سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريمر بكى في وداع دي ميللو ... وأنان يستبعد قراراً دولياً جديداً ما لم تتخل واشنطن عن صلاحياتها . معارضو الحرب يخوضون في مجلس الأمن معركة جديدة مع الولايات المتحدة
تواجه الولاياتالمتحدة الساعية إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يتيح لها الاستعانة بقوات من دول أخرى في العراق، معركة ديبلوماسية صعبة، شبيهة بالمعركة الفاشلة التي خاضتها قبل شهور لاستصدار قرار يشرع الحرب. وفيما طالبت فرنسا "قوات التحالف" بالتخلي عن "عقلية الاحتلال" واستبدالها ب"عقلية السيادة"، واعطاء العراقيين حق تقرير مطالبهم من الأممالمتحدة، أعلنت المانيا أنها لم تتلقَ أي طلب أميركي لمساعدتها عسكرياً، لكن تركيا أعربت عن استعدادها لإرسال جيشها إلى العراق. واستبعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان صدور قرار جديد ما لم تتخلَ "قوات التحالف" عن جزء من صلاحياتها للأمم المتحدة. راجع ص2 و3 و4 في غضون ذلك، شيع مسؤولو المنظمة الدولية في بغداد جثمان المبعوث الخاص لأنان سيرجيو دي ميلو الذي قضى في تفجير مركز المنظمة الدولية، وكان بين المشيعين الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر الذي عانق مستشار دي ميللو غسان سلامة باكياً، وتعهد "مواصلة العمل لخدمة الشعب العراقي". إلى ذلك، بدأ في استراليا تحقيق برلماني في قضية أسلحة الدمار الشامل، واتهم المسؤول السابق في الاستخبارات أندرو ويلكي الحكومة بالكذب وتضخيم الخطر لتبرير مشاركتها في الحرب. واعتبر أنان أنه من "الصعب جداً" استصدار قرار جديد يدعو إلى ارسال قوات إلى العراق إذا لم تتخلَ قوات "التحالف" الأميركي - البريطاني عن جزء من صلاحياتها في هذا البلد. وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام لقاء مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إنه من غير المطروح ارسال "القبعات الزرق" لحفظ السلام. وكانت بدأت المفاوضات العسيرة في مجلس الأمن على مشروع قرار لتحديد العلاقة بين الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة في العراق. وتسعى واشنطن إلى مشاركة دولية تكميلية في قوات "التحالف"، وتتصوره بريطانيا مدخلاً لقوة موازية "متعددة الجنسية"، يدعمها في ذلك الأمين العام كوفي أنان، بينما تريد فرنسا وروسيا والمانيا له أن يوسع حلقة السلطة والقرار السياسي والاقتصادي لتشمل الأممالمتحدة جوهرياً وليس "تجميلياً" فقط. وتقاوم دول عدة في مجلس الأمن تشكيل قوة متعددة الجنسية تمارس دور الشريك في الاحتلال، وتبحث عن آلية تتضمن برنامجاً زمنياً لانهاء الاحتلال من دون تحديد موعد حاسم، وتتضمن شراكة الأممالمتحدة مع سلطة الاحتلال في تحقيق استعادة العراق سيادته واستقلاله. وقال أنان أمس إن "وضع إطار زمني من شأنه أن يكون عنصراً مساعداً ويضفي شعوراً بأن الاحتلال محدد". ودعم أنان فكرة اصدار قرار جديد لمجلس الأمن يعطي دول الأممالمتحدة صلاحية انشاء قوة متعددة الجنسية. وقال بعد اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: "ليس مستبعداً أن يقرر المجلس تحويل القوات في العراق إلى قوات متعددة الجنسية بصلاحية من الأممالمتحدة تعمل على الأرض مع حكومات أخرى تدخل فيها". وتابع ان هذا يتضمن "ليس تقاسم العبء فحسب، بل المشاركة في القرار والمسؤولية"، في إشارة إلى عدم استعداد مجلس الأمن للمصادقة على ارسال قوات من دول أخرى إلى العراق إذا لم توافق الولاياتالمتحدة على توسيع رقعة اتخاذ القرار والمسؤولية ليكون للأمم المتحدة دور فعلي". ولم تبرز مؤشرات بعد إلى استعداد الولاياتالمتحدة لقبول توسيع صلاحية المنظمة الدولية. إلى ذلك، رفض الأمين العام والناطق باسمه التعليق على تقارير صحافية عن دور رجال أمن عراقيين في الهجوم على مقر الأممالمتحدة، في انتظار نتائج التحقيق. في برلين، سئل وزير الخارجية يوشكا فيشر عن احتمال قيام المانيا بدور عسكري في العراق، فقال ان بلاده "لم تتلق أي طلب" للمساعدة. فيما قال شرودر في مقابلة مع تلفزيون "دويتش فيلا" تبث اليوم، انه على رغم ان المانيا عارضت الحرب الاميركية على العراق "فإن ذلك لا يعني أن الاستقرار الناجح لمثل هذه المنطقة المهمة ليس في مصلحتنا". لكن تصريحات فيشر والمستشار الألماني غيرهارد شرودر لا تعكس رفضاً قاطعاً للعب دور في هذا البلد.