لمح وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى احتمال مشاركة سورية في قوات متعددة الجنسية في العراق إذا كانت "تحت قيادة" الاممالمتحدة. وافاد بيان رسمي في دمشق امس ان الشرع ابلغ الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان خلال لقائه وزراء خارجية الدول العشر الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن ان "فقدان الامن في العراق لا يمكن معالجته من خلال زيادة عدد القوات ولا من خلال استخدام القوة لفرض الامن او كيل الاتهامات لدول الجوار، بل من خلال اتخاذ سلسلة متكاملة من الاجراءات الهادفة الى استعادة حرية الشعب العراقي واستقلاله وسيادته على اراضيه ومن خلال تحديد جدول زمني واضح لانسحاب قوات الاحتلال من العراق". وعن مشاركة سورية في قوات دولية قال الشرع: "مثل هذه القوات ان لم تكن تحت قيادة الأممالمتحدة سينظر اليها العراقيون على انها تعزيز للاحتلال، لذلك لا بد من ان تقوم الاممالمتحدة بدور مركزي في العراق يشمل المجالات السياسية والامنية والاقتصادية". وكانت وزيرة المغتربين الدكتورة بثينة شعبان اعلنت ان "سورية ستكون مستعدة لارسال قوات الى العراق اذا وضعت واشنطن جدولاً زمنياً لسحب قواتها من هذا البلد وصار للامم المتحدة الكلمة الوحيدة فيه"، ما يفتح الباب امام الدول العربية بما فيها سورية ل"درس مشاركة عربية لاعادة اعمار العراق". وقالت المصادر الرسمية ان الشرع اكد خلال لقائه انان "اهمية دور دول الجوار للعراق من خلال الحوار البناء معها وليس من خلال كيل التصريحات العدائية ضدها" في اشارة الى الاتهامات الاميركية المتعلقة بتسلل عناصر عبر الحدود السورية العراقية. وعن مشروع القرار الاميركي الذي يدرسه مجلس الأمن، قال الشرع: "ان أي قرار سيصدر اذا لم يلب مختلف نواحي قلق الشعب العراقي سيكون مجتزأ وبالتالي سينعكس ذلك سلباً على ارض الواقع في العراق وستزداد الامور تدهوراً"، مؤكداً استعداد سورية ل"التعاون مع جميع اعضاء مجلس الامن من أجل انضاج قرار يطمئن الشعب العراقي الى مستقبله ويحظى بموافقة دول الجوار والدول العربية ويحقق وحدة مجلس الامن في اعتماده". وكانت مصادر سورية أبلغت "الحياة" ان صدور قرار دولي "يرضي" دمشق ويتضمن "جدولاً زمنياً محدداً لانهاء الاحتلال يعطي الاطمئنان للشعب العراقي بجميع فئاته ولنا حتى وللشرفاء في مجلس الحكم الانتقالي"، يفتح الطريق امام سورية للقيام ب"اشياء كثيرة من دون اي تحفظ للمساعدة على اخراج العراق من محنته". وزادت ان في ظروف كهذه ستشارك سورية في مؤتمر المانحين المقرر في اسبانيا و"ستلعب دوراً فعالاً وستعمل على تهدئة الامور في العراق والمساهمة مع الآخرين في عمل كل ما تستطيع لاخراج العراق من المحنة التي يعاني منها الآن من فوضى واعمال عنف وغياب الامن والنظام".