سابقاً موجودين في القداس كفؤاد أبو ناضر قائد القوات سابقاً وابن شقيقة الرئيس امين الجميل الذي اتصلت به وقائد القوات السابق أيضاً فادي افرام الذي اعتذر بداعي السفر، ولقاء "قرنة شهوان"، وأوصاني كثيراً بأمهات شهداء القوات وتأمين مقاعد لائقة لهن من دون ان ينسى الاصرار على ان يجلسن في مقدم الصفوف الى جانبي السيدة صولانج وقادة القوات السابقين. وكما تعرف تتلى في الكنيسة رسالة نوايا، ولفت نظري ان نعمل نية عن لبنان وعن الشهداء وعلى رأسهم الشيخ بشير وعن المعارضة. وقال لي: يا ستريدا لا تنسي الصحافيين وطلب مني الانتباه اذا كان لا بد من القاء كلمة فليدرس مضمونها بدقة. وهنا أريد ان استغل الفرصة للطلب من كل الناس بما أن هذا القداس يعنينا جميعاً ومن كل الاصدقاء وكل الذين نتواصل معهم حضور القداس والتحلي بالصبر والتزام الهدوء لانجاحه.
هل طلب منك اجراء اتصالات مع سياسيين وأفرقاء آخرين وتوجيه رسائل معينة؟
- في الوقت الحاضر لا، لكنه أبلغني انه سُرّ جداً بالكلام الذي يقوله النائب فارس سعيد في مناسبات مختلفة وطلب مني إبلاغه بأنه يتابع ما يصدر عنه، وكذلك الاتصال بالدكتور فريد الخازن وشكره على كلامه الممتاز خلال ندوة طلابية، وهذا الأمر يحصل بحسب المناسبات.
هل يشاطرك الدكتور جعجع رأيك بأن قراراً سيصدر بالافراج عنه قريباً. هل لمست منه هذا الشعور؟
- نعم، رأيه ان الافراج لم يعد بعيداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.