اعلن النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ان قادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" سيعودون الى الخرطوم بعد جولة المحادثات المقبلة التي تبدأ في السادس من تشرين الاول اكتوبر المقبل، وان الحكومة الانتقالية لن تكون حكرا على الطرفين بل ستشمل قوى سياسية اخرى. وقال طه في حفل جماهيري نظمته الحكومة لدى عودته امس من نيروبي ان الجيش الحكومي وقوات الحركة سيحرسان السودان معا ويرمزان الى وحدته وسيادته واستقراره. واقعد الارهاق طه بعد اكمال خطابه وحمل على كرسي الى سيارته. وكان قد امضى قرابة شهر في ضاحية نيافاشا الكينية حيث جرت المفاوضات بين الطرفين. واعتبر نائب الرئيس الاتفاق الاطاري للترتيبات الامنية والعسكرية خلال الفترة الانتقالية "لبنة للسلام العادل والشامل الذي لن يكون لطرفي التفاوض وحدهما وانما لكل القوى السياسية" موضحا ان "اقتسام السلطة لن يكون للاستحواذ على المناصب بينهما وانما لجميع الاحزاب وفئات الشعب". واكد طه ان اقتسام الثروة وتوزيع الموارد لن يتم على اساس سياسي او حزبي وانما بالعدالة بين جميع ولايات البلاد، وقال ان الحرب توقفت ولن تعود وان الحكومة والحركة ملتزمتان بالتوصل الى سلام قريبا وان حكومته ستتشاور مع كل القوى السياسية. لكن عضو الوفد الحكومي المفاوض الدكتور عبدالرحمن ابراهيم قال للصحافيين ان حكومته ملتزمة باستيعاب ومعالجة اوضاع الفصائل الجنوبية التي وقعت معها اتفاقا ولن تكون معنية ببقية القوى السياسية حتى المتحالفة معها في السلطة حاليا. ورأى ان طرفي التفاوض حسما 70 في المئة من القضايا الخلافية وما تبقى سيحسم خلال جولة المحادثات المقبلة، وتوقع ان يبرم الطرفان اتفاق سلام نهائياً قبل نهاية العام الحالي. اجتماعات جنوبية وفي اسمرا، تباشر قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان سلسلة اجتماعات مهمة في مدينة ومبيك في جنوب السودان لتقويم الاتفاق الذي ابرمه زعيمها جون قرنق مع حكومة الخرطوم استعدادا للجولة المقبلة، في حين وصف القيادي في الحركة والامين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" فاغان اموم الاتفاق بانه "مساومة تاريخية" داعيا الى "بناء كتلة من قوى السودان الجديد في المرحلة المقبلة". وقال اموم ل"الحياة" ان "اتفاقنا مع الحكومة مساومة تاريخية بين قوى السودان الجديد وقوى السودان القديم من اجل وطن موحد للتعايش والمساواة بعيدا من سياسات الاقصاء والتهميش"، مؤكدا استعداد الحركة الشعبية للتحول الى "حزب سياسي جماهيري بآليات صراع جديدة تتيح التداول السلمي للسلطة". ورفض اطلاق صفة العسكرية على حركته "باعتبار انها تأسست قبل عشرين عاما على اسس فكرية وسياسية الا ان استخدام السلاح كان ضرورة املتها ظروف موضوعية". ودعا الى "بناء كتلة سياسية تضم كل المهمشين في السودان وحملة مشاعل الوعي من قوى السودان الجديد في مركز السودان وهامشه". البشير في قطر وفي الدوحة، قال السفير السوداني محمد الدابي ان الرئيس عمر حسن البشير سيقوم الاحد بزيارة الى قطر اليوم لوضع اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في صورة اتفاق السلام الموقع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وكانت قطر رعت سنة 1998 اتفاق سلام بين السودان واريتريا.