أصر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على انه تصرف بأسلوب صائب بالنسبة الى قراره المشاركة في الحرب على العراق على الرغم من الانتقادات الواسعة التي يواجهها من داخل حزب العمال الحاكم ومن الرأي العام لهذه الخطوة المثيرة للجدل. وقال بلير في لهجة تحد مع بدء اعمال المؤتمر السنوي لحزب العمال في مدينة بورنموث الساحلية جنوب انكلترا أمس، "أنا لا أعتذر عن العراق، ولا أعتقد بأننا نفذنا عملاً يستحق الاعتذار في هذا الشأن… أنا فخور بما فعلناه". وأبلغ بلير شبكة تلفزيون "بي بي سي" في برنامج "بريكفاست ويذ فروست" فطور مع فروست في حديث موسع انه يرى ان الرابطة بين الجماعات الارهابية والدول التي تمارس اعمال القمع ضد شعوبها تعتبر تهديداً حقيقياً. وأكد أنه لن يصدر أوامره بسحب القوات البريطانية من العراق، مدافعا عن العمل العسكري وعن إطاحة نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين "لأن ذلك في مصلحة الشعب العراقي وجيرانه والمجتمع الدولي كله". وأعرب بلير مجدداً عن اقتناعه بأن اسلحة الدمار الشامل العراقية كانت سببا كافيا لشن الحرب على العراق، موضحاً أيضاً انه سيتم في النهاية العثور على أدلة وبرامج خاصة بهذه الاسلحة. ورداً على تساؤلات عدة تتعلق بزعامته، قال رئيس الوزراء انه يسعى الى ولاية ثالثة كرئيس للوزراء إذا ما فاز حزب العمال في الانتخابات البرلمانية المقبلة المتوقعة بعد عامين. ونفى وجود اي صفقة بينه وبين وزير الخزانة غوردون براون تتعلق بتسليم مقاليد السلطة له لاحقاً. وكانت استطلاعات الرأي التي نشرتها صحف الاحد البريطانية اظهرت تدهور شعبية حزب العمال وقيادته، على نحو لم يحصل منذ عام 1987. واظهر استطلاع نشرته "ذي اوبزرفر" ان نسبة 41 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع تريد ان يستقيل بلير قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة. اما الاستطلاع الذي اجرته صحيفة "ذي صنداي تايمز" فأوضح ان نسبة التأييد للعمال بلغت 30 في المئة أي اقل بثلاث نقاط عن حزب المحافظين المعارض، وكذلك على نحو متساو مع شعبية حزب الاحرار الديموقراطيين.