سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الباسيج" تهدد بالقضاء على إسرائيل وتذكر ب"قدرات الثورة الإسلامية في لبنان وفلسطين". طهران تتحدى واشنطن بتأكيد مضيها في تخصيب اليورانيوم والنشاطات النووية
قطعت طهران الطريق على أي مفاوضات بشأن وقفها عمليات تخصيب اليورانيوم أو بقية النشاطات النووية التي تقوم بها حالياً، وذلك في تحدٍ واضحٍ للإدارة الأميركية التي لوحت بإيصال الخلاف إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي في مؤتمر صحافي أمس، إن "إيران غير مستعدة للمساومة على حقها في النشاطات النووية وتخصيب اليورانيوم، ذلك أن نشاطاتنا شفافة ولا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية". وتجاهل هذا الموقف الإيراني تحذيرات من واشنطن تزامنت مع القمة بين الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما تجاهل قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي دعا إيران إلى وقف عمليات التخصيب والكشف عن كل نشاطاتها النووية والتوقيع فوراً على البروتوكول الإضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة. لكن طهران حرصت على تأكيد استمرار تعاونها مع وكالة الطاقة، وأكدت أنها تستقبل الخميس المقبل، وفداً من خبرائها. وتكمن أهمية زيارة الخبراء في كونها الأولى بعد القرار الأخير للوكالة وبعد إعلان إيران بدء العمل التجريبي في منشأة ناطنز المخصصة لتخصيب اليورانيوم. وتعول طهران على التوصل إلى حل وسط قد يلعب فيه الاتحاد الأوروبي دوراً محورياً، في سبيل قيام تعاون أكبر مع الوكالة، ويسمح لها بالحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية. لذا أوضح آصفي أن إيران حريصة على التعاون مع الاتحاد الأوروبي وعلى استمرار الحوار معه على قاعدة الند للند والاحترام المتبادل. وعن الموقف الروسي من التجاذبات الأخيرة في الملف النووي الإيراني، أوضح آصفي أن بلاده تنطلق من مبدأ أن موسكو عازمة على احترام التزاماتها مع طهران في مجال التعاون النووي الثنائي. ومعلوم أن روسيا تقوم حالياً ببناء أول مفاعل نووي مدني إيراني في مدينة بوشهر الجنوب. في غضون ذلك، صدرت تحذيرات من قادة عسكريين إيرانيين من مغبة التعرض للمنشآت النووية الإيرانية. وصرح الجنرال محمد علي جعفري قائد القوات البرية لحراس الثورة بأن إيران "ليست في حاجة إلى صنع قنبلة ذرية، لأن كل عنصر في ميليشيا الباسيج الإسلامية هو قنبلة بحد ذاته". وأكد أن أي تحرك عسكري من جانب "أميركا الحليفة للنظام الصهيوني" ضد المحطة النووية المدنية في بوشهر "سيعتبر بمثابة إعلان الحرب وسنرد عليه". كذلك توعد الجنرال محمد باقر ذو القدر مساعد قائد حراس الثورة في حديث إلى صحيفة "سياسة روز" المحافظة ب"مواجهة أي تحرك عسكري ضد بوشهر بردٍ قاسٍ لا يحتمل بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل". وقال: "إذا ارتكبت إسرائيل مثل هذا الخطأ فإنها ستوقع قرار موتها، مع القدرات التي تتمتع بها الثورة الإسلامية في لبنان وفي فلسطين وفي إيران، ومع بأس قواتنا المسلحة. إن خطأ كهذا سيكون غلطتها الأخيرة". وأضاف عندما "تصبح المحطة عملانية سيشكل وجود المواد النووية ضمانة أمنية" في وجه أي هجوم. وقال الجنرال ذو القدر أيضاً إن الولاياتالمتحدة لن تجرؤ أبداً على مهاجمة إيران وهي أقوى من العراق وأفغانستان. وأضاف: "إذا ساد انعدام الأمن في الخليج الفارسي ومنعت صادراتنا النفطية، فستحرم منها أيضاً الولاياتالمتحدة".